مقابلة مع رئيس بلدية خاركيف: "الشيء الرئيسي المهم بالنسبة لنا هو وقف الحرب"
السلم والأمن
ما يقرب من ثلث سكان خاركيف غادروا المدينة، والباقي - أي ما يقرب من مليون شخص - يعيشون تحت قصف مستمر، ويواجهون نقصا في الغذاء والدواء، لكنهم يرفضون المغادرة. تمكنت الأمم المتحدة هذا الأسبوع من إيصال المساعدات الإنسانية التي تمس الحاجة إليها لسكان خاركيف.
رئيس يلدية خاركيف إيغور تيريكوف، في مقابلة حصرية مع الزميلة نارغيز شيكينسكايا من القسم الروسي بأخبار الأمم المتحدة، تحدث عن الحياة اليومية لثاني أكبر مدينة في أوكرانيا في ظل القصف.
بحسب السيد إيغور تيريكوف، فإنهم "يقصفون ليل نهار. يتم تدمير أحياء بأكملها. ودمر 1500 مبنى، منها حوالي 1300 مبنى سكني. هناك فترات من الهدوء القليل، ثم يبدأون في إطلاق النار مرة أخرى. ننقل الأشخاص الذين تركوا بلا مأوى إلى المدارس ورياض الأطفال والمؤسسات الطبية".
المساعدات الأممية ذات أهمية كبرى
توزيع الخبز داخل محطة مترو أنفاق في خاركيف، أوكرانيا.
هذا الأسبوع، وصلت قافلة بأمان إلى خاركيف بمساعدة الأمم المتحدة. قامت بتوزيع حصص غذائية وإمدادات طبية وضروريات أساسية إلى المدينة لآلاف سكان خاركيف الذين فقدوا منازلهم. ولضمان سلامة القوافل الإنسانية، يقوم مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية بإخطار السلطات الأوكرانية والروسية بحركة البضائع والأشخاص.
وفي هذا السياق شكر رئيس بلدية خاركيف إيغور تيريكوف الأمم المتحدة على مساعدتها، قائلا إنها وكالاتها في الميدان قامت على الفور بتوزيع المساعدات على جميع المحتاجين: "بفضل الأمم المتحدة والمنظمات الأخرى، يمكننا تزويد الناس بأكثر الأشياء الضرورية، بما فيها الطعام والأدوية والبطانيات والوسائد. نحن حقا بحاجة إلى كل هذا الآن".
- اقرأ أيضا: أوكرانيا: هيئة الأمم المتحدة للمرأة تضم صوتها إلى نداء الأمين العام الداعي لوقف إطلاق النار لأغراض إنسانية
في خاركيف، تم تدمير وتضرر 15 مؤسسة طبية - عيادات ومستشفيات - ويعمل الناجون وسط أعباء عمل متزايدة. يقول إيغور تيريكوف: "مرة أخرى، بفضلكم، الأمم المتحدة، يتم تزويد المستشفيات بكل ما هو ضروري ويتمتع الناس بفرصة تلقي الرعاية الطبية. وسيارات الإسعاف تعمل. كل شيء يعمل".
حماية المسارح والمكتبات والمعالم الثقافية الأخرى
أما "بالنسبة للبنية التحتية الأخرى، تلك المناطق التي دمرت،" وتابع رئيس البلدية، "هناك، بالطبع، لا توجد كهرباء ولا إمدادات مياه، ومخزون المساكن بأكمله مدمر. "في وقت متأخر من الليلة الماضية، وصلنا إلى خط أنابيب غاز متوسط الضغط، واندلع حريق، وتمكنا من تحديد موقعه."
وأضاف: "ولذا فإننا نوفر كل شيء - الكهرباء والمياه والتدفئة، وهذا مهم جدا بالنسبة لنا".
سكان خاركيف يغطون معالمهم الأثرية بأكياس الرمل لحمايتها من القصف.
وفقا لرئيس البلدية، لا يتم تدمير المباني السكنية والمؤسسات الطبية فحسب، بل يتم أيضا تدمير المعالم الثقافية، وهي كثيرة في خاركيف. توجد هنا العشرات من معاهد البحث ومؤسسات التعليم العالي - بما في ذلك جامعة خاركيف، المدرجة في لائحة أفضل 500 جامعة في العالم - بالإضافة إلى المتاحف ومعارض فنية ومسارح بالمدينة.
وقد تضرر مبنى مكتبة ولاية فولوديمير كورولينكو خاركيف، وتعد هذه المكتبة ثاني أكبر مستودع للكتب في أوكرانيا وواحدة من أقدم المكتبات في البلاد.
وعن ذلك يقول السيد تيريكوف: "تحفظ الكتب الأكثر قيمة هناك. تحطمت النوافذ من جراء الارتطام، وتساقط الزجاج. تمكنا من إغلاقها (النوافذ) الآن لإنقاذ الكتب. وفي متحف الفن، عرضنا لوحات لأيفازوفسكي وريبين وشيفتشينكو - عمل مبكر. لحماية هذه اللوحات، كما قال رئيس البلدية، كان عليهم أيضا إغلاق النوافذ على عجل، حيث تكسر الزجاج بسبب الضربات.
المطلوب هو وقف الحرب!
بالإضافة إلى ذلك، كما أفاد عمدة خاركيف، فإن النصب التذكاري لتاراس شيفتشينكو، والنصب التذكاري للاستقلال وغيرهما من المعالم السياحية أحيطت بأكياس الرمل. إلى حين أن تتحسن الظروف.
يقول إيغور تيريكوف: "الشيء الرئيسي بالنسبة لنا هو وقف الحرب." – وهذا ما يجب فعله لتعيش المدينة.
يذكر أنه في 6 آذار/مارس 2022، حصدت مدينة خاركيف لقب "المدينة البطلة" في أوكرانيا.