منظور عالمي قصص إنسانية

الأمم المتحدة تطلق نداء إنسانيا لمساعدة ملايين المتضررين من الحرب في أوكرانيا

فتاة أوكرانية تتفقد أنقاض منزل أجدادها في إيربين.
© UNICEF/Diego Ibarra Sánchez
فتاة أوكرانية تتفقد أنقاض منزل أجدادها في إيربين.

الأمم المتحدة تطلق نداء إنسانيا لمساعدة ملايين المتضررين من الحرب في أوكرانيا

المساعدات الإنسانية

أطلق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية ومفوضية شؤون اللاجئين نداء مشتركا اليوم الأربعاء لتوفير 5.6 مليار دولار بهدف تخفيف محنة ملايين المتضررين من الحرب في أوكرانيا، التي تدخل عامها الثاني.

وتهدف خطة الاستجابة الإنسانية لأوكرانيا- التي تضم أكثر من 650 شريكا معظمهم من المنظمات الأوكرانية- إلى الحصول على 3.9 مليار دولار للوصول إلى 11.1 مليون شخص بالغذاء والرعاية الصحية والمبالغ النقدية وغيرها من المساعدات المنقذة للحياة، وفقا لبيان صحفي صادر عن الوكالتين الأمميتين.

وتناشد خطة الاستجابة للاجئين الأوكرانيين الحصول على 1.7 مليار دولار.

تشمل الخطة 10 دول مضيفة للاجئين- هي بلغاريا وجمهورية التشيك وإستونيا والمجر ولاتفيا وليتوانيا ومولدوفا وبولندا ورومانيا وسلوفاكيا- بمشاركة حوالي 250 شريكا، أكثر من نصفهم شركاء وطنيون.

ستساعد هذه الأموال 4.2 مليون لاجئ ومجتمع أوكراني في البلدان المستضيفة لهم.

خراب ودمار كبيران

شهد عام 2022 تدهورا سريعا للوضع الإنساني في أوكرانيا، في أعقاب تصعيد روسيا الصراع في شرق أوكرانيا- المستمر منذ ثماني سنوات- إلى حرب شاملة.

وقد تسببت هذه الحرب في دمار وخراب كبيرين، حيث يحتاج حوالي 40 في المائة من سكان أوكرانيا الآن إلى المساعدة الإنسانية والحماية. كما أجبرت الحرب الكثيرين على الفرار من أوكرانيا، مما خلق أزمة إنسانية ذات نطاق لم تشهده أوروبا منذ عقود.

وقال مارتن غريفيثس، وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ: "لا تزال الحرب تتسبب في الموت والدمار والنزوح، بصورة يومية، وعلى نطاق مروّع، بعد مرور عام تقريبا على نشوبها".

وأضاف قائلا: "سنواصل منح أولوية المساعدة للأشخاص الذين هم في أمس الحاجة إليها، ودعم السلطات المحلية ومنظمات المجتمع المدني- التي أظهرت تفانيا ملهما. ينبغي أن نفعل كل ما في وسعنا للوصول إلى المجتمعات التي يصعب الوصول إليها، بما في ذلك تلك القريبة من خط المواجهة. إن معاناة الشعب الأوكراني لم تنته بعد - فهم لا يزالون بحاجة إلى الدعم الدولي".

الاستجابة ليست أمرا مسلما به

بدوره، وصف المفوض السامي لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي استجابة البلدان المضيفة لحالة الطوارئ في أوكرانيا بأنها "رائعة"، مشيرا إلى أن هذه الاستجابة اتسمت بقيادة قوية من الدول وتضامن من قبل المجتمعات المضيفة بالإضافة إلى العمل الاستثنائي الذي قام به المجتمع المدني، ولا سيما المنظمات غير الحكومية المحلية، والمنظمات المجتمعية التي يقودها اللاجئون.

ومضى السيد غراندي قائلا:

"لقد أثبتت أوروبا قدرتها على اتخاذ إجراءات جماعية جريئة لمساعدة اللاجئين. لم يتم الترحيب باللاجئين فحسب، بل وفرت ترتيباتُ الحماية المؤقتة للاجئين الحقَ في العمل والوصول إلى الخدمات والاندماج في النظم الوطنية. ولكن مع ذلك، ينبغي ألا نأخذ هذه الاستجابة أو كرم المجتمعات المضيفة باعتبارها أمرا مسلما به. هناك حاجة إلى استمرار الدعم والتضامن الدوليين، حتى يتمكن اللاجئون من العودة إلى ديارهم بأمان وكرامة، والتي يجب أن تظل أيضا أولوية".

 

إيصال المياه والإمدادات الطبية الإنسانية إلى المجتمعات المحلية في منطقتي سوليدار ودونيتسك في أوكرانيا.

 

الوصول إلى الملايين بأنحاء أوكرانيا

ومنذ اندلاع الحرب، بذلت المنظمات الإنسانية في أوكرانيا قصارى جهدها لتوسيع نطاق المساعدة إلى جميع مناطق البلاد.

تلقى ما يقرب من 16 مليون شخص بأنحاء أوكرانيا خدمات المساعدة والحماية عام 2022، بما في ذلك المناطق الخارجة عن سيطرة الحكومة. وصل العاملون في المجال الإنساني أيضا إلى 6 ملايين شخص بمساعدة نقدية، مما أدى أيضا إلى تعزيز الاقتصادات المحلية.

في العام الماضي، وصل الشركاء في خطة الاستجابة للاجئين الأوكرانيين إلى ملايين اللاجئين بالحماية والمساعدة- تلقى أكثر من 1.1 مليون شخص منهم الدعم في الوصول إلى الحماية- بالإضافة إلى استفادة أكثر من 609 ألف طفل من خدمات حماية الطفل.

وتلقى ما يقرب من مليون لاجئ دعما عينيا وتلقى أكثر من 885 ألف شخص مساعدات نقدية عاجلة لتغطية احتياجاتهم الأساسية.

في عام 2023، ستمكن الجهود المشتركة والدعم المستمر لخطتي الاستجابة، الشركاء داخل أوكرانيا والبلدان المضيفة للاجئين من الوصول إلى ملايين الأشخاص بخدمات الحماية. ويشمل ذلك خدمات الصحة العقلية والدعم النفسي والاجتماعي، وحماية الطفل والوقاية من العنف القائم على النوع الاجتماعي والاستجابة له، والدعم المتعلق بالمأوى، والإمدادات اللازمة للاحتياجات الأساسية، والمساعدة النقدية.