منظور عالمي قصص إنسانية

مبادئ توجيهية بارزة تهدف إلى حماية الأطفال الذين اقتلعهم تغيّر المناخ من جذورهم

عائلة قادمة من بيلوي في نيكاراغوا بعد إجلائها قبل وصول إعصار إيوتا.
© UNICEF/Inti Ocon/AFP-Services
عائلة قادمة من بيلوي في نيكاراغوا بعد إجلائها قبل وصول إعصار إيوتا.

مبادئ توجيهية بارزة تهدف إلى حماية الأطفال الذين اقتلعهم تغيّر المناخ من جذورهم

المهاجرون واللاجئون

تهدف المبادئ التوجيهية الجديدة المدعومة من الأمم المتحدة التي صدرت يوم الاثنين إلى حماية وإدماج وتمكين الأطفال الذين أجبِروا على الفرار من منازلهم بسبب أزمة المناخ، وهو ما يمثل أول جهد عالمي على الإطلاق لمعالجة هذا الشاغل.
 

تحتوي المبادئ التوجيهية للأطفال المتنقلين في سياق تغيّر المناخ على مجموعة من تسعة مبادئ تعالج نقاط الضعف الفريدة ومتعددة الطبقات للفتيان والفتيات الذين تم اقتلاعهم من جذورهم، سواء داخليا أو عبر الحدود، نتيجة للآثار السلبية لتغير المناخ. 

تم إطلاقها من قبل المنظمة الدولية للهجرة، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) وجامعة جورج تاون في واشنطن، وجامعة الأمم المتحدة (UNU) ومقرّها طوكيو، اليابان. 

حماية الأجيال القادمة

أوضح الشركاء أن معظم سياسات الهجرة المتعلقة بالأطفال في الوقت الحالي لا تأخذ في عين الاعتبار العوامل المناخية والبيئية، بينما تتجاهل معظم سياسات تغيّر المناخ الاحتياجات الفريدة للأطفال.

وقال أنطونيو فيتورينو، المدير العام للمنظمة الدولية للهجرة: "حالة الطوارئ الصحية كانت لها - وستظل لها - آثار عميقة على تنقّل البشر. ستكون آثارها أكثر حدّة على شرائح معيّنة من مجتمعاتنا مثل الأطفال؛ لا يمكننا تعريض الأجيال القادمة للخطر."

وأضاف أنه على الرغم من أن الأطفال المهاجرين معرّضون للخطر بشكل خاص عند التنقل في سياق تغيّر المناخ، لكن يتم التغاضي عن احتياجاتهم وتطلعاتهم في المناقشات السياسية.

وتابع يقول: "من خلال هذه المبادئ التوجيهية، نهدف إلى ضمان إبراز احتياجاتهم وحقوقهم، في كل من المناقشات السياسية والبرمجة. تُعدّ إدارة الهجرة ومعالجة نزوح الأطفال في سياق تغيّر المناخ والتدهور البيئي والكوارث تحديات هائلة يجب أن نتصدى لها الآن."

أرواح شابة في خطر

يتقاطع تغيّر المناخ مع الظروف البيئية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية والديموغرافية الحالية التي تساهم في اتخاذ الناس قرار الانتقال. 

نزح ما يقرب من 10 ملايين طفل في أعقاب الصدمات المتعلقة بالطقس في عام 2020 وحده. بالإضافة إلى ذلك، يعيش ما يقرب من نصف الـ 2.2 مليار طفل في العالم، أو ما يقرب من مليار فتى وفتاة، في 33 دولة معرّضة بشدة لتأثيرات تغيّر المناخ.

ويحذر الشركاء من أن ملايين الأطفال الآخرين قد يُجبرون على التنقل في السنوات القادمة.

وقالت كاثرين راسيل، المديرة التنفيذية لليونيسف: "كل يوم يؤدي ارتفاع مستوى سطح البحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، وانهيار المحاصيل، إلى دفع المزيد والمزيد من الأطفال والأسر إلى مغادرة ديارهم."

وأشارت إلى أن الأطفال النازحين أكثر عرضة لسوء المعاملة والاتجار والاستغلال. "هم أكثر عرضة لفقدان الوصول إلى التعليم والرعاية الصحية. وكثيرا ما يُجبرون على الزواج المبكر وعمالة الأطفال."

أطفال يمشون في الطين في مخيم للنازحين في مايدوغوري شمال شرق نيجيريا.
© UNICEF/KC Nwakalor
أطفال يمشون في الطين في مخيم للنازحين في مايدوغوري شمال شرق نيجيريا.

التعاون مع النشطاء الصغار

توفر المبادئ التوجيهية للحكومات الوطنية والمحلية والمنظمات الدولية وجماعات المجتمع المدني أساسا لبناء سياسات تحمي حقوق الطفل. وتم تطويرها بالتعاون مع نشطاء المناخ والهجرة الشباب والأكاديميين والخبراء وواضعي السياسات والمزاولين ووكالات الأمم المتحدة.

وتستند المبادئ إلى اتفاقية حقوق الطفل وتسترشد بالمبادئ التوجيهية والأطر التشغيلية القائمة.

وأشار ديفيد باساريلي، المدير التنفيذي لمركز جامعة UNU لبحوث السياسات، إلى أن المجتمع الدولي دق ناقوس الخطر بشأن تغير المناخ والتدهور البيئي لسنوات، فضلا عن احتمال حدوث نزوح جماعي.

تحققت هذه التنبؤات مع ملاحظة الهجرة المرتبطة بالمناخ في جميع أنحاء العالم، وتزايد تأثر الأطفال.

وقال: "في حين أن هؤلاء الأطفال يستفيدون من مجموعة من وسائل الحماية الدولية والوطنية، فإن الموضوع تقني للغاية، ويصعب الوصول إليه، مما يخلق عجزا في حماية الأطفال المهاجرين."

وأضاف أن الشركاء شددوا على الحاجة إلى مبادئ توجيهية موجزة تنقل المخاطر والحماية والحقوق بلغة واضحة وسهلة.

توفير الحماية في الحاضر والمستقبل

تم تطوير المبادئ التوجيهية مع وضع هذا الهدف المحدد في الاعتبار. تساعد هذه الأداة في التنقل في العلاقة المعقدة بين حقوق المهاجرين وحقوق الطفل وتغيّر المناخ من أجل الاستجابة السريعة والفعّالة لاحتياجات الأطفال المتنقلين في سياق تغيّر المناخ.

يتم حثّ الحكومات والجهات الفاعلة المحلية والإقليمية والمنظمات الدولية وجماعات المجتمع المدني على تبني المبادئ.

من جانبها، قالت إليزابيث فيريس، مديرة معهد جامعة جورج تاون لدراسة الهجرة الدولية، إن إطار العمل الجديد لا يتضمن التزامات قانونية جديدة، فهو يستخلص ويستفيد من المبادئ الأساسية التي تم التأكيد عليها بالفعل في القانون الدولي وتبنتها الحكومات في جميع أنحاء العالم.

وقالت: "نحث جميع الحكومات على مراجعة سياساتها في ضوء المبادئ التوجيهية واتخاذ الإجراءات الآن التي ستضمن حماية الأطفال المتنقلين في مواجهة تغيّر المناخ في الحاضر والمستقبل."