منظور عالمي قصص إنسانية

وكالة الأمم المتحدة المعنية بالإيدز: يجب إزالة التفاوتات للقضاء على جائحة كوفيد-19

والدان مصابان بفيروس نقص المناعة البشرية يحضران جلسة دعم في إحدى العيادات الطبية في مقاطعة كامولي بأوغندا.
© UNICEF/Jimmy Adriko
والدان مصابان بفيروس نقص المناعة البشرية يحضران جلسة دعم في إحدى العيادات الطبية في مقاطعة كامولي بأوغندا.

وكالة الأمم المتحدة المعنية بالإيدز: يجب إزالة التفاوتات للقضاء على جائحة كوفيد-19

الصحة

أظهر تقرير جديد صدر يوم الأربعاء عن وكالة الأمم المتحدة التي تقود مكافحة فيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز أن الأشخاص المتعايشين مع فيروس نقص المناعة البشرية يواجهون خطرا مزدوجا يتمثل في فيروس نقص المناعة البشرية وكوفيد-19 – إذ تستمر التفاوتات في منعهم من الوصول إلى الخدمات.

ووفقا لتحديث الإيدز العالمي لعام 2021 لبرنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بفيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز (UNAIDS)، فإن الأشخاص المتعايشين مع فيروس نقص المناعة البشرية أكثر عرضة للإصابة بمرض كـوفيد-19 الشديد والوفاة، مع ذلك فإن غالبيتهم محرومون من الحصول على اللقاحات المنقذة للحياة.

وعلى الرغم من أن الفئات الرئيسية من السكان وشركاء حياتهم يمثلون 65 في المائة من الإصابات الجديدة بفيروس نقص المناعة البشرية، إلا أنهم مستبعدون إلى حد كبير من كلِ من استجابات فيروس نقص المناعة البشرية وكوفيد-19، بما في ذلك 800,000 طفل يعيشون مع الفيروس.

وقالت ويني بيانيما، المديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بفيروس نقص المناعة البشرية: "لقد أمضينا 40 عاما في مكافحة فيروس نقص المناعة البشرية. علمتنا النجاحات والفشل على حد سواء أنه لا يمكننا الاستعداد لجائحة أو هزيمتها ما لم نقضِ على عدم المساواة، ونعزز النهج التي تركز على الناس والقائمة على الحقوق، ونعمل مع المجتمعات للوصول إلى كل محتاج."

إحصائيات مذهلة

وجدت دراسات من إنجلترا وجنوب أفريقيا أن خطر الوفاة من كوفيد-19 بين الأشخاص المتعايشين مع فيروس نقص المناعة البشرية هو ضعف ما هو عليه لدى عامة السكان.

تستعد الدول الغنية في أوروبا للاستمتاع بالصيف حيث يتمتع سكانها بالوصول إلى لقاحات كوفيد-19 بسهولة، بينما يمر الجنوب العالمي في أزمة -- ويني بيانيما

في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، موطن 67 في المائة من الأشخاص المتعايشين مع فيروس نقص المناعة البشرية، تلقى أقل من ثلاثة في المائة حتى الآن جرعة واحدة من لقاح كوفيد-19.

وفي الوقت نفسه، فإن خدمات الوقاية والعلاج من فيروس نقص المناعة البشرية بعيدة كل البعد عن الفئات السكانية الرئيسية، وكذلك الأطفال والمراهقين.

وأضافت السيدة بيانيما تقول: "فشلنا في تعلم دروس فيروس نقص المناعة البشرية، عندما حُرم الملايين من الأدوية المنقذة للحياة وماتوا بسبب عدم المساواة في الحصول عليها."

الجنوب العالمي "في أزمة"

نظرا لأن الدول والشركات الغنية تتمسك بإحكام بالاحتكار المربح لإنتاج وتسليم إمدادات كوفيد-19، فإن أرواح الملايين من الأشخاص في العالم النامي على المحك بسبب ضعف الوصول إليها.

