منظور عالمي قصص إنسانية

في اليوم الدولي للمرأة: احتفاء بقوة وإمكانيات النساء والفتيات وشجاعتهن ومرونتهن وقيادتهن

تمثل المرأة الريفية في النيبال الغالبية العظمى من القوى العاملة في البلاد.
UN Women/Narendra Shrestha
تمثل المرأة الريفية في النيبال الغالبية العظمى من القوى العاملة في البلاد.

في اليوم الدولي للمرأة: احتفاء بقوة وإمكانيات النساء والفتيات وشجاعتهن ومرونتهن وقيادتهن

المرأة

في مثل هذا اليوم من كل عام يحتفي العالم بالمرأة اعترافا بإنجازاتها ودورها الحاسم في مجالات عديدة من بينها التنمية ومحاربة الفقر ومكافحة تغير المناخ.

ويأتي احتفال اليوم الدولي للمرأة هذا العام تحت شعار "المساواة المبنية على النوع الاجتماعي اليوم من أجل غدٍ مستدام."

وعقدت الأمم المتحدة، اليوم الثلاثاء، فعالية افتراضية رفيعة المستوى، احتفالا بهذا اليوم الدولي، بمشاركة كبار مسؤولي الأمم المتحدة، وعلى رأسهم الأمين العام أنطونيو غوتيريش، ونائبته، أمينة محمد، رئيس الجمعية العامة، عبد الله شاهد، والمديرة التنفيذية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة، السيدة سيما بحوث، إضافة إلى ناشطات، ومطربات، وشاعرات، وعالمات.

وفي كلمته المسجلة، قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش إن الوقت قد حان لأن نعيد دوران عقارب الساعة إلى الأمام فيما يتعلق بحقوق المرأة. وأشار إلى أننا لا يمكننا الخروج من أسر الجائحة وعقارب الساعة تدور إلى الوراء بشأن المساواة بين الجنسين.

ودعا إلى أن "نحتفي بالنساء والفتيات في كل مكان. ونحتفي بمساهماتهن في إنهاء جائحة كـوفيد-19. وبأفكارهن وابتكاراتهن وأنشطتهن التي تغير عالمنا إلى الأفضل. وبقيادتهن في جميع مناحي الحياة."

وقال السيد غوتيريش إن تحقيق المساواة للمرأة هو أساسا مسألةُ سلطة، في عالم يهيمن عليه الذكور وثقافة يهيمن عليها الذكور، مشددا على ضرورة عكس اتجاه علاقات السلطة. 

ناشطات شابات في مجال تغير المناخ من الأرجنتين.
© UNICEF/Sebastian x Gil
ناشطات شابات في مجال تغير المناخ من الأرجنتين.

 

لا يمكننا معالجة طوارئ المناخ بدون مشاركة نصف البشرية

أما نائبة الأمين العام، السيدة أمينة محمد فقد أشارت إلى أن المساواة بين الجنسين والعمل من أجل المناخ والبيئة كلها مرتبطة بصورة لا يمكن فصلها. وأضافت قائلة:

"لا يمكننا إطلاقا معالجة طوارئ المناخ أو خلق اقتصادات شاملة ومستدامة ومجتمعات المستقبل بدون مشاركة نصف البشرية."

ودعت إلى اتخاذ خمس إجراءات عاجلة:

أولا، زيادة الاستثمار في الحلول المناخية المراعية للمنظور الجنساني التي تعترف بحقوق النساء والفتيات.

ثانيا، بناء القدرة على الصمود بالنسبة للنساء والفتيات للحد من الآثار المناخية.

ثالثا، تمكين النساء والفتيات من قيادة وتصميم مبادرات متعلقة بالمناخ.

رابعا، دمج برامج شاملة فيما يتعلق بالعنف القائم على نوع الجنس في الاستجابة لآثار تغير المناخ.

خامسا، التأكد من أن المناقشات بشأن المناخ متجذرة في خبرات ووجهات نظر النساء والفتيات من خلفيات متنوعة.

نائبة الأمين العام، السيدة أمينة محمد، والمديرة التنفيذية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة، الدكتورة سيما بحوث، خلال لقاء مع مجموعة من النساء الأفغانيات في نيويورك.
UN Photo/Mark Garten
نائبة الأمين العام، السيدة أمينة محمد، والمديرة التنفيذية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة، الدكتورة سيما بحوث، خلال لقاء مع مجموعة من النساء الأفغانيات في نيويورك.

 

فرصة لوضع النساء والفتيات في صميم خططنا وعملنا

بدورها، قالت الدكتورة سيما بحّوث، المديرة التنفيذية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة إننا نحتفل، في هذا اليوم الدولي، بقوة وإمكانيات النساء والفتيات. "نحن ندرك شجاعتهن ومرونتهن وقيادتهن. نحتفل بالطرق التي نحرز بها تقدما نحو عالم أكثر مساواة بين الجنسين."

وقالت إننا نرى، في الوقت نفسه، كيف تقوض أزمات متعددة ومتشابكة ومتفاقمة بين الأجيال هذا التقدم.

