منظور عالمي قصص إنسانية

تحالف عالمي عريض لضمان استمرارية التعليم في دول العالم المتأثرة بجائحة الوباء العالمي

الفصول الدراسية ظلت فارغة في العديد من بلدان العالم بسبب الانتشار العالمي لكوفيد-19.
CC0 Public Domain
الفصول الدراسية ظلت فارغة في العديد من بلدان العالم بسبب الانتشار العالمي لكوفيد-19.

تحالف عالمي عريض لضمان استمرارية التعليم في دول العالم المتأثرة بجائحة الوباء العالمي

الثقافة والتعليم

بينما أجبر الانتشار الوبائي العالمي الدول على إغلاق المدارس وتعطيل التعليم لأكثر من 80 في المائة من الطلاب في جميع أنحاء العالم (لمليار ونصف من الطلاب المتضررين) شرعت منظمة اليونسكو في تكوين "تحالف عالمي عريض" من المنظمات الدولية والمجتمع المدني والقطاع الخاص، لضمان استمرارية التعليم للجميع. 

ويهدف التحالف الذي أعلنت عنه اليونسكو (منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة) إلى دعم الدول في توسيع نطاق أفضل  ل"حلول التعلم عن بعد" ومساعدتها للوصول إلى الأطفال والشباب الأكثر عرضة للخطر.
في نفس اليوم، أعلنت منظمة اليونيسف التابعة للأمم المتحدة والمعنية بحماية الطفولة أنها ستعمل على "زيادة الدعم بشكل كبير في جميع البلدان" لمساعدة الأطفال على مواصلة تعليمهم مع الحفاظ على سلامة المدارس. وقد أعلن بيان صحفي من اليونسكو من باريس اليوم أن إغلاق المدارس بسبب جائحة كـوفيد-19 التي اجتاحت أغلب دول العالم، "قد ألحق الضرر بأكثر من مليار ونصف المليار متعلم" موزعين في كل الدول تقريبا.

أوسع اضطراب يشهده التعليم 

المديرة العامة لليونسكو، السيّدة أودري أزولاي، قالت إن العالم لم يسبق له أبدا التعرض لهذا الحد من الاضطراب في مجال التعليم." 
وأضافت المسؤولة الأممية الأبرز في المنظمة أنّ إقامة الشراكات هي سبيلنا الوحيد للمضي قدما، وأن هذا "التحالف يحث على العمل المنسّق والمبتكر لإيجاد حلولٍ لا تقتصر على دعم المتعلمين والمدرسين الآن فحسب، بل تستمر معنا طوال عملية التعافي، وذلك مع إيلاء تركيز خاص لمبادئ الإدماج والإنصاف".

ومع توسع إغلاق المدارس، اتجهت العديد من الحكومات على تعميم "حلول التعلّم عن بعد" ومحاولة التغلب على الطابع المعقد لعملية توفيره لمواطنيها، بدءا من تقديم المحتوى ودعم المدرّسين وانتهاءً بتقديم الإرشادات للأُسَر ومعالجة صعوبات الاتصال بالإنترنت. 

نشدد على ضرورة تسريع عملية تبادل الخبرات، ومساعدة الفئات الأكثر ضعفا، سواء كان لديهم اتصال بالإنترنت أم لا--أنجلينا جولي

وتقول منظمة اليونيسكو إن الإنصاف يعدّ هو الشاغل الأساسي هنا "نظرا إلى أن إغلاق المدارس يُلحق أضراراً غير تناسبية" بين الطلاب، خصوصا المعرضين للخطر والمحرومين والمعتمدين على المدارس التي توفر الخدمات الاجتماعية، مثل الصحة والتغذية. 

من ناحيتها أكدت السيدة أنجلينا جولي، المبعوثة الخاصة لمفوضية شؤون اللاجئين المشاركة في إنشاء التحالف على ضرورة "تسريع عملية تبادل الخبرات، ومساعدة الفئات الأكثر ضعفا، سواء كان لديهم اتصال بالإنترنت أم لا." 
نائبة الأمين العام للأمم المتحدة، السيدة أمينة محمد، أعربت عن الالتزام الكامل للمنظومة الأممية تجاه التحالف الناشئ، محذرة من أنّ "إغلاق المدارس قد يؤدي إلى فقدان شبكة الأمان الأساسية بالنسبة لملايين الأطفال والشباب القادمين من فئات محرومة، لا سيما فيما يخص التغذية والحماية والدعم النفسي". 
وأضافت قائلة: "لسنا في مرحلة تتحمل مفاقمة أوجه عدم المساواة. بل حان الوقت للاستثمار في قدرة التعليم على إحداث التغيير. وإذ نقف اليوم على مشارف عقد العمل، تقع على عاتقنا جميعاً، كمجتمع عالميّ، مسؤولية الحرص على عدم ترك أي أحدٍ يتخلف عن الركب."

