منظور عالمي قصص إنسانية

فولكر تورك يدعو لحماية حقوق الشعوب الأصلية والاستفادة من معرفتها

يمثل سكان الشعوب الأصلية المنتشرون حول العالم خمسة آلاف ثقافة مختلفة.
UNDP
يمثل سكان الشعوب الأصلية المنتشرون حول العالم خمسة آلاف ثقافة مختلفة.

فولكر تورك يدعو لحماية حقوق الشعوب الأصلية والاستفادة من معرفتها

حقوق الإنسان

قال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان إن النهوض بحقوق الشعوب الأصلية وحمايتها وإعلاء أصواتها جزء من العمل على صعيد حقوق الإنسان.

وأفاد فولكر تورك في كلمته أمام الدورة السادسة عشرة لآلية الخبراء المعنية بحقوق الشعوب الأصلية، التي انعقدت في جنيف اليوم الاثنين، بأن الشعوب الأصلية ورغم أنها تشكل 6.2 في المائة من سكان العالم، إلا أن التمييز والتهميش وسلب الممتلكات والاستغلال جعلها تمثل 18.2 في المائة من فقراء العالم، وفقا لأرقام منظمة العمل الدولية.

وأثنى تورك على صمود الشعوب الأصلية الممتد عبر الأجيال والذي مكنها من البقاء وتحقيق الرفاه رغم كل شيء.

واستشهد المسؤول الأممي بقصة الأطفال الأربعة من شعب هويتوتو الأصلي الذين استطاعوا البقاء على قيد الحياة لمدة 40 يوما بعد تحطم طائرة كانت تقلهم ووفاة أمهم في غابات كولومبيا. وكان أحدهم طفلا يبلغ من العمر عاما واحدا.

وقال تورك إن هذه القصة تظهر أن "معرفة أسلافنا وخصوصا الأسلاف من الشعوب الأصلية تحتوي على العديد من الدروس للعالم الحديث، بينما نواجه اضطرابات ومخاطر هائلة في وقتنا الحاضر".

وأضاف أن قصة أطفال هويتوتو تظهر بشكل خاص تقاليد ومهارات نساء السكان الأصليين بوصفهن مستودعات ومعلمات للحكمة، وباعتبارهن يحملن ويعززن التسلسل الثقافي بين الأجيال السابقة ومجتمعات وأسر اليوم.

تداعيات تغير المناخ

وتطرق مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان إلى تأثير التغير المناخي على الشعوب الأصلية، قائلا إنها أول من يتأثر بالطقس السيء والأكثر تأثرا به وبفقدان التنوع البيولوجي وتضاؤل الموارد الطبيعية، مضيفا أن الشعوب الأصلية تجبر على مواجهة أوضاع هشة بسبب صلاتها الوثيقة بالأرض ومواردها.

وقال تورك إن هذا الأمر يؤثر بالأخص على نساء الشعوب الأصلية بسبب "علاقاتهن الخاصة مع البيئة والتهميش الإضافي الذي يعانين منه لكونهن نساءً ومن الشعوب الأصلية"

ونبه إلى الدور الذي يمكن أن تسهم به الشعوب الأصلية في مواجهة التغير المناخي، قائلا إن الشعوب الأصلية يمكن أن تساعد على هذا المسار كشركاء لا غنى عنها في تطوير حلول لتجنب الضرر الذي يلحق بحقوق الإنسان وتقليله ومعالجته، والذي ينتج عن الأزمة ثلاثية الأبعاد التي يواجهها كوكب الأرض. 

ويقصد بالأزمة ثلاثية الأبعاد، التحديات الثلاثة التي تواجهها البشرية بما فيها التغير المناخي والتلوث وفقدان التنوع البيولوجي.

حماية عمل الشعوب الأصلية

وأعرب تورك كذلك عن أمله في أن تتوافر المزيد من الفرص للشعوب الأصلية، للمشاركة في عمل الأمم المتحدة، بما في ذلك مجلس حقوق الإنسان، قائلا: "لديكم الحق في إسماع أصواتكم. ولديكم الحق في المشاركة في صناعة القرار في الأمور التي تؤثر عليكم، عبر ممثلين يتم اختيارهم وفقا لإجراءات تحددونها".

وشدد المسؤول الأممي على أهمية أن يكون عمل الشعوب الأصلية آمنا. وأشار إلى التقارير التي تفيد بارتكاب أعمال انتقامية ضد المدافعين عن الشعوب الأصلية مضيفا أنه "على الأرض، عدد الهجمات الانتقامية وشدتها أمر صادم".

وقال إنه ينبغي بذل جهود أكبر من قبل المنظمات الوطنية والإقليمية والدولية لحماية الشعوب الاصلية وعملها من الهجوم. كما شدد على ضرورة إسماع أصواتهم في كل النقاشات الوطنية والإقليمية والدولية ذات الصلة.

وختم تورك كلامه بالتأكيد على الانتقال من النقاش إلى العمل الملموس والمحدد لحماية حقوق الشعوب الأصلية.