منظور عالمي قصص إنسانية

اليمن: المنظمة الدولية للهجرة تدق ناقوس الخطر إزاء ارتفاع عدد الأشخاص المعرضين للخطر نتيجة الأعمال العدائية في مأرب

مليحة هي واحدة من بين أكثر من 14 ألف نازح إلى مأرب والجوف في اليمن خلال آواخر ديسمبر وبداية شباط 2020. (من الأرشيف)
IOM
مليحة هي واحدة من بين أكثر من 14 ألف نازح إلى مأرب والجوف في اليمن خلال آواخر ديسمبر وبداية شباط 2020. (من الأرشيف)

اليمن: المنظمة الدولية للهجرة تدق ناقوس الخطر إزاء ارتفاع عدد الأشخاص المعرضين للخطر نتيجة الأعمال العدائية في مأرب

المساعدات الإنسانية

دقت المنظمة الدولية للهجرة ناقوس الخطر حيال تدهور الوضع الإنساني في محافظة مأرب اليمنية حيث يتسبب النزاع المسلح في خسائر فادحة في صفوف النازحين والمهاجرين والمجتمعات التي تستضيفهم. 

وفي بيان أصدرته اليوم الأربعاء، دعت المنظمة بشكل عاجل جميع الأطراف إلى "إنهاء الأعمال العدائية الجارية". وناشدت توفير أموال عاجلة لدعم المتضررين.
وقالت كريستا روتنستاينر، رئيسة بعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن: "المنظمة الدولية للهجرة قلقة للغاية بشأن احتمالية إجبار مئات الآلاف من الأشخاص على الانتقال مرة أخرى إذا وصل العنف إلى المدينة، بالإضافة إلى ارتفاع عدد الضحايا المدنيين وتدمير البنية التحتية المدنية".


وبحسب البيان، تغيرت الخطوط الأمامية النشطة في الشهرين الماضيين أكثر من أي وقت آخر هذا العام. وتصاعد عدد الأشخاص الذين أجبروا على الفرار من منازلهم في مأرب - العديد منهم للمرة الرابعة أو الخامسة - إلى أكثر من 45000 نازح منذ أيلول/سبتمبر، وفقا لمصفوفة تتبع النزوح التابعة للمنظمة الدولية للهجرة (DTM).


احترام القانون الدولي


وكانت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين قد أعربت عن قلقها البالغ إزاء سلامة وأمن المدنيين في محافظة مأرب اليمنية، ومن ضمنهم أكثر من مليون شخص من النازحين داخليا، مع احتدام القتال في المدينة.


وفي مؤتمر صحفي من جنيف، يوم أمس الثلاثاء، دعت المفوضية إلى وقف فوري لإطلاق النار في اليمن. وقالت شابيا مانتو، المتحدثة باسم مفوضية شؤون اللاجئين إنه لا يمكن وقف حدوث المزيد من المعاناة سوى عن طريق الحل السلمي للصراع.


وفي نفس الصدد قالت المنظمة الدولية للهجرة على لسان رئيسة بعثتها في اليمن كريستا روتنستاينر: "إننا ننضم إلى المجتمع الإنساني في الدعوة إلى إنهاء الأعمال العدائية، واحترام القانون الإنساني الدولي، وكذلك توفير موارد عاجلة لتوسيع نطاق الاستجابة".

يأس متزايد بين صفوف اليمنيين

 

أب وطفله يسيران في مخيم للنازحين بالقرب من مدينة مأرب في اليمن.
© WFP/Annabel Symington
أب وطفله يسيران في مخيم للنازحين بالقرب من مدينة مأرب في اليمن.

وبحسب وكالة الأمم المتحدة المعنية بالهجرة، شهدت مواقع النزوح البالغ عددها 137 في المحافظة زيادة بنحو عشرة أضعاف في عدد الوافدين الجدد منذ أيلول /سبتمبر. 


بصفتها أكبر منظمة تعمل في المنطقة، تقدم فرق المنظمة الدولية للهجرة الإغاثة الأساسية - بما في ذلك المياه والصرف الصحي والمأوى والمستلزمات المنزلية والنقود لتغطية الاحتياجات العاجلة - في 61 موقعا. منذ بداية العام، تمكنت المنظمة الدولية للهجرة من الوصول إلى أكثر من 200،000 شخص في مأرب بالمساعدات.


وقالت روتنستاينر "لم نشهد هذا القدر من اليأس في مأرب في العامين الماضيين كما شهدناه في الشهرين الماضيين. يتم تهجير المجتمعات بشكل متكرر وتصل إلى مواقعنا وهي في حاجة ماسة إلى معظم الأساسيات."


نقص في التمويل

Tweet URL

وقالت رئيسة البعثة إن التدفقات الجديدة للمشردين داخليا تؤدي إلى إجهاد المواقع المكتظة بالفعل.
وأضافت: "نرى الآن، في بعض الأحيان، ما يصل إلى 40 شخصا ليس لديهم خيار سوى مشاركة خيمة واحدة صغيرة".


ويضع الفاعلون الإنسانيون خططا للاستجابة لاحتمال تزايد النزوح، ويطلبون المزيد من الأموال بشكل عاجل. وقد ناشدت المنظمة الدولية للهجرة تقديم 170 مليون دولار أمريكي في عام 2021 لتلبية الاحتياجات المتزايدة للنازحين والمتضررين من النزاع والمهاجرين في اليمن.

وتم استلام حوالي نصف هذه الأموال فقط. يتم تمويل خطة الاستجابة الإنسانية لليمن البالغة 3.85 مليار دولار أمريكي بنسبة 57 في المائة فقط.


تقدر مصفوفة تتبع النزوح أن 10000 شخص فروا من منازلهم في أيلول/سبتمبر عندما بدأ الصراع في التصاعد. استمر هذا الاتجاه بمعدلات مثيرة للقلق، حيث تضاعف في تشرين الأول/أكتوبر عندما نزح ما يقرب من 20،000 شخص.

اعتبارا من 20 تشرين الثاني/نوفمبر، فرّ أكثر من 15،000 شخص من المناطق المتضررة من النزاع إلى أماكن أكثر أمانا في مأرب هذا الشهر. مع اقتراب خطوط المواجهة من المدينة، يفر المزيد من الناس إلى مأرب الوادي، الجزء الشرقي البعيد من المحافظة حيث تنقص الخدمات، أكثر من توجههم إلى المركز الحضري.

ومن بين المتضررين، هناك حوالي 3500 مهاجر تقطعت بهم السبل بحسب تقديرات المنظمة الدولية للهجرة في جميع أنحاء المحافظة. يستمر التحول في خطوط المواجهة في إعاقة الرحلات التي يقوم بها المهاجرون للوصول إلى مأرب ومغادرتها في طريقهم إلى المملكة العربية السعودية.