منظور عالمي قصص إنسانية

الأمين العام: جائحة كوفيد-19 تغذي دوافع الصراع وعدم الاستقرار في أفريقيا

عائلات نزحت بسبب النزاع والعنف في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية تتلقى مساعدات إنسانية من الأمم المتحدة.
© UNICEF/Jean-Claude Wenga
عائلات نزحت بسبب النزاع والعنف في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية تتلقى مساعدات إنسانية من الأمم المتحدة.

الأمين العام: جائحة كوفيد-19 تغذي دوافع الصراع وعدم الاستقرار في أفريقيا

السلم والأمن

دعا الأمين العام للأمم المتحدة أمام مجلس الأمن، يوم الأربعاء، إلى أن تكون النساء والشباب جزءا من خطط أفريقيا للتعافي من جائحة كوفيد -19، التي تغذي العوامل التي تؤجج الصراع في القارة.

وقد اجتمع أعضاء مجلس الأمن في جلسة افتراضية لدراسة كيفية معالجة الأسباب الجذرية للصراع مع تعزيز التعافي بعد الجائحة في أفريقيا.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة إن العديد من المجتمعات والبلدان تعاني بالفعل من "بيئة سلام وأمن معقدة"، كما أن تحديات مثل اللامساواة طويلة الأمد والفقر وانعدام الأمن الغذائي واضطراب المناخ، تزيد من مخاطر عدم الاستقرار.

وقال: "بعد مرور عام على انتشار جائحة كوفيد-19، بينما نواجه احتمال تعافٍ غير متساوٍ، من الواضح أن الأزمة تغذي العديد من دوافع الصراع وعدم الاستقرار هذه".

ضعوا أسلحتكم جانبا

منذ أن بدأت الجائحة، حذر الأمين العام مرارا وتكرارا من المخاطر التي تشكلها على الناس والمجتمعات في جميع أنحاء العالم، لا سيما في البلدان المتضررة من النزاعات.

ويستذكر قائلاً: "كانت هذه خلفية ندائي لوقف إطلاق نار عالمي لتمكيننا من التركيز على عدونا المشترك: الفيروس".

مع استمرار العنف المزمن في بعض البلدان، وعودة ظهور الصراعات القديمة في بلدان أخرى، قال السيد غوتيريش إن النداء أصبح أكثر أهمية من أي وقت مضى.

وأشار إلى أن الجماعات المتطرفة العنيفة في غرب ووسط أفريقيا وموزمبيق، بما في ذلك تلك المرتبطة بالقاعدة وداعش، استمرت بل وزادت هجماتها على المدنيين، مما خلق تحديات كبيرة إضافية للمجتمعات والحكومات.

فرص ضائعة، وتعميق التفاوتات

امرأة وأبناؤها الصغار يقفون أمام مأواهم في مخيم للنازحين في بابوا، جمهورية أفريقيا الوسطى.
© UNICEF/Florent Vergnes
امرأة وأبناؤها الصغار يقفون أمام مأواهم في مخيم للنازحين في بابوا، جمهورية أفريقيا الوسطى.

وعدد الأمين العام بعض تداعيات الجائحة في أفريقيا، قائلا إن النمو الاقتصادي، تباطأ، وبدأت التحويلات تنفد، والديون آخذة في الازدياد. وفي الوقت نفسه، قامت بعض الحكومات أيضا بتقييد الحيز المدني بينما تصاعد خطاب الكراهية والخطاب المثير للانقسام والمعلومات المضللة جنبا إلى جنب مع عدد القضايا.

"إن التأثير الخطير للجائحة على الشباب - وخاصة في أفريقيا، القارة الأصغر - يسهم في زيادة المخاطر. ضياع فرص التعليم والتوظيف والدخل يؤدي إلى الشعور بالغربة والتهميش وضغوط الصحة العقلية التي يمكن أن يستغلها المجرمون والمتطرفون."

ويعمل فيروس كوفيد-19 أيضا على تعميق أوجه عدم المساواة القائمة بين الجنسين، ويهدد المكاسب التي تحققت بشق الأنفس في مشاركة المرأة في جميع مجالات الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، بما في ذلك عمليات السلام.

الخروج من "فخ الصراع"

وحث الأمين العام "الدول الأعضاء على بذل جهود استباقية لإشراك النساء والشباب عند صياغة خطط التعافي بعد الجائحة".

وأضاف أن "ضمان تكافؤ الفرص والحماية الاجتماعية والوصول إلى الموارد والخدمات والمشاركة الشاملة والهادفة في صنع القرار ليست مجرد التزامات أخلاقية وقانونية. إنها شرط ضروري للبلدان للخروج من فخ الصراع والسير بثبات على طريق السلام والتنمية المستدامة ".

عدم المساواة في اللقاحات يعيق التعافي

وفي الوقت نفسه، أفاد الأمين العام بأن أفريقيا تلقت أقل من 2 في المائة من لقاحات كوفيد-19 التي تم توزيعها على مستوى العالم.

وقال إنه على الرغم من أن الحكومات الأفريقية أظهرت التزاما بمكافحة الجائحة من خلال نهج موحد على مستوى القارة، فإن الإمداد والوصول المحدودين إلى اللقاحات، فضلاً عن الدعم غير الكافي للاستجابة للجائحة، يعوق ويؤخر التعافي.

قال السيد غوتيريش: "من أصل 1.4 مليار جرعة يتم إعطاؤها في جميع أنحاء العالم اليوم، وصل 24 مليونا منها فقط إلى أفريقيا – أي أقل من 2 في المائة".

وشدد الأمين العام على أن توزيع اللقاح على نحو منصف لمستدام في جميع أنحاء العالم هو أسرع طريق للتعافي السريع والعادل من الجائحة.

وقال إن هذا يتطلب من الدول مشاركة الجرعات، وإزالة قيود التصدير، وزيادة الإنتاج المحلي، والتمويل الكامل للمبادرات العالمية التي تعزز الوصول العادل إلى اللقاحات والتشخيصات والعلاجات.