منظور عالمي قصص إنسانية

مشروع قرار روسي حول غزة وإسرائيل يفشل في الحصول على الأغلبية المطلوبة بمجلس الأمن

جلسة مجلس الأمن الدولي حول الوضع في الشرق الأوسط بما فيه القضية الفلسطينية..
UN Photo/Eskinder Debebe
جلسة مجلس الأمن الدولي حول الوضع في الشرق الأوسط بما فيه القضية الفلسطينية..

مشروع قرار روسي حول غزة وإسرائيل يفشل في الحصول على الأغلبية المطلوبة بمجلس الأمن

السلم والأمن

فشل مشروع قرار روسي، مدعوم من عدد من الدول العربية، بشأن التصعيد في غزة وإسرائيل في الحصول على الأغلبية المطلوبة في مجلس الأمن بعد أن صوت لصالحه 5 أعضاء فقط وعارضه 4 منهم الولايات المتحدة الأمريكية مع امتناع 6 عن التصويت. 

 

جاء التصويت بعد مشاورات مغلقة عقدها أعضاء المجلس الخمسة عشر حول مشروعي قرارين متنافسين قدمتهما روسيا والبرازيل بشأن تصاعد العنف في إسرائيل وغزة.
 

من الدول الداعمة لمشروع القرار الروسي: البحرين، جيبوتي، مصر، الأردن، الكويت، لبنان، موريتانيا، عُمان، دولة قطر، المملكة العربية السعودية، السودان، دولة الإمارات العربية المتحدة، اليمن وتركيا.

مشروع القرار هذا كان يدعو إلى وقف إنساني لإطلاق النار بشكل فوري ودائم، ويدين كل أعمال العنف والعدائيات الموجهة ضد المدنيين وجميع الأعمال الإرهابية، ويدعو إلى تأمين إطلاق سراح الأسرى وإلى توفير وتوزيع المساعدة الإنسانية بدون عوائق وخلق الظروف المواتية للإجلاء الآمن للمدنيين المحتاجين.

روسيا

متحدثا بعد التصويت، أعرب مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة السفير فاسيلي نيبينزيا عن أسفه "لأن المجلس ظل رهينة أنانية الوفود الغربية، وهذا هو السبب الذي يفسر عجزنا عن توجيه رسالة صريحة بشأن التهدئة في وقت نشهد فيه اشتعالا غير مسبوق في العقود الأخيرة"، على حد تعبيره.


وقال السفير الروسي إن التصويت في المجلس "يبين من يعارض الهدنة ووقف إطلاق النار وانتهاء العنف في قطاع غزة وتقديم المساعدة الإنسانية للسكان هناك ومن يعترض على توجيه رسالة من المجلس، بهدف تحقيق مآرب سياسية" حسب تعبيره.

الولايات المتحدة 

متحدثة عقب التصويت على مشروع القرار الروسي، قالت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد إن "المدنيين لا يفترض أن يعانوا بسبب ما تقترفه حماس من فظائع".

وأضافت أن مجلس الأمن والمجتمع الدولي بأسره يتحملان المسؤولية عن معالجة هذه الأزمة الإنسانية "وأن ينددا بحماس وأن يعترفا بالحق الأصيل لإسرائيل في الدفاع عن نفسها وفقا لميثاق الأمم المتحدة". 

وأعربت عن أسفها "لأن مشروع القرار الروسي الذي تم تقديمه اليوم لا يستوفي كل هذه الشروط ولا يرقى لكل هذه المسؤوليات"، على حد تعبيرها.

دولة الإمارات

السفيرة لانا نسيبة الممثلة الدائمة للإمارات لدى الأمم المتحدة، بعد أن صوتت لصالح مشروع القرار، قالت إن "المدنيين في غزة يواجهون اليوم حربا هوجاء دون أي ملاذ آمن يلجأون إليه"، مشيرة إلى أن غزة تخضع للحصار دون توفر الغذاء والمياه والأدوية واللوازم الطبية والكهرباء. 

