منظور عالمي قصص إنسانية

قمة الطموح المناخي – تجمع لحشد العالم وحماية الكوكب وتحقيق العدالة

 قمة الطموح المناخي تجمع 193 دولة لإظهار الإرادة العالمية الجماعية لجعل العالم أكثر عدالة واخضرارا ونظافة للجميع.
© Unsplash/Nerea Martí Sesarin
قمة الطموح المناخي تجمع 193 دولة لإظهار الإرادة العالمية الجماعية لجعل العالم أكثر عدالة واخضرارا ونظافة للجميع.

قمة الطموح المناخي – تجمع لحشد العالم وحماية الكوكب وتحقيق العدالة

المناخ والبيئة

يلتقي قادة العالم والشركات العملاقة والخبراء في قمة الطموح المناخي في 20 أيلول/سبتمبر لتسريع وتيرة السباق من أجل حماية كوكب الأرض.

يأتي هذا في وقت تبدو المؤشرات المرتبطة بالعمل المناخي خارج المسار الصحيح أو تسير صوب الاتجاه الخاطئ. وتؤدي الأحداث المناخية المتطرفة إلى نزوح ملايين الأشخاص، فيما ترتفع درجة حرارة العالم، وتستمر حرائق الغابات الخارجة عن السيطرة في التسبب في الموت والدمار، بدءا من كندا ووصولا إلى الجزر اليونانية.

ويسهم الفحم والنفط والغاز في 75% من انبعاثات الغازات الدفيئة على مستوى العالم، والتي لا تزال تؤجج أزمة المناخ.

ورغم أن الأضرار الناجمة عن أزمة المناخ هائلة بالفعل، ومع تسجيل انبعاثات الغازات الدفيئة العالمية مستويات قياسية، فإن التغيير ممكن.

وتعد قمة الطموح المناخي تجمعا فريدا على صعيد الجهود الرامية لمواجهة أزمة المناخ. فالدول الأعضاء في الأمم المتحدة- والتي يبلغ عددها 193 دولة- تجتمع من أجل إظهار الإرادة العالمية الجماعية لجعل العالم أكثر عدالة واخضرارا ونظافة للجميع.

فيما يلي أهم خمسة أشياء يجب معرفتها عن القمة:

1- لم يعد هناك وقت

تؤثر أزمة المناخ على جميع الناس والدول. ووفقا للأمم المتحدة، يعيش نصف سكان العالم بالفعل في مناطق خطرة، حيث يعتبرون أكثر عرضة بمعدل 15 مرة للوفاة بسبب التأثيرات ذات الصلة.

ووقعت 70 في المائة من جميع الوفيات بسبب الكوارث الناجمة عن المناخ في السنوات الخمسين الماضية في 46 دولة من أقل البلدان نمواً في العالم.

وكان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش قال في وقت سابق إن "عصر الاحتباس الحراري انتهى، وبدأ عهد الغليان الحراري العالمي. الهواء لا يمكن تنفسه، والحرارة لا تطاق، ومستوى الأرباح التي يتم جنيها من الوقود الأحفوري والتقاعس عن العمل المناخي أمر غير مقبول".

وأضاف "يجب على القادة أن يقودوا. لا للمزيد من التردد. لا للمزيد من الأعذار. لا للمزيد من الانتظار للآخرين للتحرك أولا. ببساطة لم يعد هناك وقت لذلك".

مظاهرة في لندن للتوعية بمخاطر التغير المناخي.
Unsplash/Sean Robbins
مظاهرة في لندن للتوعية بمخاطر التغير المناخي.

2- تسريع العمل المناخي

عندما أعلن الأمين العام للأمم المتحدة عن قمة الطموح المناخي في كانون الأول/ديسمبر الماضي، قال إنه يتوقع ألا تكون القمة بلا معنى، مؤكدا أنه "لا مكان للمتراجعين، أو المتسببين في ظاهرة الغسل الأخضر، أو ملقيي اللوم، أو إعادة صياغة البيانات من السنوات السابقة".

هناك عدد متزايد من الدول والمؤثرين والقادة الذين يكثفون جهودهم في هذا الشأن. فمنذ عام 2015، زاد عدد البلدان التي لديها استراتيجيات وطنية للحد من مخاطر الكوارث بأكثر من الضعف. كما انضم العديد منها إلى مبادرات مثل أجندة تسريع العمل المناخي التي أقرها الأمين العام.

وتحدد الأجندة - التي تم إطلاقها في وقت سابق من هذا العام - المهام المطلوبة في عام 2023 من قادة الحكومات وقطاع الأعمال والمالية لمنع تجاوز العتبات المناخية الخطيرة، وتحقيق العدالة لمن هم على الخطوط الأمامية في مواجهة أزمة المناخ. 

ودعا الأمين العام عبر تلك الأجندة البلدان إلى "تسريع جهودها"، والالتزام بعدم تبني استخدامات جديدة للفحم، والتخلص التدريجي من استخدامه، والوصول إلى خط النهاية الأنظف، أي بلوغ عالم صافي انبعاثاته صفر.

ويعني "صافي الانبعاثات الصفري" تحقيق التوازن بين الكربون المنبعث في الغلاف الجوي والكربون المزال منه.

ويظهر العلم بوضوح أنه من أجل تجنب أسوأ آثار تغير المناخ والحفاظ على كوكب صالح للعيش، يجب أن تقتصر الزيادة في درجات الحرارة العالمية على 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل العصر الصناعي.

