منظور عالمي قصص إنسانية

استمرار دخول المساعدات إلى غزة مع بدء الهدنة الإنسانية وأمل في أن تمتد لوقف لإطلاق النار

نازحون فلسطينيون يحتمون في مستشفى القدس في غزة، في ظل استمرار القصف والعمليات العسكرية.
WHO
نازحون فلسطينيون يحتمون في مستشفى القدس في غزة، في ظل استمرار القصف والعمليات العسكرية.

استمرار دخول المساعدات إلى غزة مع بدء الهدنة الإنسانية وأمل في أن تمتد لوقف لإطلاق النار

المساعدات الإنسانية

قال العاملون في المجال الإنساني التابعون للأمم المتحدة إن الشاحنات المحملة بإمدادات الإغاثة واصلت دخول قطاع غزة عبر معبر رفح الحدودي مع مصر يوم الجمعة بعد بدء تنفيذ الهدنة الإنسانية التي ستستمر 4 أيام.

 

وأعرب يانس لاركيه المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية عن الأمل في أن يتم احترام الهدنة التي اتفقت عليها إسرائيل وحماس، وأن يتمكن العاملون في المجال الإنساني من الوصول إلى المحتاجين وأن تمتد إلى وقف إنساني لإطلاق النار على المدى الطويل.

ويشمل الاتفاق، الذي تم بوساطة قطرية ودعم من مصر والولايات المتحدة الأمريكية، إطلاق سراح 50 رهينة من النساء والأطفال المحتجزين لدى حماس وجماعات فلسطينية أخرى، و150 محتجزا لدى إسرائيل من النساء والأطفال.

وقال لاركيه في مؤتمر صحفي في جنيف: "نأمل أن يجلب الاتفاق قدرا من الراحة لسكان غزة وإسرائيل وللرهائن والمعتقلين الذين سيتم إطلاق سراحهم ولعائلاتهم".

وشدد المتحدث باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية على الوضع المتقلب والمتوتر الذي تكشف في الساعات الأولى من الهدنة.

وفي معرض حديثه عن الحاجة الملحة للوصول إلى المحتاجين "أينما كانوا"، سلط الضوء على ضرورة الوصول إلى شمال غزة حيث تعد الأضرار والاحتياجات الإنسانية أكبر إذ ظلت المنطقة معزولة منذ فترة عن جنوب القطاع ووصول المساعدات بسبب العمليات العسكرية الإسرائيلية.

إجلاء مرضى وجرحى من المستشفيات

وأعرب كريستيان ليندماير، المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية، عن الأمل أيضا في أن تمتد الهدنة إلى وقف دائم لإطلاق النار.

وسلط الضوء على محنة المرضى والعاملين الصحيين المحاصرين في مستشفيات شمال غزة، وقال إن الجهود جارية لتنفيذ مزيد من عمليات الإجلاء، خاصة من مستشفيي الإندونيسي والأهلي.

وفي جهد مشترك بين وكالات الأمم المتحدة وجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، يوم الأربعاء، تم إجلاء 151 جريحا ومريضا وأفراد أسرهم والعاملين الطبيين من مستشفى الشفاء في مدينة غزة ونقلهم في سيارة إسعاف و قافلة حافلات إلى جنوب القطاع.

وقال ليندماير إن منظمة الصحة العالمية تشعر بقلق بالغ بشأن سلامة ما يقدر بنحو 100 مريض وعامل صحي ما زالوا في المستشفى.

ومن بين 24 مستشفى كانت تعمل في الشمال قبل الحرب، أصبحت 22 مستشفى إما خارج الخدمة أو غير قادرة على قبول مرضى جدد، في حين أن 8 مرافق طبية من أصل 11 في الجنوب تعمل. وقالت منظمة الصحة العالمية إن واحدا فقط منهم قادر على علاج إصابات الرضوح الحرجة أو إجراء عمليات جراحية معقدة.

حاجة ملحة إلى الوقود 

وفي الفترة التي سبقت بدء الهدنة في السابعة صباحا اليوم الجمعة، أشار مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية إلى زيادة عمليات القصف والاشتباكات العنيفة. وقال إن "الضربات الإسرائيلية الجوية والبرية والبحرية تكثفت في معظم أنحاء غزة، إلى جانب المعارك البرية مع الجماعات الفلسطينية المسلحة في الشمال، وخاصة في جباليا، وقد تم الإبلاغ عن سقوط العديد من الضحايا."

ومع تجاوز عدد القتلى في قطاع غزة 14,800 حتى مساء الخميس، وفقا لما نقله مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية عن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، تشير التقديرات إلى أن آلاف الأشخاص محاصرون تحت أنقاض منازلهم.

وفي إطار توسيع نطاق المساعدات الإنسانية، شدد يانس لاركيه على الحاجة لإدخال مزيد من الوقود إلى القطاع لتشغيل الآلات لإخراج الناس من تحت الأنقاض، نظرا للدمار الهائل الذي لحق بالبنية التحتية وانهيار المباني.

وأفاد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية بأن 75 ألف لتر من الوقود دخلت غزة من مصر يوم الخميس، عقب قرار إسرائيلي في 18 تشرين الأول/نوفمبر "بالسماح بالدخول اليومي لكميات صغيرة من الوقود للعمليات الإنسانية الأساسية". 

وقال المكتب الأسبوع الماضي إن هناك حاجة لنحو 200 ألف لتر من الوقود يوميا.

وأكد لاركيه أن الوقود الذي يدخل إلى غزة يكون "في عهدة الأمم المتحدة في جميع الأوقات ويتم توزيعه من قبل وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل لاجئي فلسطين (الأونروا)".

الحد الأدنى

وتشير التقديرات إلى أن أكثر من 1.7 مليون شخص في غزة أصبحوا مُهجرين، ويقيم حوالي مليون منهم في أكثر من 150 مركز إيواء تابعا للأونروا في أنحاء القطاع.

وذكر مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية أن الملاجئ في الجنوب، حيث أجبر الناس على الفرار بسبب العمليات العسكرية الإسرائيلية، تؤوي أعدادا من الناس تفوق أقصى طاقتها الاستيعابية بعدة مرات.

وأضاف أن معظم الرجال النازحين والصبية الأكبر سنا ينامون في العراء، أو في ساحات المدارس أو الشوارع القريبة.

وفي بيان صدر يوم الخميس، أكد المفوض العام لوكالة الأونروا فيليب لازاريني أن الناس في غزة "يستحقون النوم دون قلق بشأن ما إذا كانوا سيظلون أحياء. وشدد على أن "هذا هو الحد الأدنى الذي يجب أن يحصل عليه أي شخص".