منظور عالمي قصص إنسانية

يوم الأغذية العالمي يسلط الضوء على التهديدات غير المسبوقة التي تواجه الأمن الغذائي العالمي

يتم إعداد الخضار لدورة تدريبية زراعية للمزارعين في تايتا ، كينيا.
© FAO/Fredrik Lerneryd
يتم إعداد الخضار لدورة تدريبية زراعية للمزارعين في تايتا ، كينيا.

يوم الأغذية العالمي يسلط الضوء على التهديدات غير المسبوقة التي تواجه الأمن الغذائي العالمي

أهداف التنمية المستدامة

يأتي يوم الأغذية العالمي لعام 2022 في خضم أزمة أمن غذائي متفاقمة تلقي بظلالها على العالم وأعداد مرتفعة بشكل لم يسبق له مثيل من الأشخاص المعرضين لخطر المعاناة من مستويات خطيرة من الجوع في آسيا وأفريقيا.

إضافة إلى الأشخاص البالغ عددهم 970 ألف شخص المعرضين لخطر المجاعة في أفغانستان وإثيوبيا والصومال وجنوب السودان واليمن، فإن عدد الأشخاص الذين يواجهون الجوع حول العالم آخذ في الارتفاع، وفقا لأحدث إصدار لتقرير منظمة الأغذية والزراعة عن حالة الأمن الغذائي والتغذية في العالم.

وفي رسالة بمناسبة يوم الأغذية العالمي، قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش إن يوم الأغذية العالمي لعام 2022 يأتي في لحظة عصيبة من منظور الأمن الغذائي العالمي.

ونبّه إلى ازدياد عدد الأشخاص المتضررين من الجوع بأكثر من الضعف في السنوات الثلاث الماضية. ويعيش زهاء مليون شخص تقريبا في ظروف المجاعة، حيث يواجهون خطر الموت والهلاك بسبب الجوع.

ويوجد عدد مهول ممن لا يقوون على تحمل تكلفة اتباع نظام غذائي صحي وهم 3 بلايين شخص.

عدم ترك أحد خلف الركب

وقال السيد غوتيريش إن المجتمعات المحلية الأشد ضعفا تعاني من وطأة جائحة كـوفيد-19 وأزمة المناخ والتدهور البيئي والنزاعات واللامساواة التي تزداد هوتها اتساعا، مشيرا إلى أن الحرب في أوكرانيا أدت إلى ارتفاع أسعار الأغذية والأسمدة بسرعة.

"ولكن بوسعنا أن نعكس كل هذه الاتجاهات، إذا وضعنا أيدينا في أيدي بعض. فالكميات المتوفرة من الغذاء هذا العام كافية لسد حاجة جميع الناس في العالم. لكن المزارعين يحتاجون عاجلا إلى الحصول على الأسمدة بتكلفة معقولة لتأمين الكمية الكافية من الغذاء في العام القادم".

شعار يوم الأغذية العالمي لهذا العام هو "عدم ترك أحد خلف الركب. إنتاج أفضل، وتغذية أفضل، وبيئة أفضل، وحياة أفضل".

وأكد الأمين العام أنه يتعين على الحكومات ودوائر العلماء والقطاع الخاص والمجتمع المدني أن تعمل مع بعضها لجعل النظم الغذائية الغنية بالمغذيات متاحة وفي المتناول.

وتحتاج المؤسسات المالية إلى زيادة دعمها للبلدان النامية حتى تتمكن من مساعدة شعوبها ومن الاستثمار في النظم الغذائية.

وشدد على ضرورة أن نعمل معا للانتقال من ضيق اليأس إلى رحابة الأمل والعمل، داعيا "وإنني أدعوكم لأن تكونوا في يوم الأغذية العالمي وفي كل يوم عنصرا فاعلا في عملية التغيير".

Tweet URL

احتفالات ومبادرات

وشهد مقر منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة في روما انعقاد فعاليات عديدة احتفالا بيوم الأغذية العالمي لعام 2022، والذي يحتفي بذكرى تأسيس المنظمة في عام 1945.

وتحدث في الفعالية الرئيسية كل من الأمين العام للأمم المتحدة؛ وقداسة البابا فرنسيس؛ ورئيس إيطاليا، سيرجيو ماتاريللا.

وتم أيضا تنظيم مئات المبادرات ذات الصلة في 150 بلدا تقريبا حول العالم، دعت إلى العمل بما يزيد عن 50 لغة تظهر على اللوحات الإعلانية الرقمية ومن خلال مبادرات العلامات التجارية الإبداعية، بما في ذلك في مطار كيغالي الدولي، وتمثال السيد المسيح الفادي في ريو دي جانيرو، وشلالات نياغارا، وساحة (سيرك) بيكاديلي في لندن.

على العالم أن يفتح عينيه على أزمة الأغذية العالمية

وفي الكلمة التي ألقاها بمناسبة هذا الحفل الذي أقيم في روما، قال المدير العام للمنظمة، السيد شو دونيو: "يتعين علينا، في ظلّ أزمة جوع تلقي بظلالها على العالم، تسخير قوة التضامن والزخم الجماعي لبناء مستقبل أفضل يتمتع فيه كل فرد بإمكانية الحصول بانتظام على ما يكفي من الأغذية المغذية".

وحثّ قداسة البابا فرنسيس، في رسالة تمت تلاوتها بالنيابة عنه، الحاضرين على عدم غض الطرف عن أن الناس "ليسوا مجرد أرقام أو بيانات أو سيلًا لا نهاية له من الإحصاءات".

بينما قال رئيس إيطاليا، السيد سيرجيو ماتاريللا إنه في غياب إمكانية الحصول المنصف على الأغذية، قد لا يتمتع ملايين الأشخاص على كوكبنا، لا سيما الذين يعيشون في أشد البلدان فقرا، بحياة مفعمة بالصحة وتعليم جيد وفرصة تحقيق النمو الاجتماعي والاقتصادي.

وقال السيد ألفارو لاريو، رئيس الصندوق الدولي للتنمية الزراعية، "ينبغي أن يكون يوم الأغذية العالمي هذا العام دعوة، أكثر من أي وقت مضى، لتكثيف العمل لمد يد العون لصغار المزارعين في المناطق الريفية، الذين يوفرون الأغذية لمجتمعاتهم المحلية وبلدانهم - أزمة تلو الأخرى- بالرغم ممّا يعانونه من عدم مساواة وهشاشة وفقر".

أما المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي، السيد ديفيد بيزلي فقال "إن أكثر ما يقض مضجعي هو ما سيحدث بعد ذلك: أزمة في توافر الأغذية حيث تهدّد تبعات الصراع وتغير المناخ بتخريب الإنتاج الغذائي العالمي في الأشهر القادمة. ولذلك، بات لزاما على العالم أن يفتح عينيه على أزمة الأغذية العالمية هذه غير المسبوقة وأن يتحرك الآن للحيلولة دون خروجها عن نطاق السيطرة".