منظور عالمي قصص إنسانية

تركيا: المديرة التنفيذية لليونيسف ترى "بقايا حياة اليافعين" التي مزقتها الزلازل خلال زيارتها

المديرة التنفيذية لليونيسف كاثرين راسل تزور مركز مدينة كهرمان مرعش بعد الزلزال المزدوج المدمر الذي ضرب جنوب شرق تركيا.
© UNICEF/Aysegul Karacan
المديرة التنفيذية لليونيسف كاثرين راسل تزور مركز مدينة كهرمان مرعش بعد الزلزال المزدوج المدمر الذي ضرب جنوب شرق تركيا.

تركيا: المديرة التنفيذية لليونيسف ترى "بقايا حياة اليافعين" التي مزقتها الزلازل خلال زيارتها

المساعدات الإنسانية

قالت المديرة التنفيذية لليونيسف كاثرين راسل إن الزلازل المدمرة التي ضربت تركيا وشمال سوريا كانت "حدثاً كارثياً تماماً بالنسبة للأطفال في المجتمعات المتضررة".

خلال زيارتها إلى تركيا على مدى يومين، رأت السيدة راسل "بقايا من الحياة اليومية للعائلات، كما لو كانت جُمدت في الوقت. وسط مستوى لا يمكن تصوره من الدمار، مع تحول المبنى تلو المبنى إلى أنقاض، ترى بطانية أو لعبة أو كتاب طفل - بقايا من حياة أطفال انتهت قبل فوات الأوان أو اضطربت بعنف".

وفي بيان صدر اليوم الثلاثاء في ختام الزيارة، سلطت المديرة التنفيذية الضوء على أهمية الخدمات الاجتماعية للأطفال المتضررين، بما في ذلك المياه والصرف الصحي، والدعم النفسي والاجتماعي.

المديرة التنفيذية لليونيسف كاثرين راسل تشارك في جلسة للدعم النفسي والاجتماعي في كهرمان مرعش بتركيا، مع أطفال نجوا من الزلزال المدمر الأخير.
© UNICEF/Aysegul Karacan
المديرة التنفيذية لليونيسف كاثرين راسل تشارك في جلسة للدعم النفسي والاجتماعي في كهرمان مرعش بتركيا، مع أطفال نجوا من الزلزال المدمر الأخير.

الجراح المخفية

وكانت راسل قد جالت على مساحة صديقة للأطفال تدعمها اليونيسف في غازي عنتاب، حيث يتلقى الأطفال والآباء دعم الصحة العقلية والمشورة لمساعدتهم على الشفاء والتعافي. التقت راسل أيضاً بالعائلات في كهرمان مرعش، بما في ذلك عائلات اللاجئين السوريين، وتفقدت مركز إقامة مؤقتا يضم حالياً 17 ألف شخص - ثلثهم تقريباً من الأطفال.

في مخيم كهرمان مرعش، تحدثت السيدة راسل مع أم لأربعة أطفال تبلغ من العمر 28 عاماً قالت لها "اعتقدت أنها نهاية العالم عندما استيقظت أثناء الزلزال الأول".

وعن حديثها مع هذه السيدة، قالت المديرة التنفيذية: "وصفت سماع صراخ وصياح ومن ثم العتمة. إنها ممتنة لأنهم نجوا جميعاً، لكنها تعتقد أن الأمر سيستغرق وقتاً طويلاً حتى تلتئم جروح أطفالها العاطفية تماماً. لهذا السبب، فإن تقديم الدعم النفسي والاجتماعي للأطفال المتضررين أمر بالغ الأهمية".

لقد قلبت الزلازل وآلاف الهزات الارتدادية حياة ملايين الأطفال رأساً على عقب، وخلفت وراءها أعداداً هائلة من الناس في حالة من الخوف والارتباك وبحاجة ماسة إلى دعم نفسي واجتماعي.

انضمت السيدة راسل إلى مجموعة من الأطفال في مركز تدعمه اليونيسف حيث رسموا صوراً للأماكن التي تعيد لهم ذكريات وأفكارا سعيدة. وشددت على أهمية توفير مثل هذه المساحات الآمنة للأطفال للتعبير عن مشاعرهم لتعافيهم، حيث قالت: "الدمار المادي الذي أحدثه هذا الزلزال واضح للجميع، لكن الخسائر العاطفية على الأطفال الأقل ظهوراً هي بنفس العمق".

آلاف الأطفال والأسر معرضون للخطر بعد زلزالين مدمرين ضربا جنوب شرق تركيا وسوريا في 6 فبراير 2023.
© UNICEF/Can Erok
آلاف الأطفال والأسر معرضون للخطر بعد زلزالين مدمرين ضربا جنوب شرق تركيا وسوريا في 6 فبراير 2023.

العمل لعودة الحياة

تعمل منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) على ضمان عودة الأطفال إلى التعلم في أسرع وقت ممكن، حيث تقوم بتقييم الأضرار التي لحقت بالمدارس وإجراء الاستعدادات للإصلاحات الفورية وإنشاء مساحات تعلم مؤقتة.

كما تعمل اليونيسف عن كثب مع الحكومة التركية ومؤسساتها لتوفير الدعم النفسي والاجتماعي للأطفال والأسر المتضررة، وتحديد الأطفال المنفصلين عن ذويهم وغير المصحوبين بذويهم ولم شملهم بأسرهم أو القائمين على رعايتهم، وتقييم الأضرار التي لحقت بمحطات وخدمات المياه، وكذلك تقييم الاحتياجات الصحية والتغذوية للمتضررين.

وأكدت اليونيسف أن هناك حوالي 2.5 مليون طفل بحاجة للمساعدات الإنسانية العاجلة في المناطق المتضررة من الزلزال في تركيا. وقد تمكنت المنظمة حتى الآن من الوصول إلى ما يقرب من 277 ألف شخص - بما في ذلك أكثر من 163 ألف طفل - من خلال الإمدادات المنقذة للحياة، بما في ذلك مجموعات النظافة والملابس الشتوية والسخانات الكهربائية والبطانيات. كما استطاعت اليونيسف الوصول إلى أكثر من 198 ألف شخص بالإسعافات الأولية النفسية والأنشطة الترفيهية في المناطق المتضررة والمدن الأخرى من خلال شركائها.

تحتاج اليونيسف 196 مليون دولار للوصول إلى 3 ملايين شخص في تركيا، بما في ذلك 1.5 مليون طفل، بالإمدادات الضرورية. ويشمل ذلك إمدادات المياه والصرف الصحي والنظافة، والصحة والتغذية، وخدمات حماية الأطفال والتعليم، والمساعدات النقدية الإنسانية للأطفال الضعفاء.