منظور عالمي قصص إنسانية

اقتصاديو الأمم المتحدة: الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين هي حرب "خاسرة" لكلا البلدين والعالم بأسره

ناقلة بحرية في ميناء نينغبو، الصين.
IMO
ناقلة بحرية في ميناء نينغبو، الصين.

اقتصاديو الأمم المتحدة: الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين هي حرب "خاسرة" لكلا البلدين والعالم بأسره

التنمية الاقتصادية

قال خبراء اقتصاديون بالأمم المتحدة يوم الثلاثاء إن خلاف الرسوم الجمركية بين الصين والولايات المتحدة يعد حربا "خاسرة" لكلا البلدين والعالم بأسره. ومن المرجح أن يتدهور الوضع ما لم يتم التوصل إلى اتفاق.

وفقا لبيانات الأشهر الستة الأولى من العام، فإن معظم تكلفة الرسوم الجمركية الأمريكية على الصين، تؤثر على المستهلكين والشركات الأمريكية.

وقال أليساندرو نيكيتا، الخبير الاقتصادي في مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (الأونكتاد) إن المستهلكين الأمريكيين هم من يدفعون الرسوم الجمركية ... عبر ارتفاع الأسعار". "الأمر لا ينحصر فقط في آخر سلم المستهلكين، مثلنا، بل يشمل أيضا مستوردي المنتجات الوسيطة - الشركات التي تستورد قطعا ومكونات من الصين".

الرسوم الجمركية "كلفت الصين 35 مليار دولار في النصف الأول من عام 2019"

لكن الإجراءات التي اتخذتها الولايات المتحدة - التي وضعت في منتصف العام الماضي - قد ضربت العملاق الآسيوي أيضا، بمبلغ يصل إلى 35 مليار دولار.

وشهدت شركاتها انخفاض صادرات هذه المنتجات المستهدفة بمقدار الربع مقارنة بالفترة نفسها في المتوسط، مع تأثر منافسين آخرين - وخاصة تايوان - ببعض الركود (4.2 مليار دولار في النصف الأول من عام 2019).

وقالت الوكالة الأممية إن لائحة الرابحين التجاريين من هذه التدابير تضم المكسيك (3.5 مليار دولار) والاتحاد الأوروبي (2.7 مليار دولار) وفيتنام (2.6 مليار دولار). وقد زادت آثارها الإيجابية "بمرور الوقت".

وفقاً للأونكتاد، فإن الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة تؤدي إلى ارتفاع أسعار وتؤثر على المستهلكين.
© MSC shipping
وفقاً للأونكتاد، فإن الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة تؤدي إلى ارتفاع أسعار وتؤثر على المستهلكين.

استفادت كوريا وكندا والهند أيضا، حيث تراوحت نسبة مكاسبها "الكبيرة" بين 0.9 مليار دولار و1.5 مليار دولار.

وأوضح تقرير الأونكتاد أن بلدان جنوب شرق آسيا الأخرى حصدت ما تبقى من الخسائر الناجمة عن الرسوم الجمركية، بينما لم تحظى البلدان الأفريقية إلا بفوائد "ضئيلة".

من بين خسائر الصادرات الصينية التي بلغت 35 مليار دولار في سوق الولايات المتحدة، تحوّل حوالي 21 مليار دولار (أو 63 في المائة) إلى هذه البلدان وغيرها، في حين أن المنتجين الأمريكيين قد فقدوا أو استحوذوا على 14 مليار دولار.

الشركات المصنعة الصينية تتحمل التكاليف

كما أشار تقرير الأونكتاد إلى أدلة مبكرة على أن المصدرين الصينيين ربما يكونوا قد بدأوا في تحمل جزء من تكاليف الرسوم الجمركية عبر انخفاض أسعار التصدير.

ويعد قطاع التصنيع الصيني الأكثر تضرراً بما في ذلك أجهزة الكمبيوتر وغيرها من الآلات المكتبية، ومعدات الاتصالات، حيث انخفضت الصادرات الصينية بمقدار 15 مليار دولار.

ويبين تقرير الأونكتاد أن الصناعات الأخرى التي "انخفضت بشكل كبير" تشمل المواد الكيميائية والأثاث والأجهزة الدقيقة والآلات الكهربائية.

آفاق حرب عالمية

قالت باميلا كوك هاميلتون، مديرة التجارة الدولية والسلع في الأونكتاد، إن "نتائج الدراسة هي بمثابة تحذير عالمي، وإن حربا تجارية خاسرة لا تضر فقط بالمتنافسين الرئيسيين، بل تهدد أيضا استقرار الاقتصاد العالمي والنمو في المستقبل". وأضافت "نأمل في أن تؤدي اتفاقية التجارة المحتملة بين الولايات المتحدة والصين إلى تهدئة التوترات التجارية".

في حين أن تقرير الأونكتاد لا ينظر في تأثير الرسوم الجمركية الصينية على الواردات الأمريكية، إلا أنه يشير إلى أن النتيجة "على الأرجح" هي نفسها: "ارتفاع الأسعار بالنسبة للمستهلكين الصينيين، وخسائر بالنسبة للمصدرين الأمريكيين ومكاسب تجارية بالنسبة لبلدان أخرى".