مطالبة الدول بالالتزام بعدم تبني استخدامات جديدة للفحم، والتخلص التدريجي من استخدامه.
©Unsplash/Dominik Vanyi
مطالبة الدول بالالتزام بعدم تبني استخدامات جديدة للفحم، والتخلص التدريجي من استخدامه.

3- مساهمات وطنية لحماية الكوكب

يقدم قادة الحكومات أثناء القمة- وخصوصا حكومات الدول الأكثر انتاجا للانبعاثات- تقارير بشأن مدى الوفاء بالتزاماتهم حيال معاهدات تاريخية مثل اتفاق باريس بشأن تغير المناخ. 

وتقدم الدول كذلك تقارير المساهمات المحددة وطنيا والتي تتضمن أهدافاً للتخفيف من انبعاثات غازات الدفيئة التي تسبب تغير المناخ وللتكيف مع تأثيرات هذا التغير، وتعهدات للصندوق الأخضر للمناخ، الذي يدعم البلدان النامية لتعزيز وتنفيذ خطط عملها لخفض الانبعاثات وبناء قدراتها على الصمود.

ويُطلب خلال القمة من كافة الدول الأكثر إنتاجاً للانبعاثات، وخاصة حكومات مجموعة العشرين، الالتزام بتقديم مساهمات أكثر طموحاً على صعيد الاقتصاد محددة على المستوى الوطني بحلول عام 2025.

شخص ينظف لوحا شمسيا في النيجر.
© UNCDF/Adam Rogers
شخص ينظف لوحا شمسيا في النيجر.

4- النزاهة مهمة

أثناء القمة، يُنتظر من قادة الشركات والمدن والمناطق والمؤسسات المالية تقديم خطط انتقالية تتماشى مع معايير المصداقية المدعومة من الأمم المتحدة على النحو الوارد في تقرير فريق الخبراء رفيع المستوى "النزاهة مهمة" الصادر عن الأمم المتحدة.

وهذا المعيار الخاص بالتعهدات الطوعية لصافي الصفر هو المعيار الوحيد الذي يتماشى تماما مع الحد من ارتفاع درجة الحرارة العالمية بمقدار 1.5 درجة مئوية.

ويدعو التقرير، من بين أمور أخرى، إلى وضع استراتيجيات لوقف استخدام الوقود الأحفوري والتخلص التدريجي منه، وخفض الانبعاثات، والالتزام بالدعوة العلنية إلى العمل المناخي القائم على العلم.

فيضانات في جنوب السودان متكررة ناجمة عن التغير المناخي.
UNMISS/Gregorio Cunha
فيضانات في جنوب السودان متكررة ناجمة عن التغير المناخي.

5- العدالة المناخية ودعم الضعفاء

يعد تحقيق العدالة المناخية هدفا للقمة، وهو ما يعني النظر إلى أصغر الملوثين الذين يتحملون العبء الأكبر والأخطر لما يصدره كبار المنتجين للانبعاثات لاسيما دول مجموعة العشرين.

ومن هذا المنطلق، يناقش المشاركون في القمة التحديات والفرص المتعلقة بتسريع عملية إزالة الكربون من القطاعات ذات الانبعاثات العالية، بما في ذلك صناعات الطاقة والشحن والطيران والصلب والأسمنت.

ومن المتوقع أن يكشفوا عن إجراءات لتحقيق العدالة المناخية. ويعني هذا على أرض الواقع حماية مزيد من الناس من الكوارث المناخية بحلول عام 2027، ومضاعفة تمويل التكيف بحلول عام 2025.

وتشهد القمة أيضاً افتتاح صندوق الخسائر والأضرار الجديد. ويعد هذا الصندوق أول إجراء من نوعه للتمويل لمساعدة الدول الضعيفة.

وأبصر الصندوق النور أثناء الدورة السابعة والعشرين لمؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP27).

دولة صغيرة مثل كيريباتي تعاني أسوأ تأثيرات التغير المناخي.
© UNICEF/Vlad Sokhin
دولة صغيرة مثل كيريباتي تعاني أسوأ تأثيرات التغير المناخي.

 

لماذا يعد هدف 1.5 درجة مئوية مهما؟

يُلزم اتفاق باريس البلدان بالحد من ارتفاع متوسط درجة الحرارة العالمية إلى أقل بكثير من درجتين مئويتين فوق مستويات ما قبل العصر الصناعي، ويهدف إلى الحد من الزيادة إلى أبعد من ذلك لتكون عند مستوى 1.5 درجة مئوية فقط.

وفقاً للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، فإن الفرق بين 1.5 درجة مئوية و2 درجة مئوية كالآتي:

  • الفرق بين موت 70 في المائة أو 99 في المائة من الشعاب المرجانية.
  • تضاعف احتمال فقدان الحشرات، التي تعتبر من الملقحات الحيوية، نصف مواطنها.
  • أن تكون فصول الصيف الخالية من الجليد في المحيط المتجمد الشمالي مرة كل قرن أو مرة كل عقد.
  • إضافة متر واحد لارتفاع مستوى سطح البحر.
  • تأثر 6 ملايين أو 16 مليون شخص بارتفاع مستوى سطح البحر في المناطق الساحلية بحلول نهاية القرن الحادي والعشرين.