منظور عالمي قصص إنسانية

اليمن: الأمم المتحدة تدعو جميع الأطراف إلى إعطاء الأولوية للاحتياجات المدنية والامتناع عن تسيس الاقتصاد

طفل في اليمن يغسل الأواني في أحد مخيمات النزوح بعد استعادة إمدادات المياه.
© UNICEF/Gabreez
طفل في اليمن يغسل الأواني في أحد مخيمات النزوح بعد استعادة إمدادات المياه.

اليمن: الأمم المتحدة تدعو جميع الأطراف إلى إعطاء الأولوية للاحتياجات المدنية والامتناع عن تسيس الاقتصاد

السلم والأمن

عقد مجلس الأمن الدولي جلسة اليوم الاثنين تناول فيها الأوضاع الإنسانية والسياسية في اليمن، حيث استمع إلى إحاطات من كل من وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية، ومديرة اليونيسف، إضافة إلى الأمين العام المساعد للشرق الأوسط وآسيا والمحيط الهادئ في إدارتي الشؤون السياسية وبناء السلام، وعمليات السلام.

وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، مارتن غريفيثس قال في كلمته إن العدائيات أسفرت عن مقتل أو جرح ألف ومئتي شخص هذا العام، فضلا عن تسببها في انهيار المؤسسات والخدمات العامة الأمر الذي حرم المدنيين من المياه النظيفة والصرف الصحي والتعليم والرعاية الصحية وساعد في نشر الكوليرا وفيروس كورونا. وشدد على ضرورة وقف إطلاق النار.

وأشار غريفيثس إلى هطول الأمطار بغزارة لم تشهدها اليمن من قبل، مشيرا إلى تأثر أكثر من 100 ألف شخص بالفيضانات خلال الأسبوع الماضي وحده.

وقال إنه من بين كل تلك المشاكل الإنسانية يمثل منع حدوث المجاعة في اليمن أولوية قصوى، مشيرا إلى أن أكثر من 20 مليون يمني بحاجة إلى المساعدة من بينهم 5 ملايين شخص على حافة المجاعة والأمراض المصاحبة له.

مارتن غريفيثس، وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، يقدم إحاطة أمام مجلس الأمن حول الوضع في اليمن (23 آب/أغسطس 2021).
UN Photo/Manuel Elias
مارتن غريفيثس، وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، يقدم إحاطة أمام مجلس الأمن حول الوضع في اليمن (23 آب/أغسطس 2021).

تطور إيجابي

وفي إشارة إيجابية، أفاد المسؤول الأممي بارتفاع معدل التمويل الإنساني، منذ انعقاد مؤتمر إعلان التعهدات لدعم اليمن، معربا عن شكره لكل المانحين ومن بينهم المملكة العربية السعودية وقطر والولايات المتحدة، مبينا أن خطة الاستجابة الإنسانية لليمن قد تلقت دعما بنحو 50 في المائة، وهو أكبر دعم مالي تتلقاه أي استجابة إنسانية في العالم، على حد تعبيره.

وأشار غريفيثس أن هذا الدعم يمكن المنظمات الإنسانية والشركاء في مساعدة 10 ملايين شخص، شهريا، في مختلف أنحاء اليمن، "ولولا هذا الدعم لكان اليمن قد وقع في براثن المجاعة."

وأشار إلى أن كلا من الاتحاد الأوربي وسويسرا والسويد ستعقد فعالية إنسانية لدعم اليمن، خلال اجتماعات الجمعية العامة الشهر المقبل، قائلا إن الاجتماع يمثل فرصة للعالم لإظهار وتجديد تعهده بشأن معالجة هذه المأساة.

665 مليون دولار من صندوق النقد الدولي

وشدد السيد غريفيثس على ضرورة العمل على دفع مرتبات العاملين في مختلف قطاعات الدولة ومساعدة الناس على تعزيز مدخولاتهم وحماية التحويلات المالية التي تمثل مصدرا مهما للدخل في اليمن. وأشار إلى أن الناس في اليمن لا يجوعون فقط بسبب نقص الغذاء وإنما بسبب غلاء الأسعار، مشيرا إلى أن ارتفاع الأسعار سببه، من بين أمور أخرى، انهيار سعر صرف العملة اليمنية.

ورحب غريفيثس بإعلان صندوق النقد الدولي، اليوم الاثنين، بأن اليمن سيحصل على احتياطيات بنحو 665 مليون دولار، مما سيساعد في تخفيف الأزمة الاقتصادية والإنسانية الحادة في البلاد.

أسرة نازحة بسبب النزاع تجلس في أحد مخيمات النزوح في منطقة الضالع في اليمن.
UNOCHA/Mahmoud Fadel
أسرة نازحة بسبب النزاع تجلس في أحد مخيمات النزوح في منطقة الضالع في اليمن.

