منظور عالمي قصص إنسانية

الأمين العام: خلال زياراتي التضامنية في شهر رمضان المبارك، رأيت الوجه الحقيقي للإسلام

الأمين العام للأمم المتحدة في حوار مع أخبار الأمم المتحدة حول زياراته التضامنية خلال شهر رمضان
UN Video
الأمين العام للأمم المتحدة في حوار مع أخبار الأمم المتحدة حول زياراته التضامنية خلال شهر رمضان

الأمين العام: خلال زياراتي التضامنية في شهر رمضان المبارك، رأيت الوجه الحقيقي للإسلام

شؤون الأمم المتحدة

منذ سنوات حرص أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش على القيام بزيارة تضامنية مع المسلمين أثناء شهر رمضان المبارك. بدأ هذا التقليد منذ كان غوتيريش مفوضا ساميا لشؤون اللاجئين.

زيارات الأمين العام الأخيرة كانت إلى أفغانستان عام 2017، مالي 2018، كرايست تشيرتش (نيوزيلندا) 2019، السنغال والنيجر ونيجيريا العام الماضي ثم الصومال هذا العام. 

ومع تزامن شهر رمضان وعيد القيامة وعيد الفصح معا هذا العام، دعا غوتيريش إلى أن يضم الجميع أصواتهم معا للصلاة من أجل السلام.

قبل توجهه إلى الصومال، أجرت أخبار الأمم المتحدة حوارا مع الأمين العام تحدث فيه عن معنى هذا التقليد بالنسبة له.

فيما يلي تفاصيل الحوار.

أخبار الأمم المتحدة تحاور أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش
UN Video

أخبار الأمم المتحدة: السيد الأمين العام شكرا على هذا الحوار، ورمضان كريم.

الأمين العام أنطونيو غوتيريش: رمضان كريم.

أخبار الأمم المتحدة: بدأت قبل سنوات عندما كنت مفوضا ساميا لشؤون اللاجئين تقليدا يتمثل في القيام بزيارات تضامنية أثناء شهر رمضان المبارك. وقد حافظت على هذا التقليد عندما توليت منصب أمين عام الأمم المتحدة، ما الذي دفعك إلى بدء هذا التقليد؟

الأمين العام أنطونيو غوتيريش: غالبية اللاجئين كانوا مسلمين، وغالبية المجتمعات التي تستضيف اللاجئين بسخاء هائل وتضامن، كانت من المسلمين.

بالمناسبة، لا يوجد في معاهدة عام 1951 حول حماية اللاجئين ما لم يوجد بالفعل في القرآن الكريم وفي تعاليم الرسول عليه الصلاة والسلام.

هناك تقليد رائع، حتى قبل الإسلام في شبه الجزيرة العربية، بشأن حماية الأشخاص المحتاجين للحماية الفارين من الصراع أو الاضطهاد.

لذا شعرت بأنه من المنطقي أن أعرب عن تضامني مع اللاجئين المسلمين خلال شهر رمضان المبارك. كل عام كنت أتوجه إلى دولة بها مخيمات أو تجمعات للاجئين لقضاء بعض الوقت معهم حيث أصوم وأعرب عن تقديري لتقاليدهم وقيمهم الدينية، وأبدي نفس التضامن أيضا مع المجتمعات المضيفة.

وعندما أصبحت أمينا عاما للأمم المتحدة قررت مواصلة هذا التقليد الذي لا يركز فقط على اللاجئين الآن بل على المجتمعات المسلمة التي تعاني. هذا العام أتوجه إلى الصومال، وهو بلد يواجه مشكلة هائلة لانعدام الأمن الغذائي والجفاف الشديد خلال السنوات الأخيرة، بلد يقتل فيه الإرهاب الناس بطريقة بشعة. 

أخبار الأمم المتحدة: ما الذي تعلمته من هذه الزيارات، وما الذي اكتسبته من الصيام مع المسلمين خلال شهر رمضان؟

الأمين العام أنطونيو غوتيريش: لقد رأيت الوجه الحقيقي للإسلام المتمثل في السلام والتضامن والسخاء الذي شهدته من المجتمعات المستضيفة للاجئين وأيضا صمود وشجاعة اللاجئين أنفسهم وهو أمر ملهم للغاية.

كل هذا ما زال مصدر إلهام مهما لي في كل شيء أفعله في منصبي الحالي بصفتي أمينا عاما للأمم المتحدة.

أخبار الأمم المتحدة: هذه الزيارات التضامنية أخذتك إلى أفغانستان، مالي، كرايست تشيرتش، والعام الماضي زرت السنغال والنيجر ونيجيريا، وذكرت أنك ستزور الصومال هذا العام، ما الذي استخلصته من تلك  الزيارات وما أكثر ما تتذكره مع بداية شهر رمضان كل عام؟

الأمين العام أنطونيو غوتيريش: بداية شهر رمضان هو وقت يجب أن نفكر خلاله فيما نفعله وفي ضرورة تحقيق السلام في العالم وضرورة التضامن ومحاربة انعدام المساواة وخلق الفرص لتناغم المجتمعات واحترام الأقليات، واحترام المهاجرين واللاجئين ولأن يتفهم الناس أننا جميعا معا في نفس العالم بشكل منفصل عن معتقداتنا الدينية.

أخبار الأمم المتحدة: نحن في فترة خاصة بالنسبة للكثيرين حيث يتزامن شهر رمضان مع عيد القيامة وعيد الفصح، ما هي رسالتك لشعوب العالم في هذا الوقت؟

الأمين العام أنطونيو غوتيريش: إنه وقت يجب أن نتحد فيه جميعا من أجل السلام. السلام هو أغلى شيء ولكنه غائب في كثير من مناطق كوكبنا. هذا هو الوقت الذي يجب أن نجتمع فيه معا. الوقت الذي يجب أن يضم جميع من يؤمنون بالله- بأشكال وتعابير مختلفة- أصواتهم معا في صلاة مشتركة من أجل السلام.