منظور عالمي قصص إنسانية

المغرب: واجهنا تبعات الزلزال بحزم وتضامن وإرادة قوية

السفير عمر هلال، المندوب الدائم للمملكة المغربية لدى الأمم المتحدة يلقي كلمة بلاده أمام المناقشة السنوية للجمعية العامة للأمم المتحدة.
UN Photo/Cia Pak
السفير عمر هلال، المندوب الدائم للمملكة المغربية لدى الأمم المتحدة يلقي كلمة بلاده أمام المناقشة السنوية للجمعية العامة للأمم المتحدة.

المغرب: واجهنا تبعات الزلزال بحزم وتضامن وإرادة قوية

السلم والأمن

قال السفير عمر هلال، المندوب الدائم للمملكة المغربية لدى الأمم المتحدة إن بلاده واجهت تبعات الزلزال بحزم وجدية وتضامن وإرادة، مشيرا إلى أن الكارثة برهنت على "اللحمة الوطنية القوية والتضامن المترسخ" بين الشعب المغربي.

جاء ذلك خلال إلقاء كلمة بلاده في المناقشة العامة للدورة الثامنة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، والتي استهلها بالإعراب عن شكر وامتنان بلاده لمشاعر التضامن والدعم في أعقاب الزلزال الذي ضرب المغرب، وخلف حوالي 3,000 ضحية و5,700 جريح، بالإضافة إلى أضرار مادية جسيمة.

وأوضح السفير المغربي أن الملك محمد السادس- ومنذ اللحظات الأولى التي أعقبت الزلزال- أصدر تعليماته لتعبئة كل أجهزة الدولة، واتخاد جميع الإجراءات اللازمة لتسريع عمليات الإنقاذ وإجلاء الجرحى وتقديم المساعدة للأسر المتضررة ووضع برنامج استعجالي لإعادة تأهيل وبناء المناطق المتأثرة.

وقال إن زلزال المغرب والإعصار والفيضانات في ليبيا وكذلك ظاهرة تغير المناخ تؤكد كلها- اليوم أكثر من أي وقت مضى- أهمية تعزيز الوقاية وتقوية الصمود وتكثيف التعاون الدولي، وتكريس هذه الأسس ضمن أولويات المجتمع الدولي.

نظام متعدد الأطراف سمته التعاون والتضامن 

أوضح السفير عمر هلال أن الظرف الراهن يستلزم ملائمة السياسات الوطنية مع التعهدات الدولية، وذلك من خلال تركيز الجهود على تعزيز صمود المجتمعات وفق مقاربة شاملة، ترتكز على مبادئ الإنصاف والعدالة الاجتماعية والمجالية، لتحقيق أهـداف التنمية المستدامة

وشدد على ضرورة تعزيز نظام متعدد الأطراف سمته التعاون والتضامن ومركزه الأساس منظمة الأمم المتحدة، مشيرا إلى أن هذا هو المنظور الذي اعتمدته المملكة المغربية.

وتطرق إلى "النموذج التنموي الجديد" الذي أطلقته بلاده في المجالات الحيوية للتنمية المستدامة والانتقال في مجال الطاقة والماء والتغطية الاجتماعية، ومواجهة الكوارث الطبيعية في إطار رؤية متكاملة تتماشى وأهـداف التنمية المستدامة.

وفيما يتعلق بالنهوض بقضايا المرأة والأسرة بشكل عام، قال السفير هلال إن العاهل المغربي وجه رسالة إلى رئيس الحكومة "تتعلق بإعادة النظر في مدونة الأسرة... من أجل رفع مقترحات تعديلات هذه المدونة لجلالته في أجل أقصاه 6 أشهر".

رفض خطاب الكراهية والاعتداء على الرموز الدينية 

في هذا الصدد، أعرب السفير هلال عن قلق بلاده العميق إزاء ما وصفه بـ "عواقب التمادي في إشاعة خطاب الكراهية"، خاصة عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

وحذر من أن هذا الأمر يساهم في بث الانقسامات داخل المجتمعات وبين الثقافات والدول واستشراء التطرف العنيف، بل ويمثل عاملا أساسيا من عوامل عدم الاستقرار العالمي، على حد تعبيره.

كما جدد التأكيد على رفض المملكة المغربية القاطع واستنكارها لأي اعتداء على الرموز الدينية والكتب المقدسة، وتنديدها الشديد لتدنيس وإحراق المصحف الشريف، "والذي يمس مشاعر أكثر من مليار مسلم حول العالم ويعتبر خرقا لأبسط قواعد حقوق الإنسان".

وقال إنه يتوجب على الدول المعنية اتخاذ كل التدابير اللازمة لمنع هذه الخروقات.

وقال إن المملكة المغربية قدمت في شهر تموز/يوليو الماضي، قرارا يتعلق بمواجهة خطاب الكراهية، تم اعتماده بالإجماع من قبل الدول الأعضاء بالجمعية العامة للأمم المتحدة، يدين تدنيس الكتب المقدسة، ويصنف لأول مرة هذه الأعمال ضمن انتهاكات القانون الدولي.

وأضاف أن القرار دعا الأمين العام للأمم المتحدة إلى تنظيم أول مؤتمر حول خطاب الكراهية في عام 2025.

"حل نهائي لنزاع مفتعل"

من ناحية أخرى، قال السفير عمر هلال إن بلاده تبقى متشبثة بحل سياسي نهائي لما وصفه بـ "النزاع الإقليمي المفتعل حول الصحراء المغربية، مما سيمكّن من تعزيز التنمية والاستقرار والسلم في المنطقة والقارة الأفريقية".

وقال إن المغرب يواصل دعمه لجهود الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الخاص لإعادة إطلاق مسلسل الموائد المستديرة، بنفس الصيغة وبنفس المشاركين "وخاصة الجزائر، الطرف الأساسي في هذا النزاع، طبقا لقرار مجلس الأمن 2654".

وجدد التأكيد على أن الحل النهائي "لن يكون إلا سياسيا وواقعيا وعمليا، ومبنيا على التوافق. كما تظل مبادرة الحكم الذاتي، في إطار الوحدة الترابية للمملكة المغربية وسيادتها الوطنية، هي الحل الوحيد والأوحد لهذا النزاع الإقليمي المفتعل".

المغرب تترشح لاستضافة كأس العالم 2030

قال السفير هلال إن المملكة المغربية- ووعيا منها بأهمية الدور الذي تلعبه الرياضة في التقارب بين الأمم وإشاعة ثقافة السلام والتسامح- قدمت ملف ترشيح مشترك، مع كل من إسبانيا والبرتغال، لاحتضان نهائيات كأس العالم لكرة القدم لعام 2030. 

واقتبس تصريح العاهل المغربي حول مدلول هذا الترشيح "غير المسبوق، الذي يجمع بين قارتين وحضارتين، أفريقيا وأوروبا، ويوحد ضفتي البحر الأبيض المتوسط، ويحمل طموحات وتطلعات شعوب المنطقة، للمزيد من التعاون والتواصل والتفاهم".