منظور عالمي قصص إنسانية

أوكرانيا: في ظل آثار الحرب المدمرة على مرافق الرعاية الصحية إطلاق مشروع لإعادة تأهيل المباني المتضررة

المباني المدمرة في بوروديانكا، كييف، أوكرانيا.
المباني المدمرة في Borodianka ، كييف أوبلاست ، أوكرانيا.
المباني المدمرة في بوروديانكا، كييف، أوكرانيا.

أوكرانيا: في ظل آثار الحرب المدمرة على مرافق الرعاية الصحية إطلاق مشروع لإعادة تأهيل المباني المتضررة

المساعدات الإنسانية

لا يزال الوضع اليائس للمدنيين المحاصرين جراء القتال في أوكرانيا يثير قلق الوكالات الإنسانية وشركائها، بما في ذلك منظمة الصحة العالمية.

فحتى الآن، لم تتمكن الوكالة من الوصول إلى بعض المناطق الأكثر تضرراً في شرقي البلاد حيث أفادت يوم الجمعة أن النظام الصحي "انهار تقريبا".
 
وفي حديثه للصحفيين في جنيف عبر فيديو من لفيف، قال المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية بهانو بهاتناغار، إن جميع المرافق الصحية والمستشفيات تقريباً في إقليم لوهانسك "إما متضررة أو مدمرة".

وكان بهاتناغار يطلع الصحفيين على النتائج التي توصلت إليها منظمة الصحة العالمية من تقييم مستمر للاحتياجات الصحية والتي أظهرت التأثير المدمر للحرب على الوصول إلى الرعاية الصحية. وقال بهاتناغار إن عائلتين من كل خمس أسر لديها فرد واحد على الأقل مصاب بمرض مزمن، مثل السرطان والسكري أو أمراض القلب، ومن بين هؤلاء، يصعب الحصول على الرعاية الصحية لتلك الحالات المزمنة على ثلث الأسر.

وجد الاستطلاع أيضاً أن الحرب تؤثر على سلوك الناس في السعي للوصول إلى الرعاية الصحية، إذ قال إن أقل من ثلث الأسر سعوا للحصول على الخدمات الصحية مؤخراً.

المدنيون لهم الحق في الصحة حتى في أوقات الحرب

وقال المتحدث إن النتائج الأولية تظهر بوضوح الحاجة الملحة لاستمرار دعم النظم الصحية في أوكرانيا، مضيفاً أن منظمة الصحة العالمية تعمل عن كثب مع وزارة الصحة والمؤسسات الصحية الوطنية والشركاء والمانحين للحفاظ على تشغيل النظام الصحي، لكن ذلك يشكل تحدياً لا سيما في المناطق المتضررة من الصراع.

وأضاف، "من الضروري للغاية أن يتم إنشاء ممر آمن بسرعة، نحتاج إلى وقف القتال لمدة يومين على الأقل من أجل نقل الإمدادات الحيوية، ولكن أيضاً لتقييم الاحتياجات الصحية. نحن نتوقع الأسوأ." 

وشدد بهاتناغار على أن المدنيين لهم الحق في الصحة حتى في أوقات الحرب. وقال إن منظمة الصحة العالمية قدمت مجموعات طبية طارئة، تحتوي على الأدوية الأساسية والمعدات الطبية، لخدمة احتياجات الرعاية الصحية لـ 7.5 مليون شخص على مدى ثلاثة أشهر، كما أدخلت أيضاً معدات جراحية كافية لإجراء ما يصل إلى 207 آلاف عملية جراحية طارئة.

أم وطفل يغادران محطة القطار الرئيسية في لفيف في أوكرانيا.
© UNICEF/Giovanni Diffidenti
أم وطفل يغادران محطة القطار الرئيسية في لفيف في أوكرانيا.

 

برنامج إعادة تأهيل المآوي الجديد

من جانبها، بدأت المنظمة الدولية للهجرة في إعادة تأهيل المباني غير المستخدمة والمتضررة بما في ذلك المهاجع المدرسية والفنادق لتوفير أماكن إقامة مؤقتة أكثر أماناً للنازحين داخلياً في منطقة زاكارباتيا كجزء من برنامج إعادة تأهيل المآوي الجديد الذي يستهدف مليون نازح تقريباً.

في بيان صدر اليوم، قال منسق برنامج الطوارئ وتحقيق الاستقرار لدى المنظمة في أوكرانيا، ماركو شيمنتون، إن سكان هذه المراكز الجماعية المنشأة حديثاً يشملون النساء الحوامل والعازبات، والأسر التي لديها العديد من الأطفال، والأشخاص ذوي الإعاقة وكبار السن."

وأضاف، "إن أعمال إعادة التأهيل التي تقوم بها المنظمة الدولية للهجرة ستحسن ظروف الإقامة لهؤلاء السكان المعرضين للخطر، وفي نفس الوقت ستوفر فرص عمل للمجتمعات المحلية وستدعم الاقتصاد المحلي بشكل غير مباشر."


ويقدم صندوق الأمم المتحدة المركزي لمواجهة الطوارئ، وحكومتا ألمانيا واليابان، ومكتب المساعدة الإنسانية التابع للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية تمويلاً أولياً للمشروع وقدره 30 مليون دولار.

ووفقاً للمنظمة الدولية للهجرة، أُجبر أكثر من 7.7 مليون شخص على الفرار من منازلهم والانتقال إلى مناطق أخرى من البلاد منذ بدء الحرب، فيما تبقى المناطق الغربية في أوكرانيا الوجهة الأساسية لأولئك النازحين حديثاً.

ويركز العمل الجاري على استبدال وإصلاح النوافذ والأبواب والأسقف وإعادة توصيل الأنظمة الكهربائية وتحسين مرافق الصرف الصحي وتركيب أقسام مؤقتة لضمان الخصوصية.

وقالت منظمة الهجرة إن البرنامج سيغطي المناطق الخمس الغربية من أوكرانيا في البداية، مع إمكانية التوسع إلى مناطق أخرى حسب الاحتياجات والوضع الأمني. وسيتم تنفيذ البرنامج بالتنسيق مع السلطات المحلية والشركاء الإنسانيين الآخرين ومنظمات المجتمع المدني المحلية.