جمود في جهود التوصل إلى تسوية

سياسيا، أعرب السيد محمد خالد الخياري الأمين العام المساعد للشرق الأوسط وآسيا والمحيط الهادئ في إدارتي الشؤون السياسية وبناء السلام، وعمليات السلام، عن أسفه لعدم حدوث مزيد من التقدم في جهود الأمم المتحدة المستمرة للتوصل إلى اتفاق بين الأطراف اليمنية على أساس خطة النقاط الأربع المقدمة إلى الطرفين، والتي تتألف من: وقف إطلاق النار على مستوى، وإعادة فتح مطار صنعاء، وتخفيف القيود المفروضة على تدفق الوقود والسلع الأخرى عبر ميناء الحديدة، واستئناف المفاوضات السياسية المباشرة بين الأطراف اليمنية.

وأضاف أن الحوثيين يشترطون استئناف مشاركتهم في العملية السياسية بفتح ميناء الحديدة ومطار صنعاء، وكذلك إنهاء ما يسمونه "العدوان والاحتلال".

وأفاد باستمرار النشاط العسكري في أنحاء متفرقة من اليمن، مشيرا إلى أن هذه التطورات المستمرة تهدد بإغلاق الطرق الرئيسية المؤدية إلى مأرب، مجددا دعوته إلى جميع الأطراف لوقف فوري لأي محاولات لتحقيق مكاسب بالقوة.

محمد خالد الخياري، الأمين العام المساعد للشرق الأوسط وآسيا والمحيط الهادئ في إدارتي الشؤون السياسية وبناء السلام، وعمليات السلام، يقدم إحاطة أمام مجلس الأمن حول اليمن.
UN Photo/Manuel Elias

 

 

قضية الوقود

وتطرق السيد الخياري إلى مسألة إمدادات الوقود "التي لا تزال تتفاقم"، لا سيما في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون، مشيرا إلى منح التصريح لثلاث سفن وقود تجارية فقط لأن ترسو في ميناء الحديدة منذ بداية شهر تموز/يوليو.

وأضاف أنه لا تزال هناك أربع سفن وقود في منطقة احتجاز قوات التحالف.

وجدد المسؤول الأممي دعوته إلى الحكومة اليمنية للسماح، على وجه السرعة، بدخول جميع الإمدادات التجارية الأساسية - بما في ذلك سفن الوقود - إلى الحديدة دون تأخير. كما دعا جميع الأطراف إلى ضرورة إعطاء الأولوية للاحتياجات المدنية والامتناع عن تسليح الاقتصاد، لا سيما في ضوء الوضع الإنساني الحرج الذي تمر به البلاد.

ترحيب بتعيين مبعوث خاص جديد إلى اليمن

ورحب أعضاء مجلس الأمن بتعيين هانس غروندبرغ من السويد مبعوثا خاصا إلى اليمن، خلفا لمارتن غريفيثس.

وقال السيد الخياري إن تعيين غروندبرغ يمثل فرصة للبناء على الجهود الهائلة التي بذلها سلفه، داعيا إلى ضرورة استئناف عملية سياسية شاملة بقيادة يمنية للتوصل إلى حل تفاوضي للصراع. كما دعا جميع الأطراف وأصحاب المصلحة، بما في ذلك مجلس الأمن، لتقديم دعمهم الكامل وتعاونهم مع غروندبرغ في جهوده المقبلة.

هنريتا فور: وفاة طفل على رأس كل 10 دقائق

من جانبها، أفادت هنريتا فور، المديرة التنفيذية لمنظمة اليونيسف بوفاة طفل يمني واحد كل 10 دقائق، بسبب أمراض يمكن الوقاية منها، بما في ذلك سوء التغذية وانعدام التحصين.

وقالت إن 21 مليون شخص في اليمن، بمن فيهم أكثر من 11 مليون طفل، بحاجة إلى مساعدات إنسانية للبقاء على قيد الحياة، و2.3 مليون طفل مصابون بسوء التغذية.

حتى وإن كنت محظوظا بالذهاب إلى المدرسة- فإنك يمكن أن تموت إما بسبب طلقة أو انفجار أو لغم في طريقك إلى المدرسة -- هنرييتا فور

وأضافت المسؤولة الأممية أن تعليم الأطفال تأثر جدا بالحرب، مشيرة إلى أن مليوني طفل في سن الدراسة لا يمكنهم الذهاب إلى المدرسة، ومدرسة واحدة من بين كل ست مدارس غير صالحة للاستخدام، فيما لم يتلق ثلثا المعلمين مرتباتهم، بصورة دورية، لأكثر من أربع سنوات. وأضافت قائلة:

"أن تكون طفلا في اليمن يعني أن تشهد كيف يعاني والداك في سبيل توفير الغذاء لك. يعني أنك- حتى وإن كنت محظوظا بالذهاب إلى المدرسة- فإنك يمكن أن تموت إما بسبب طلقة أو انفجار أو لغم في طريقك إلى المدرسة."

وشددت فور على أن الأطفال في اليمن بحاجة إلى سلام شامل ومستدام، داعية أطراف الصراع إلى الجلوس إلى طاولة الحوار بغية التوصل إلى تسوية سياسية تضع حقوق الأطفال كأولوية، "وحينها فقط سيتمكن الأطفال اليمنيون من طي صفحة هذا الكابوس والتفرغ لبناء مستقبلهم."

مندوب اليمن في الأمم المتحدة دعا المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته والضغط على جماعة الحوثي (أنصار الله) لحملها على التفاوض ووقف العمليات العدائية على حد تعبيره.