منظور عالمي قصص إنسانية

عقب تهديد طالبان للصحفيين، الأمم المتحدة تشدد على وجوب ألا تقابل الكلمات مطلقا بالعنف

الصحفيون خلال الاحتفال باليوم الوطني للصحفيين الأفغان (مارس 2019) ، لدعم حرية الإعلام والتضامن مع الصحفيين في أفغانستان.
UNAMA/Fardin Waezi
الصحفيون خلال الاحتفال باليوم الوطني للصحفيين الأفغان (مارس 2019) ، لدعم حرية الإعلام والتضامن مع الصحفيين في أفغانستان.

عقب تهديد طالبان للصحفيين، الأمم المتحدة تشدد على وجوب ألا تقابل الكلمات مطلقا بالعنف

السلم والأمن

في أعقاب التهديدات العلنية التي وجهتها حركة طالبان الأسبوع الماضي والداعية إلى تعمد استهداف وسائل الإعلام في أفغانستان، كرر رئيس بعثة الأمم المتحدة في البلاد دعوته يوم الخميس إلى حماية حقوق الصحفيين، مشددا على قدرة حرية الصحافة على تعزيز السلام والعدالة وحقوق الإنسان.

ومشيرا إلى أن "الكلمات يجب ألا تقابل أبدا بالعنف"، دعا تاداميتشي ياماموتو، الممثل الخاص للأمين العام في أفغانستان ورئيس بعثة الأمم المتحدة لتقديم المساعدة في البلاد، إلى الوقف عن توجيه التهديدات، مضيفا أن "التحدي المقبول الوحيد للكلمات هو تقديم حجة أفضل".

وأكد السيد ياماموتو أن "القانون الإنساني الدولي - الذي ينطبق على جميع أطراف النزاع في أفغانستان، بما في ذلك طالبان - يحظر الهجمات ضد المدنيين في أي وقت وفي أي مكان".

وفيما أشار إلى أن العاملين في مجال الإعلام هم أيضا مدنيون، أبرز ياماموتو أهمية حماية "حقوقهم الأساسية في العمل في بيئة خالية من أي تهديد أو تخويف أو ضغط غير مبرر من قبل أي كيان خارجي، بما في ذلك الحكومات". 

وفي بيانه ردا على التهديدات العلنية من قبل طالبان الداعية إلى تحويل وسائل الإعلام إلى أهداف عسكرية، ألقى ياماموتو الضوء على مبدأين أساسيين، وهما الأهمية الحاسمة لحرية الصحافة، وعدم استهداف المدنيين عمدا بالعنف.

في سياق التهديدات المتكررة لطالبان، قال السيد ياماموتو إن "حرية الصحافة في أفغانستان تُكتسب بتكلفة لا تحتمل". وتدرك الأمم المتحدة أن أفغانستان هي أحد الأماكن الخطرة التي يعمل الصحفيون فيها. وقد أشار مرصد اليونسكو الثقافي الذي يتابع أوضاع الإعلاميين، إلى أن 16 صحفيا قتلوا العام الماضي، وأربعة حتى الآن هذا العام.

ويظهر أحدث تقرير للأمم المتحدة عن حماية المدنيين خلال الصراع في أفغانستان، أن أكثر من 3800 مدني من النساء والأطفال والرجال  قتلوا خلال الفترة المشمولة بالتقرير التي امتدت لـ 12 شهرا.

وفيما هنأ العاملين في مجال الإعلام الأفغاني على تقاريرهم ومواصلة مهامهم في مواجهة التهديدات المتصاعدة، أضاف السيد ياماموتو أن الأمم المتحدة "تظل ثابتة في التعاون مع الشركاء الوطنيين والدوليين لحماية الصحفيين ومكافحة الإفلات من العقاب".

كما كرر دعم الأمم المتحدة للحكومة الأفغانية، "بما يتمشى مع التزاماتها الدولية في مجال حقوق الإنسان، لتنفيذ التدابير التي تعمل على تحسين سلامة الصحفيين والتي تشجع على وجود إعلام مفتوح، حيث لا يتم إسكات صوت عن طريق التخويف".

ومن المقرر إجراء الانتخابات الرئاسية الجديدة في 28 سبتمبر / أيلول المقبل، وستكون "لحظة مهمة لإعادة تأكيد شرعية الهيكل السياسي الديمقراطي لأفغانستان"، كما قال السيد ياماموتو لمجلس الأمن الأسبوع الماضي.

ويوم الأربعاء الماضي، كان رئيس بعثة الأمم المتحدة لمساعدة أفغانستان قد أخبر مجلس الأمن بأنه "يشعر بالتفاؤل" من مؤشرات التقدم خلال جهود الوساطة الدولية التي يمكن أن تؤدي إلى تسوية سياسية دائمة بين الحكومة الأفغانية وحركة طالبان الأصولية، التي سيطرت على البلاد قبل غزو قوات التحالف عام 2001.