وقالت إن النساء والفتيات هن من يدفعن ثمن النزاعات التي يشهدها عالمنا حاليا، من أوكرانيا إلى ميانمار إلى أفغانستان، ومن منطقة الساحل إلى اليمن، مجددة دعوة الأمين العام بضرورة أن تتوقف الحرب الآن.
وأشارت الدكتورة بحوث إلى أن جائحة كـوفيد-19 وسّعت من هوة عدم المساواة، وزادت الفقر والعنف ضد النساء والفتيات؛ وقلصت تقدمهن في مجالات التوظيف والصحة والتعليم.

وأوضحت أن الأزمات المتسارعة لتغير المناخ والتدهور البيئي تؤدي إلى تقويض حقوق ورفاه النساء والفتيات بشكل غير متناسب.

 "إنها(الأزمات) تضاعف انعدام الأمن على جميع المستويات... يؤدي ارتفاع درجات الحرارة وموجات الجفاف الممتدة والعواصف والفيضانات العنيفة إلى فقدان سبل العيش، كما أنها تستنزف الموارد وتؤجج الهجرة والنزوح."
وقالت المديرة التنفيذية إن لدينا اليوم فرصة لوضع النساء والفتيات في صميم خططنا وعملنا ودمج منظور النوع الاجتماعي في القوانين والسياسات العالمية والوطنية.
وأشارت إلى أن النجاح يتطلب مستويات غير مسبوقة من التعاون والتضامن العالميين:

"ولكن لا بديل عن النجاح. يتعين علينا حماية مكاسبنا التي تحققت، بشق الأنفس، في مجال حقوق الإنسان وحقوق المرأة، وأن نتولى دورا قياديا، بصورة حاسمة، في سبيل عدم تخلف أي امرأة أو فتاة عن الركب."

المديرة التنفيذية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة، سيما بحوث، خلال إحاطتها أمام مجلس الأمن حول أجندة المرأة والسلام والأمن. 8 آذار/مارس 2022.
UN Photo/Manuel Elias
المديرة التنفيذية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة، سيما بحوث، خلال إحاطتها أمام مجلس الأمن حول أجندة المرأة والسلام والأمن. 8 آذار/مارس 2022.

 

تسليط الضوء على مساهمات النساء والفتيات في معالجة تغير المناخ وبناء مجتمعات أكثر مرونة واستدامة

رئيس الجمعية العام للأمم المتحدة، السيد عبد الله شاهد، قال إن موضوع يوم المرأة العالمي لهذا العام يهدف إلى تسليط الضوء على المساهمات المحورية للنساء والفتيات في معالجة تغير المناخ، وتعزيز الحد من مخاطر الكوارث، وبناء مجتمعات أكثر مرونة واستدامة.

ولفت الانتباه إلى أن تأثيرات تغير المناخ عبر المجتمعات تؤثر على النساء والرجال بشكل مختلف. "غالبا ما تكون النساء مسؤولات عن جمع وإنتاج الطعام، وجمع المياه، وتوفير الوقود للتدفئة والطهي."

وقال السيد شاهد إن حالات الجفاف والفيضانات وموجات الحر التي اشتدت بسبب تغير المناخ تعني أن هذه المهام أصبحت أكثر صعوبة وتستهلك وقتا أطول، مما يترك وقتا أقل للنساء لمتابعة تعليمهن أو مصادر دخل أخرى، ويؤثر على صحتهن.

تُعد المزارعات مسؤولات عن 45 إلى 80 في المائة من إنتاج الغذاء في البلدان النامية، لكن في نصف بلدان العالم، يُحرمن من حقوق الأرض، وفقا لرئيس الجمعية العامة.

"وغالبا ما يُمنعن أيضا من اقتراض الأموال اللازمة لتمكينهن من الوصول إلى التدريب على المهارات، والأسمدة، والبذور الأفضل، والأدوات التي من شأنها أن تساعد في زيادة غلة محاصيلهن."

هن عالمات، ومربيات، وداعيات، ومؤثرات، وباحثات، وعاملات في الخطوط الأمامية

عندما تصبح الأراضي الزراعية قاحلة، أو يتفاقم نقص المياه، تقوم النساء والفتيات بمزيد من المهام والمخاطر. ويؤثر ذلك على قدرتهن على متابعة أهـداف التنمية المستدامة، مما يؤثر على صحتهن وتعليمهن ووظائفهن وسبل عيشهن، من بين العديد من المجالات الأخرى.

وقال السيد شاهد إن الضغط الاقتصادي الناجم عن التأثيرات المناخية يمكن أن يؤدي أيضا إلى تقليل الأموال المخصصة للأدوية وللحوامل للحصول على الرعاية التي يحتجنها.

علاوة على ذلك، في الكوارث الطبيعية، تموت النساء أكثر من الرجال لأن لديهن مدخرات أو ممتلكات أقل للتعامل مع آثار الكوارث وعليهن اللجوء إلى أماكن غير آمنة. كما أن الافتقار إلى الأصول والقيود المفروضة على حقوقهن الإنسانية قد يمنعهن أيضا من الانتقال إلى مواقع أكثر أمانا.

