منظور عالمي قصص إنسانية

أمين عام الأمم المتحدة: الوضع في السودان يزداد سوءا، الخرطوم في حالة اضطراب ودارفور تحترق مجدداً

الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش يعقد مؤتمرا صحفيا في مكتب الأمم المتحدة في نيروبي، كينيا.
UN Nairobi
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش يعقد مؤتمرا صحفيا في مكتب الأمم المتحدة في نيروبي، كينيا.

أمين عام الأمم المتحدة: الوضع في السودان يزداد سوءا، الخرطوم في حالة اضطراب ودارفور تحترق مجدداً

السلم والأمن

قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن القتال في السودان يجب أن يتوقف الآن "قبل أن يموت المزيد من الناس وينفجر هذا الصراع إلى حرب شاملة يمكن أن تؤثر على المنطقة لسنوات قادمة".

جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده اليوم الأربعاء في العاصمة الكينية نيروبي، قال فيه إن الوضع في السودان "مقلق للغاية ويزداد سوءاً يوماً بعد يوم"، وأضاف: "الخرطوم في حالة اضطراب ودارفور تحترق مجدداً".

فبحسب المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، فر ما يقرب من مائة ألف شخص بالفعل من البلاد وقد يلجأ 800 ألف آخرون إلى البلدان المجاورة في الأيام والأسابيع المقبلة.

ودعا السيد غوتيريش جميع الأطراف إلى وضع مصالح الشعب السوداني في المقام الأول من خلال الالتزام بالسلام والعودة إلى الحكم المدني بما يسمح بتنمية البلاد.

كارثة إنسانية

على الصعيد الإنساني، قال الأمين العام للأمم المتحدة إن المنظمة مستعدة، تحت قيادة ممثله الخاص في السودان فولكر بيرتس، لتقديم المساعدة إلى الشعب السوداني الذي يواجه "كارثة إنسانية" حيث يعاني الملايين من انعدام الأمن الغذائي، فيما تم تدمير المستشفيات ونهب المستودعات الإنسانية.

وأضاف: "يجب السماح بدخول المساعدات إلى السودان، ونحن بحاجة إلى وصول آمن وفوري حتى نتمكن من توزيع الإغاثة على الأشخاص الذين هم في أمس الحاجة إليها. يجب حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. ويجب احترام العاملين في المجال الإنساني والممتلكات الإنسانية. أدعو المجتمع الدولي إلى دعم الشعب السوداني في سعيه لتحقيق السلام والعودة إلى التحول الديمقراطي ".

وعندما سُئل عما إذا كان واثقاً من أنه "سيتم منح ممرات آمنة للمساعدات الإنسانية إلى المناطق التي هي في أمس الحاجة إليها، وهو أمر لم يحدث بعد"، قال الأمين العام: "أود أن أقول إنني واثق، لكني آمل [في أن يحدث ذلك]".

حرق مركز إيواء النازحين في مدرسة الإمام الكاظم بمدينة الجنينة بولاية غرب دارفور، في 27 نيسان/أبريل 2023 في سياق القتال الدائر في السودان.
Mohamed Khalil
حرق مركز إيواء النازحين في مدرسة الإمام الكاظم بمدينة الجنينة بولاية غرب دارفور، في 27 نيسان/أبريل 2023 في سياق القتال الدائر في السودان.

صراع رجلين

ورداً على أسئلة الصحفيين، أشار السيد غوتيريش إلى أن جميع الهدن التي تم الاتفاق عليها لم تدوم، وأعرب عن دعمه القوي لاتفاق وقف إطلاق النار الجديد الذي توسط فيه وزير خارجية جنوب السودان.

وأضاف: "أعتقد أنه من المهم أن يجتمع المجتمع الدولي بأسره ويخبر الجنرالين بوضوح، ولكن أيضاً جميع أولئك الذين يستفيدون في نهاية المطاف من هذا [الصراع]، بأن الوضع الحالي غير مقبول تماماً، وأنه يجب أن يتم وقف إطلاق النار بشكل دائم، ويجب إجراء حوار سياسي، وأنه يجب ضمان الانتقال إلى حكومة مدنية. لسوء الحظ، لم نصل إلى هذه النقطة بعد ".

وشدد الأمين العام على أن الصراع الحالي غير مبرر وأن السودان الذي عانى كثيراً ويكابد وضعاً اقتصادياً وإنسانياً يائساً "لا يمكنه تحمل صراع على السلطة بين شخصين".

التداعيات على المنطقة

أعرب السيد غوتيريش عن قلقه الخاص بشأن آثار الأزمة في السودان على تشاد. وأشار إلى أن مركز الصراع السوداني ما زال في دارفور إلى حد ما.

وأشار إلى أن تشاد تمر بمرحلة انتقالية ديمقراطية وأنها مهددة من قبل الميليشيات العاملة في ليبيا، وبالتالي فمن "الضروري للغاية" دعم البلاد في الوضع الحالي.

كما أكد أيضاً أن إثيوبيا تمر بعملية سلام وأن جنوب السودان في عملية "بطيئة وصعبة" لتنفيذ الاتفاقات التي تم التوصل إليها. وحذر من خطورة التداعيات على هذين البلدين، ومن الضرر الذي قد يلحق بالدول المجاورة الأخرى نتيجة لتدفق السكان الهائل الذي قد يحصل إذا ما تواصل الصراع.

تجدر الإشارة إلى أن منسق الأمم المتحدة للإغاثة في حالات الطوارئ، مارتن غريفيثس، موجود في السودان للمساعدة في ضمان استمرار تدفق المساعدات الإنسانية، وأن السيد غوتيريش يزور نيروبي لحضور اجتماعات مهمة مع الرؤساء التنفيذيين لمنظومة الأمم المتحدة.