منظور عالمي قصص إنسانية

كوفيد-19: في إقليم شرق المتوسط، 35% من السكان تلقوا التطعيم لكن التفاوت كبير بين الدول

المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في إقليم شرق المتوسط، د. أحمد المنظري، خلال مؤتمر حول كوفيد-19.
WHO
المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في إقليم شرق المتوسط، د. أحمد المنظري، خلال مؤتمر حول كوفيد-19.

كوفيد-19: في إقليم شرق المتوسط، 35% من السكان تلقوا التطعيم لكن التفاوت كبير بين الدول

الصحة

بلغ إجمالي عدد من أصيبوا بمرض كوفيد-19 في إقليم شرق المتوسط 20 مليون شخص. وعلى مدى السنتين الماضيتين، كانت الخسائر الناجمة عن الجائحة مهولة بحسب منظمة الصحة العالمية، حيث فقد أكثر من 324,000 شخص حياتهم، وشهد الاقتصاد تراجعا كبيرا.

وفي المؤتمر الاعتيادي، قال المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية، دكتور أحمد المنظري، إن كـوفيد-19 لا يزال يستهدف الأشخاص في جميع بلدان الإقليم دون تمييز، بصرف النظر عن العمر، أو الجنس، أو المهنة، أو الموقع الجغرافي.

وقال: "لا تزال اللقاحات من أفضل الأدوات لإنقاذ الأرواح. وعلى الرغم من التحديات العديدة، تلقى بالفعل الآن أكثر من 35 في المائة من سكان الإقليم التطعيم بالكامل، رغم أن معدلات التطعيم الكامل تختلف اختلافا كبيرا بين البلدان – إذ تتراوح بين 1 في المائة و94 في المائة."

وأشار إلى أن عدم الإنصاف يشكل سمة مميزة لهذه الجائحة. فبينما تظل اللقاحات أداة بالغة الأهمية، "يتطلب نجاحنا اتباع نهج شامل يضم الحكومات والمجتمعات المحلية في صميم الاستجابة."

زيادة "هائلة" في الحالات

بحسب منظمة الصحة العالمية، حدثت زيادة هائلة في عدد حالات الإصابة بكوفيد-19 خلال الأسابيع الستة الماضية، حيث تجاوز المتوسط اليومي 110,000 حالة.

كما سجل عدد الوفيات ارتفاعا خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، حيث بلغ المتوسط اليومي 345 حالة وفاة، إلا أن مستوى هذه الزيادة أقل مما كان عليه خلال الموجات السابقة، ويؤكد ذلك أنّ للتطعيم دورا في الوقاية من الأعراض الوخيمة والوفيات.

وتابع يقول: "لكننا نعلم مَنْ هم الأشخاص الأكثر عرضة لخطر الإصابة بالأعراض الوخيمة للمرض والوفاة، ألا وهم كبار السن، والمرضى المتعايشون مع أمراض أخرى، وقليلو المناعة، والعاملون الصحيون في الخطوط الأمامية. وحتى أقوى النظم الصحية تعاني ضغطا شديدا، في إقليمنا وفي سائر أقاليم منظمة الصحة العالمية."

المجتمعات المحلية تحدد مسار الجائحة

Tweet URL

ركز د. المنظري على ما وصفه بالدور الحاسم للمجتمعات المحلية في تحديد مسار الجائحة، ولماذا حتى الآن أدت الانتكاسات في هذا الجانب إلى زيادة مستمرة في سريان المرض، وعدد حالات الإصابة، والوفيات.

وقال: "عادة ما نقول إن الفاشيات –والجوائح– تبدأ وتنتهي في المجتمعات المحلية. فمنذ بداية الجائحة، عملت منظمة الصحة العالمية وشركاؤها دون كلل أو ملل من أجل إشراك الأطراف المعنية الرئيسية في المجتمعات المحلية، مثل قادة المجتمع، والقيادات الدينية، والعاملين في مجال الرعاية الصحية، ومنظمات المجتمع المدني، ووسائل الإعلام. ويشمل ذلك تزويدهم بالمعرفة، والموارد، والمساحة اللازمة للمشاركة في القرارات الخاصة بكيفية تنفيذ وتطبيق تدابير الاستجابة لكوفيد-19."

تعزيز الشراكات المجتمعية

وأكد المسؤول الأممي أنه على مدار العامين الماضيين، نجحت المنظمة في تحقيق ذلك من خلال مشروعات تهدف إلى تعزيز الشراكات المجتمعية في مجال التصدي لكوفيد-19، وإنشاء آليات لإبداء الآراء المجتمعية حتى يتسنى سماع صوت المجتمع، وعقد دورات تدريبية وبناء قدرات الشركاء من المجتمع، ومنهم القيادات الدينية، والعاملون الصحيون، وقادة المجتمع، وغيرهم. 

لكنه أضاف قائلا: "لا يزال الطريق أمامنا طويلا. فمن أجل بناء مجتمعات قادرة على الصمود في وجه الأزمات، نحتاج إلى أن تكون المجتمعات نفسها مدركة للدور الحاسم الذي تؤديه حتى تصبح طرفا أكثر نشاطا في المعركة ضد كوفيد-19."

وأوضح أن المسؤولية تقع على عاتق الجميع –كأفراد ​وأشخاص من المجتمع المحلي– من أجل اتخاذ إجراءات من شأنها أن تحدد مسار هذه الجائحة.

وقال في ختام كلمته: "في إطار رؤيتنا الإقليمية لعام 2023 - الصحة للجميع وبالجميع - لن تنتهي هذه الجائحة بدون التضامن والعمل الجماعي من جانب جميع الناس، ومنهم المجتمعات المحلية والأفراد."