تحالف عريض من المنظمات الدولية والخيرية وشركات التكنولوجيا

وقد انضمت إلى التحالف مجموعة واسعة من المنظمات، من بينهم منظمة العمل الدولية، والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة، ومنظمة الصحة العالمية، وبرنامج الأغذية العالمي، والاتحاد الدولي للاتصالات، والبنك الدولي، وكذلك الشراكة العالمية من أجل التعليم، وصندوق "التعليم لا يمكن أن ينتظر"، وغيرها من الجهات الممولة والفاعلة. الجميع أكدوا الحاجة إلى تقديم "دعم سريع ومنسّق" للبلدان، "ولا سيما تلك الأشد حرمانا."
كذلك تشارك المنظمات غير الربحية والخيرية، بما في ذلك أكاديمية خان ومؤسسة دبي العطاء ومؤسسة بروفوتورو وسلسلة "شارع سمسم".

شركاء التكنولوجيا

يلتحق العديد من الأطفال في العالم بالمدرسة عبر الإنترنت من المنزل بسبب تفشي الفيروس التاجي.
© UNICEF/Lisa Adelson
يلتحق العديد من الأطفال في العالم بالمدرسة عبر الإنترنت من المنزل بسبب تفشي الفيروس التاجي.

من مؤسسات القطاع الخاص المشاركة، شركة مايكروسوفت والجمعية الدولية لشبكات الهاتف المحمول ووايدونغ وغوغل وفيسبوك وزوم وكيه بي إم جي وكورسيرا. وتضع هذه المؤسسات كافة مواردها وخبراتها في مجالات التكنولوجيا والاتصال وتعزيز القدرات في خدمة التعليم، وقد التزمت بأنها ستراعي استخدام بيانات المتعلمين والعملية "استخداما أخلاقيا."

يولي التحالف العالمي للتعليم تركيزاً خاصاً لمسائل الإنصاف والمساواة بين الجنسين، ويسعى إلى تلبية الاحتياجات التي أعربت عنها الدول خلال اجتماعات وزراء التعليم التي عقدتها اليونسكو. 

أهداف التحالف

  • مساعدة البلدان في تعبئة الموارد وتنفيذ حلول مبتكرة للتعليم عن بعد مناسبة لسياقاتها المحلية لتوفير، وتقوية التكنولوجيا عالية التقنية أو البسيطة أو تلك غير القائمة على التكنولوجيا.
  • التوصل إلى حلول منصفة تكفل حصول الجميع على التعليم.
  • ضمان الاستجابة على نحو منسق وتجنب تداخل الجهود.
  • تيسير عودة الطلاب إلى المدرسة عند إعادة فتح المدارس وتجنب ارتفاع معدلات التوقف عن الدراسة.

 اليونيسف تزيد دعمها في 145 دولة

من ناحية أخرى، أعلنت منظمة اليونيسف المنضوية في التحالف الناشئ عن زيادة دعمها للبلدان لمساعدتها على الحفاظ على تعليم الأطفال. وحذر رئيس قسم التعليم العالمي في اليونيسف، أنه واستنادا إلى الدروس المستفادة من إغلاق المدارس بسبب الإيبولا  "كلما ابتعد الأطفال عن المدرسة لفترة أطول، قل احتمال عودتهم إلى المدرسة."

 

كلما ابتعد الأطفال عن المدرسة لفترة أطول، قل احتمال عودتهم إلى المدرسة--اليونيسف

 

وأعلنت المنظمة أنها خصصت "تمويلا إضافيا" أوليا يبلغ 13 مليون دولار أمريكي "لتسريع العمل مع الحكومات والشركاء في أكثر من 145 دولة منخفضة ومتوسطة الدخل" ومساعدتها في إعداد برامج تعليمية بديلة في حالة إغلاق المدارس ومساعدة المدارس في الحفاظ على سلامة الأطفال ومجتمعاتهم من خلال توفير معلومات حيوية حول غسل اليدين وغيرها من ممارسات النظافة. 


ستساعد الأموال أيضًا في دعم الصحة العقلية للأطفال ومنع الوصم والتمييز من خلال تشجيع الطلاب على تجنب الصور النمطية عند الحديث عن الفيروس.