منظور عالمي قصص إنسانية

الوضع في الشرق الأوسط: دعوات في مجلس الأمن لتهدئة التصعيد وحماية المدنيين

المقر الدائم للأمم المتحدة في نيويورك.
UN Photo/Cia Pak
المقر الدائم للأمم المتحدة في نيويورك.

الوضع في الشرق الأوسط: دعوات في مجلس الأمن لتهدئة التصعيد وحماية المدنيين

السلم والأمن

عقد مجلس الأمن الدولي اجتماعا مغلقا حول الشرق الأوسط، بما فيه القضية الفلسطينية، لبحث التطورات الأخيرة وتصعيد الوضع.

لانا نسيبة الممثلة الدائمة لدولة الإمارات العربية المتحدة لدى الأمم المتحدة، ذكرت بعد الاجتماع المغلق أن أعضاء المجلس استمعوا إلى إحاطة من تور وينسلاند المنسق الأممي لعملية السلام في الشرق الأوسط بشأن الوضع على الأرض.

وقالت إن الوضع خطير وإن أعضاء المجلس يشعرون بالقلق البالغ. وأكدت أهمية أن يستخدم الأعضاء القنوات الدولية وكذلك الثنائية للدعوة إلى الهدوء وتهدئة التصعيد بالتركيز على حماية المدنيين على الجانبين.

السفيرة لانا نسيبة الممثلة الدائمة لدولة الإمارات العربية المتحدة لدى الأمم المتحدة، تتحدث مع الصحفيين خارج قاعة مجلس الأمن الدولي.
UN Photo/Paulo Filgueiras
السفيرة لانا نسيبة الممثلة الدائمة لدولة الإمارات العربية المتحدة لدى الأمم المتحدة، تتحدث مع الصحفيين خارج قاعة مجلس الأمن الدولي.

وردا على أسئلة الصحفيين قالت إن بعض أعضاء المجلس تحدثوا عن أهمية معالجة غياب الأفق السياسي في المستقبل، وأضافت: "الجميع يتفهم أن الوضع يثير القلق البالغ وأن حماية المدنيين أولوية وضرورة إطلاق سراح الرهائن بدون شروط. من الجلي أن الكثيرين من أعضاء المجلس يؤمنون بأن فتح الأفق السياسي في المستقبل، الذي يؤدي إلى تطبيق حل الدولتين هو السبيل الوحيد لحل هذا الصراع".

وقالت إن أعضاء المجلس يشعرون أيضا بالقلق بشأن احتمال توسع نطاق التوترات إقليميا، مشددة على ضرورة فعل كل ما يمكن لمنع حدوث ذلك.

وأضافت، ردا على أسئلة الصحفيين، أن المجلس بحث تطبيق القانون الإنساني الدولي في الحالة الراهنة وحماية المدنيين تحت اتفاقيات جنيف وضرورة أن تكون الاستجابة متناسبة.

وقالت إن بلادها أجرت اتصالات مع جميع الأطراف لمحاولة الدعوة إلى الهدوء وتخفيف حدة التوترات، ولكنها أضافت أن هناك أطرافا إقليمية أخرى تتحمل أدوارا مهمة يتعين القيام بها في هذا الشأن. وشددت على ضرورة العمل لوقف إطلاق النار وإنهاء العنف.

روبرت وود من البعثة الأمريكية الدائمة لدى الأمم المتحدة تحدث للصحفيين أيضا بعد انتهاء الاجتماع المغلق لمجلس الأمن. وقال إن معظم الأعضاء، وليسوا جميعا، أدانوا الهجمات التي نفذتها حركة حماس.

وذكر أن الوضع خطير وما زال متقلبا، وقال إن الولايات المتحدة وعددا من دول المنطقة تعمل بجد لمحاولة منع انتشار الصراع.

وشدد على ضرورة أن يدين المجتمع الدولي "الهجمات الإرهابية التي وقعت وما زالت تقع".

وردا على أسئلة الصحفيين بشأن مقتل مدنيين فلسطينيين، قال المندوب الأمريكي إن بلاده تدين مقتل أو إصابة المدنيين في أي مكان بالعالم وشدد في الوقت نفسه على ضرورة أن يبدي المجتمع الدولي تضامنه مع إسرائيل. وأكد دعم بلاده الكامل لها.

قبل اجتماع مجلس الأمن، تحدث السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة جلعاد أردان إلى الصحفيين خارج قاعة مجلس الأمن. وقال إن ما تعرضت له إسرائيل منذ أمس السبت يضاهي هجمات الحادي عشر من أيلول/سبتمبر على الولايات المتحدة. 

السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة، جلعاد إردان، يتحدث للصحفيين خارج قاعة مجلس الأمن الدولي.
UN Photo/Paulo Filgueiras
السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة، جلعاد إردان، يتحدث للصحفيين خارج قاعة مجلس الأمن الدولي.

وأكد أن إسرائيل ستفعل كل ما يمكن لإعادة المختطفين. ووصف ما تعرض له الإسرائيليون بأنها جرائم الحرب، رافعا صورا ومقاطع فيديو أمام الصحفيين.

وأقر أردان بدعم كثير من الدول لإسرائيل في الوقت الراهن، ولكنه قال "إن المجتمع الدولي وخاصة الأمم المتحدة ومجلس الأمن لديهم ذاكرة ضعيفة عندما يتعلق الأمر بإسرائيل". وأضاف أنها لن تسمح للعالم بنسيان "الفظائع التي عانت منها". 

وقال إن حماس لا تختلف عن القاعدة أو تنظيم داعش، وإن كل ما تسعى إليه هو "إبادة الدولة اليهودية".

وقال إن "الوقت قد حان لتدمير بنية الإرهاب التحتية لحماس، ومحوها تماما كيلا تتكرر مثل هذه الفظائع"، متهما إياها بارتكاب "إرهاب الإبادة الجماعية".

وشدد أردان على ضرورة أن يمنح المجتمع الدولي إسرائيل دعمه الكامل، وذكر أن الحرب ليست موجهة ضدها فقط ولكنها "حرب على العالم الحر".

وقال إن "إسرائيل على الخطوط الأمامية للحرب ضد الإرهاب، وإذا لم ننجح فإن العالم كله سيدفع الثمن". 

وقبل اجتماع مجلس الأمن، قال إن إسرائيل لديها طلب وحيد يتمثل في إدانة "جرائم الحرب التي ارتكبتها حماس بشكل لا لبس فيه"، مشددا على ضرورة تقديم الدعم الثابت لإسرائيل للدفاع عن نفسها.

السفير رياض منصور المراقب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة قرأ بيانا أمام الصحفيين قبل اجتماع المجلس، وكان يقف إلى جانبه السفير ماجد عبد العزيز ممثل جامعة الدول العربية لدى الأمم المتحدة.

 

رياض منصور المراقب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة يتحدث أمام الصحفيين خارج قاعة مجلس الأمن الدولي.
UN Photo/Paulo Filgueiras
رياض منصور المراقب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة يتحدث أمام الصحفيين خارج قاعة مجلس الأمن الدولي.

قال منصور إن الوقت قد حان للوقف الفوري للعنف وسفك الدماء، وإنهاء الإغلاق المفروض على غزة وفتح الأفق السياسي. 

وذكر أن فلسطين "حذرت مجلس الأمن شهرا بعد الآخر من إفلات إسرائيل من المحاسبة على ما يُرتكب ضد الفلسطينيين والتقاعس الدولي بهذا الشأن". 

وقال إن الحديث عن حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها "سيُترجم بأنه ترخيص بالقتل وسيؤدي إلى نفس المسار الذي قاد بنا إلى هنا". 

وتساءل عن الحماية الدولية التي من المفترض أن تُكفل للشعب الفلسطيني عندما "تنتهك القوة القائمة بالاحتلال، القانون الدولي وتضر من يتعين عليها حمايتهم".

وقال رياض منصور إن الطريق إلى السلام لا يمكن أن يكون عبر ترسيخ القمع والاحتلال، بل عبر إنهائهما. وشدد على ضرورة معالجة الأسباب الجذرية للصراع وعندها فقط "ستكون معالجة عواقب الصراع ممكنة".

وقال إن "الفلسطينيين ليسوا بشرا من درجة أدنى" ولن يقبلوا أبدا الحديث الذي ينزع عنهم إنسانيتهم ويحرمهم من حقوقهم ويتجاهل احتلال الأرض والقمع.

وأكد أن الحق في الأمن لا يجب أن يلغي حق دولة في تقرير مصيرها. وقال "إن كفالة حقنا في تقرير المصير هو المسار الوحيد باتجاه تحقيق السلام والأمن المشتركين". وأكد أن السلام سينقذ الأرواح.

ودعا جميع صانعي السلام والمؤمنين بميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي، إلى التمسك بالرؤية التي تتضمنها قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة واتخاذ التدابير الضرورية لضمان الامتثال لها.

وقال رياض منصور إن فلسطين طلبت عقد اجتماع طارئ لجامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية خلال الأيام المقبلة في القاهرة.