منظور عالمي قصص إنسانية

أطفال الشرنقة الإلكترونية: الأمم المتحدة تدعو إلى التصدي لتسلط الأقران

معرض "أطفال الشرنقة الإلكترونية" يضم أربعة مجسمات محاطة بشبكات من الألياف الضوئية. وعبر خليط من الضوء والصوت، يمثل كل مجسم أبعادا مختلفة للتنمر والمخاطر التي يتعرض لها الأطفال حول العالم على الإنترنت.
UN Photo/Kim Haughton
معرض "أطفال الشرنقة الإلكترونية" يضم أربعة مجسمات محاطة بشبكات من الألياف الضوئية. وعبر خليط من الضوء والصوت، يمثل كل مجسم أبعادا مختلفة للتنمر والمخاطر التي يتعرض لها الأطفال حول العالم على الإنترنت.

أطفال الشرنقة الإلكترونية: الأمم المتحدة تدعو إلى التصدي لتسلط الأقران

حقوق الإنسان

"كنت في الثامنة، في المرة الأولى التي تعرضت فيها لتسلط الأقران. قال أحد زملائي (لا أحد يحبك، ولن يحبك أحد أبدا). منذ ذلك اليوم تحملت تسلط الأقران كل يوم لمدة ثماني سنوات، لفظيا وجسديا وعلى الإنترنت".


بكلمات الكاتبة الشابة أيجا، بدأ أمين عام الأمم المتحدة تقريره حول "الأطفال وتسلط الأقران". مضت إيجا إلى القول "صدقت زملائي في المدرسة، وطأطأت رأسي لأسفل، ولم أرفع عيني عن الأرض في جميع الأوقات. وبطريقة ما، بدأت أيأس".

الشرنقة الإلكترونية

في مقر الأمم المتحدة عقد مكتب الممثلة الخاصة للأمين العام المعنية بالعنف ضد الأطفال وبعثتا المكسيك وليثوانيا ندوة لتسليط الضوء على تقرير الأمين العام وتوصياته الرئيسية. 

وسيفتتح مساء الاثنين معرض تفاعلي مبتكر متعدد الوسائط الإعلامية بعنوان "أطفال الشرنقة الإلكترونية".

يضم المعرض أربعة مجسمات لأطفال محاطين بشبكات من الألياف الضوئية. وعبر خليط من الضوء والصوت، يمثل كل مجسم أبعادا مختلفة للتنمر والمخاطر التي يتعرض لها الأطفال حول العالم على شبكة الإنترنت.

ويعرف تسلط الأقران أو التنمر، بأنه سلوك متعمد وعدواني يحدث بصورة متكررة ضد الضحية في الحالات التي يوجد فيها اختلال فعلي أو متصور في موازين القوة، وتشعر فيها الضحية بالضعف والعجز عن الدفاع عن النفس.

أرقام

ويعاني طالب من بين كل ثلاثة تقريبا أي 130 مليون طالب تتراوح أعمارهم بين 13 و15 عاما من تسلط الأقران في أنحاء العالم. ويعترف ما يقرب من 3 من كل 10 مراهقين في 39 بلدا في أوروبا وأميركا الشمالية بممارسة تسلط الأقران ضد آخرين في المدرسة.

وذكر تقرير الأمين العام أن التشريعات عنصر أساسي في الاستراتيجيات الشاملة لحماية الأطفال من العنف وتسلط الأقران. وشدد التقرير على ضرورة تنفيذ القوانين وتحويلها إلى أفعال ملموسة.

وقالت مارتا سانتوس بايس الممثلة الخاصة للأمين العام المعنية بالعنف ضد الأطفال إن تسلط الأقران يثير القلق البالغ، سواء كان لفظيا أو جسديا أو نفسيا، في المدارس أو الفضاء الإلكتروني.

وذكرت أن التنمر غالبا ما يكون مرتبطا بالتمييز والصور النمطية للأطفال.

نماذج عربية

ومن الأمثلة التي أوردها التقرير قيام وزارة التربية في لبنان بالتعاون مع وزارتي الشؤون الاجتماعية والعدل ومنظمة الـيونيسف بوضع سياسة لحماية الأطفال تشمل منهجية شاملة لتحديد حالات العنف وإحالتها في وقت مبكر للجهة المختصة، بمشاركة طائفة واسعة من المعنيين. وتشمل التدخلات تدريب المدرسين وتوجيه الطلاب مع التركيز على تهيئة بيئة مدرسية آمنة تقوم على الإنصاف وعدم التمييز.

وفي الأردن نفذت وزارة التربية في 50 مدرسة برنامج تغيير السلوك وهو جزء من حملة "معا للحد من العنف في المدارس"، والذي نفذ أيضا في مخيم الزعتري للاجئين السوريين. كما استحدثت برامج مماثلة في عشرات المدارس التي تديرها وكالة الأونروا للاجئي فلسطين.

وفي السعودية، بدأت اللجنة الوطنية للطفولة برنامج "نحو بيئة آمنة للأطفال" وهو برنامج يتناول السلامة الشخصية في رياض الأطفال ويهدف إلى تنمية مهارات الأطفال ومعلميهم ووالديهم ومقدمي الرعاية لهم.

توصيات

وشدد تقرير الأمين العام على ضرورة الاهتمام بمبادرات التوعية لإبقاء منع تسلط الأقران نصب أعين الجمهور، وإعلام المجتمع بأخطاره وتزويد الأطفال بمعلومات تشجعهم على الجهر بما أصابهم والتماس الدعم. وشدد التقرير على أهمية إشراك الأطفال في جهود التصدي للتسلط، لأنهم في وضع فريد يمكنهم من إرشاد الحلول.

رسالة أمل

واختتم التقرير بكلمات تلميذ مدرسة ثانوية قال فيها "ستتسحن الأوضاع. هناك دائما من يمكنك أن تتحدث إليهم، سواء كان أمك أو أختك أو معلمك أو نظيرك. هناك دائما من يريدون مساعدتك وعليك أن تسمح لهم بمساعدتك."