وأوضحت أن مليوني شخص يعتمدون على خط إمداد واحد فقط للمياه، فيما توقفت محطة توليد الكهرباء بسبب نقص الوقود. ودعت السفيرة الإماراتية المجتمع الدولي إلى أن يقر بأن "إجلاء أكثر من مليون شخص- ممن ليس لهم ملاذ آمن ولا يملكون المساعدة- هو طلب غير مشروع ولا يمكن أن يتحقق". 

ودعت المجلس إلى أن يتحرك ولا يكتفي بالبيانات، بهدف حماية جميع المدنيين وتقديم المساعدة الإنسانية بشكل آمن ولإطلاق سراح الرهائن بدون قيد أو شرط.


وأكدت على ضرورة ضمان أمن وسلامة العاملين في المجال الإنساني. ووصفت الدعوة إلى وقف إطلاق النار بأنه أمر أساسي.
وقالت السفيرة لانا نسيبة إن بلادها صوتت لصالح مشروع القرار الروسي لأنه "يستجيب لكل الاحتياجات الإنسانية المحددة  التي ذكرتها".

دولة فلسطين

ناشد رياض منصور المراقب الدائم لفلسطين لدى الأمم المتحدة الدول الأعضاء بمجلس الأمن أن يسترشدوا بقواعد القانون الدولي الإنساني بدون استثناءات، وألا يرسلوا رسالة مفادها أن حياة الفلسطينيين غير مهمة. 

وشدد على ضرورة فعل 3 أمور الآن، وقال إن أي شيء آخر سيكون غير مقبول من الناحية القانونية والأخلاقية والسياسية، وقال: "أولا، وقف الهجوم على شعبنا الآن. ثانيا، السماح بالوصول الإنساني الفوري وبدون عوائق بأنحاء قطاع غزة الآن. ثالثا، وقف النقل الإجباري لشعبنا الآن".

وتساءل عن سبب عدم قدرة المجلس على الدعوة لوقف إطلاق النار "من أجل وقف العدوان والمذابح" حسبما قال.

وقال لأعضاء المجلس: "هل تعلمون ما يستحق دعمكم غير المشروط، إنها قواعد القانون الدولي وحقوق الإنسان والسلام والعدل، حتى لا يُقتل أي فلسطيني أو إسرائيلي، ليعيش شعبنا أخيرا بحرية وكرامة على أرض أسلافهم، وحتي يمكن لدولتين: فلسطين وإسرائيل أن تعيشا جنبا إلى جنب بسلام وأمن بموجب قراراتكم".

إسرائيل

جلعاد أردان الممثل الدائم لإسرائيل لدى الأمم المتحدة قال إن حماس مدفوعة بأيدلوجية لا تختلف عن النازيين. وأشار إلى الاسم الكامل لحركة حماس: "حركة المقاومة الإسلامية" وقال إنها ليست منظمة سياسية ولكن منظمة إرهابية لا تختلف عن داعش أو القاعدة.

وذكر أن حماس لن تتوقف حتى تدمر إسرائيل، وقال: "لذلك من أجل سلامة شعبنا وأمن مستقبلنا يجب أن تدمر إسرائيل حماس أولا".

وقال إن بلاده في مهمة إنقاذ: "إنقاذ للرهائن والمستقبل وسكان غزة من الطغاة المتوحشين". وأضاف أن هذه المهمة يمكن أن تنتهي بسرعة إذا ألقى أعضاء حماس سلاحهم وأعادوا الرهائن وسلموا أنفسهم.

وشدد على أربعة أهداف حث المجلس على معالجتها في أي نقاشات مستقبلية، واستعرضها قائلا: "أولا: تصنيف حماس بأنها جماعة إرهابية مثلما فعل (المجلس) مع داعش والقاعدة. ثانيا: تحميل حماس المسؤولية الكاملة والوحيدة للوضع في غزة. ثالثا: الدعم الكامل لحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها. رابعا: مطالبة حماس بإطلاق سراح جميع الرهائن المختطفين على الفور وبدون شروط".

وبعد انتهاء قائمة المتحدثين رُفعت جلسة مجلس الأمن الدولي، بدون التصويت على مشروع القرار الآخر الذي تفيد التقارير بأن المجلس سينظر فيه هذا الأسبوع.