وقال رئيس الجمعية العامة إنه وعلى الرغم من الآثار الجنسانية للمناخ والكوارث، لا تزال النساء والفتيات يحتللن موقع الريادة في كل مجال من هذه المجالات، وفي جهود التنمية المستدامة الأوسع نطاقا.

"هن عالمات، ومربيات، وداعيات، ومؤثرات، وباحثات، وعاملات في الخطوط الأمامية، وصانعات قرار في المنزل وعلى جميع مستويات الحكومة، وفي القطاع الخاص. إنهن يرسمن ويشكلن خطاب التنمية المستدامة."

وشدد المسؤول الأممي على ضرورة الالتزام بضمان مشاركة النساء والفتيات في كل فرصة متاحة. والالتزام بالإصغاء والتعلم من التجارب التي تعيشها النساء والفتيات.

"سأستمر في الإصغاء إلى مخاوفهن ووجهات نظرهن، لفهم الفجوات والدروس بشكل أفضل، وفهم أين نحتاج إلى تسريع العمل. آمل في أن تتمكنوا جميعا من الانضمام إلي في مسار العمل هذا نحو مستقبل مستدام للجميع."

من الأرشيف: عبد الله شاهد، رئيس الدورة 76 للجمعية العامة للأمم المتحدة، يتحدث إلى ممثلي وسائل الإعلام في مقر الأمم المتحدة في نيويورك.
UN Photo/Cia Pak
من الأرشيف: عبد الله شاهد، رئيس الدورة 76 للجمعية العامة للأمم المتحدة، يتحدث إلى ممثلي وسائل الإعلام في مقر الأمم المتحدة في نيويورك.

 

لجنة وضع المرأة: تركيز على الآثار الجنسانية لتغير المناخ

وتحدثت في الفعالية السفيرة ماثو جوييني، رئيسة الدورة السادسة والستين للجنة وضع المرأة، مشيرة إلى أن الدورة المقبلة- التي ستنطلق في 14 آذار ماس وستستمر حتى 25 آذار/مارس- ستعمل على إعلاء أصوات النساء وخاصة في مجال التأقلم مع تغير المناخ وتخفيف تأثيراته.

وقالت إن الدول الأعضاء ستناقش السبل اللازمة لإدماج المنظور الجنساني بصورة فعالة في برامج وسياسات الحد من أخطار تغير المناخ.

" لتحقيق مستقبل مستدام، لابد من مواجهة الآثار الجنسانية لتغير المناخ بصورة حاسمة وعاجلة."

وأوضحت أن جائحة كوفيد-19 عمقت من آثار تغير المناخ وفاقمت من عدم المساواة الموجودة أصلا. "ولكن رغم ذلك فإن النساء والفتيات هن في طليعة الإجراءات الرامية لمكافحة تغير المناخ."

لقد حان الوقت لمنح نساء الشعوب الأصلية القوة اللازمة لإحداث التغيير

ومن بين المتحدثات في الفعالية كانت الناشطة التشادية الشابة هندو إبراهيم، من جماعة الأمبررو العرقية بمنطقة الساحل الأفريقي.

وقالت إن الشعوب الأصلية ظلت تكافح التغيرات الناجمة عن تغير المناخ خلال الثلاثين عاما الماضية، مشيرة إلى أن هذه الشعوب وجدت من خلال معارفها التقليدية حلولا ناجعة فيما يتعلق بالحصول على المياه والدواء الشعبي والأمن الغذاء.

وأوضحت أن الشعوب الأصلية تحافظ على 80 في المائة من التنوع الحيوي في العالم.  

"النساء هن أفضل من يقوم بذلك. فنحن نعتني بغاباتنا وشعابنا المرجانية. بفضل النساء، فإن الطبيعة هي صيدلية الدواء لأطفالنا، ووهي أيضا المتجر الذي نجلب منه الغذاء لعائلاتنا."

وقالت السيدة هندو إبراهيم إن الوقت قد حان بالنسبة للرجال ليصغوا للنساء وحان الوقت للعلم ليصغي إلى تجارب النساء من الشعوب الأصلية.

"لقد حان الوقت لمنح نساء الشعوب الأصلية القوة اللازمة لإحداث التغيير سواء على المستوى الدولي أو المحلي. فنحن بحاجة إلى العمل الآن.

وشهدت الفعالية أيضا كلمات من العديد من الناشطات والقياديات إضافة إلى قراءات شعرية وفواصل غنائية.

 

الناشطة التشادية هندو إبراهيم ممثلة المنتدى الدولي للشعوب الأصلية المعني بتغير المناخ تخاطب جلسة مجلس الأمن الدولي حول تأثير تغير المناخ على السلم والأمن الدوليين.
UN Photo/Eskinder Debebe
الناشطة التشادية هندو إبراهيم ممثلة المنتدى الدولي للشعوب الأصلية المعني بتغير المناخ تخاطب جلسة مجلس الأمن الدولي حول تأثير تغير المناخ على السلم والأمن الدوليين.