منظور عالمي قصص إنسانية

حماية المحيطات والغلاف الجليدي أمر ضروري لحماية الأرض

تتشكل بحيرة جوكولسارلون Jökulsárlón الجليدية في أيسلندا بشكل طبيعي من المياه الجليدية الذائبة وتنمو دائمًا بينما تنهار كتل كبيرة من الجليد من أحد الأنهار الجليدية المتقلصة.
UN News/Laura Quinones
تتشكل بحيرة جوكولسارلون Jökulsárlón الجليدية في أيسلندا بشكل طبيعي من المياه الجليدية الذائبة وتنمو دائمًا بينما تنهار كتل كبيرة من الجليد من أحد الأنهار الجليدية المتقلصة.

حماية المحيطات والغلاف الجليدي أمر ضروري لحماية الأرض

المناخ والبيئة

كشف تقرير جديد صادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ أن الاحترار قد تجاوز بالفعل مستوى ما قبل العصر الصناعي بدرجة مئوية بسبب انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في الماضي والحاضر. وبحسب التقرير "ثمة دليل دامغ على أن لهذا آثارا بالغة على النظم الإيكولوجية والناس".

ويشير التقرير الخاص للهيئة "بشأن المحيطات والغلاف الجليدي في ظل مناخ متغير" إلى أهمية حصر الاحترار العالمي عند أقل حد ممكن، وبما يتماشى مع الهدف الذي حددته الحكومات ذاتها في اتفاق باريس لعام 2015.

ويركز على الضرورة الملحة لتحديد الأولويات لتنفيذ أنشطة سريعة وطموحة ومنسقة للتصدي للتغيرات غير المسبوقة والمستمرة في المحيطات والغلاف الجوي، مشيرا إلى فوائد اتخاذ إجراءات طموحة وناجعة للتكيف من أجل تحقيق التنمية المستدامة، كما يكشف عن التكاليف والمخاطر المتصاعدة المترتبة على التأخر في اتخاذ تلك الإجراءات.

ومن بين الأمور التي أبرزها تقرير الهيئة الحكومية الجديد أن "المحيطات والغلاف الجوي -أي الأجزاء المتجمدة في عالمنا- تؤدي دورا حاسم الأهمية في الحفاظ على الحياة على الأرض". ويوضح واضعو التقرير أن ما مجموعه 670 مليون شخص في المناطق الجبلية العالية و680 مليون شخص في المناطق الساحلية المنخفضة يعتمدون اعتمادا مباشرا على هذين النظامين. فيما يعيش أربعة ملايين شخص بشكل دائم في المنطقة القطبية الشمالية، وتأوي الدول الجزرية الصغيرة النامية 65 مليون شخص.  

شعاب مرجانية صحية في خليج مولينير، وهي منطقة محمية بحرية في غرينادا.
Kadir van Lohuizen/NOOR/UNEP
شعاب مرجانية صحية في خليج مولينير، وهي منطقة محمية بحرية في غرينادا.

وصرح السيد هوسونغ لي، رئيس الهيئة بأن "البحار المفتوحة والمنطقة القطبية الشمالية والمنطقة القطبية الجنوبية والمناطق الجبلية العالية قد تبدو لكثير من الناس بعيدة جدا. غير أننا نعتمد عليها ونتأثر بها بشكل مباشر وغير مباشر بوسائل شتى – مثلا من خلال الطقس والمناخ، والغذاء، والماء، والطاقة، والتجارة، والنقل، والأنشطة الترفيهية والسياحة، والصحة والرفاه، والثقافة والهوية".

كما أكد أنه إذ خفضنا الانبعاثات بدرجة كبيرة ستظل آثارها على الناس وسبل العيش شديدة، ولكن سيكون من الممكن للسكان الأكثر ضعفا التعامل معها.. إننا سنزيد بذلك إمكاناتنا لبناء القدرة على المقاومة، وستستفيد من ذلك التنمية المستدامة".

الأنهار الجليدية قد تتقلص بنسبة 80 في المائة بحلول عام 2100

من خلال تسليط الضوء على أهمية اتخاذ إجراءات منسقة وطموحة وعاجلة للتخفيف من آثار ظاهرة الاحتباس الحراري، يحذر تقرير الفريق الحكومي الدولي المعني بتغير المناخ من أن الأنهار الجليدية والثلج والجليد والتربة الصقيعية آخذة في الانحسار بشكل مطرد.

في أوروبا وشرق أفريقيا ومنطقة الأنديز المدارية وإندونيسيا، من المتوقع أن تفقد الأنهار الجليدية الصغيرة أكثر من 80 في المائة من كتلتها الجليدية الحالية بحلول عام 2100، في ظل أسوأ سيناريوهات الانبعاثات المرتفعة.

ومن المحتمل أن يؤدي ذلك إلى زيادة المخاطر التي يتعرض لها الأشخاص، على سبيل المثال من خلال الانهيارات الأرضية والانهيارات الجليدية وسقوط الصخور والفيضانات، بالإضافة إلى قطاعات مثل الزراعة والطاقة الكهرومائية.

الجليد ينصهر ومستوى سطح البحر يرتفع كل شهر

أرخبيل توفالو في جنوب المحيط الهادئ يتكون من تسع جزر مرجانية. يبلغ متوسط ارتفاع الجزر أقل من مترين فوق مستوى سطح البحر، مما يجعلها معرضة بشدة لآثار الاحترار العالمي.
UNDP Tuvalu/Aurélia Rusek
أرخبيل توفالو في جنوب المحيط الهادئ يتكون من تسع جزر مرجانية. يبلغ متوسط ارتفاع الجزر أقل من مترين فوق مستوى سطح البحر، مما يجعلها معرضة بشدة لآثار الاحترار العالمي.

تفقد الأنهار الجليدية والصفائح الجليدية في المناطق القطبية والجبلية كثيرا من كتلتها، مما يسهم في زيادة معدل ارتفاع سطح البحر، مم تمدد المحيطات بسبب زيادة حرارتها.

وبحسب التقرير، "بينما يرتفع مستوى سطح البحر بمقدار 15 سم تقريبا خلال القرن العشرين، فإنه يرتفع الآن أكثر بكثير من ضعف هذه القيمة – 3ز6 ملم سنويا – بل إن هذا المعدل آخذ في التسارع".

وقال بانماو تشاي، الرئيس المشارك للفريق العامل الأول التابع للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ: "إن التغييرات في توافر المياه لن ينحصر أثرها على السكان في هذه المناطق الجبلية العالية فحسب، إنما سيؤثر أيضا على مجتمعات محلية بعيدة عن المصب بكثير".