ويؤثر هذا بشدة على العالم حيث أصبحت النظم الصحية في البلدان النامية مثقلة بالأعباء، كما هو الحال في أوغندا، حيث يتم تحويل ملاعب كرة القدم إلى مستشفيات متنقلة.

وأضافت مديرة البرنامج تقول: "تستعد الدول الغنية في أوروبا للاستمتاع بالصيف حيث يتمتع سكانها بالوصول إلى لقاحات كوفيد-19 بسهولة، بينما يمر الجنوب العالمي في أزمة."

الفئات السكانية الرئيسية

يوضح التقرير الجديد كيف أدت عمليات الإغلاق والقيود الخاصة بفيروس كورونا إلى تعطيل اختبارات الكشف عن فيروس نقص المناعة البشرية، وتظهر بلدان عديدة انخفاضا حادا في تشخيصات فيروس نقص المناعة البشرية والإحالات إلى خدمات الرعاية والبدء في علاج فيروس نقص المناعة البشرية.

وتم تسجيل حوالي 1.5 مليون إصابة جديدة بفيروس نقص المناعة البشرية العام الماضي في الغالب بين النساء المتحولات جنسيا، والعاملين في مجال الجنس، والرجال المثليين، ومتعاطي المخدرات عن طريق الحقن، وشركائهم الجنسيين – وهذه هي المجموعة السكانية الرئيسية التي تمثل 65 في المائة من الإصابات في العالم.

كما شكل هؤلاء السكان 93 في المائة من الإصابات الجديدة بفيروس نقص المناعة البشرية خارج أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، و35 في المائة داخلها.

مع ذلك، فإنهم في معظم البلدان يظلون مهمّشين وغير قادرين إلى حد كبير على الوصول إلى خدمات فيروس نقص المناعة البشرية.

تساعد اليونيسف في رفع مستوى الوعي بشأن نفص المناعة البشرية والإيدز في ميانمار.
© UNICEF/Zar Mon
تساعد اليونيسف في رفع مستوى الوعي بشأن نفص المناعة البشرية والإيدز في ميانمار.

 

الأطفال أكثر عرضة للخطر

يشير التقرير إلى أنه في حين تم توسيع نطاق اختبار فيروس نقص المناعة البشرية وعلاجه بشكل كبير على مدار الأعوام العشرين الماضية، إلا أن فجوات الخدمة لا تزال أكبر بكثير للأطفال منها للبالغين.

في العام الماضي، كانت التغطية العلاجية 74 في المائة للبالغين، ولكن 54 في المائة فقط للأطفال – مما وضع حوالي 800 ألف طفل في وضع صعب.

علاوة على ذلك، لم يتم اختبار العديد من الأطفال للكشف عن فيروس نقص المناعة البشرية عند الولادة، ولا يزالون غير مدركين لحالة الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية، مما يجعل من الصعب العثور عليهم ورعايتهم.

وقالت المسؤولة الأممية: "هذا غير مقبول على الإطلاق."

الفقراء في آخر الصف

يُعدّ الفقر ونقص التعليم من الحواجز الهائلة التي تقف عائقا أمام خدمات الصحة ومكافحة فيروس نقص المناعة البشرية.

ويُظهر التقرير كيف تقل احتمالية حصول الأشخاص الذين يعيشون في فقر على خدمات تنظيم الأسرة للنساء وختان الذكور الطبي الطوعي للرجال والفتيان.

كما أنها تُعدّ دوافع للهجرة، مما يؤثر بشدة على الوصول إلى خدمات فيروس نقص المناعة البشرية، ويعرّض حياة المهاجرين للخطر، حيث يفر المهاجرون من الصراع والفقر بحثا عن الأمان والأمن الاقتصادي.

وقالت المسؤولة الأممية: "أصحاب الملايين يبحرون في يخوتهم في نفس مياه البحر المتوسط التي يغرق فيها المهاجرون. كيف يمكننا أن نقف مكتوفي الأيدي ونسمح بأن يكون هذا هو الوضع الطبيعي الجديد؟".