منظور عالمي قصص إنسانية

الفاو: على الدول العربية الابتكار في استخدام المياه للتصدي لتغير المناخ

الملايين من المزارعين في البلدان النامية يعانون من قلة فرص الحصول على المياه الصالحة للشرب. المصدر: الفاو / جوليو نابوليتانو
الملايين من المزارعين في البلدان النامية يعانون من قلة فرص الحصول على المياه الصالحة للشرب. المصدر: الفاو / جوليو نابوليتانو

الفاو: على الدول العربية الابتكار في استخدام المياه للتصدي لتغير المناخ

دعا جوزيه غرازيانو دا سيلفا المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) الدول العربية إلى مواصلة السعي نحو ابتكارات تساعد على تخطي أزمة ندرة المياه في إطار جهودها لمواجهة تغير المناخ.

جاء ذلك على هامش اجتماعات الفاو مع جامعة الدول العربية التي تعقد كل عامين، حيث أشاد المدير العام للمنظمة بالتقدم الذي حققته دول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في بعض المجالات مثل تحلية المياه وجمع المياه والري بالتنقيط ومعالجة مياه الصرف الصحي، على الرغم من التحديات فيها.وقال دا سيلفا إنه "من الضروري تعزيز طرق الزراعة وإنتاج الغذاء بصورة عامة بحيث يتم استخدام كميات مياه أقل وبكفاءة أكبر. سيؤدي النمو السكاني وآثار تغير المناخ إلى زيادة الضغط على مدى توفر المياه في المستقبل القريب. ويشكل تغير المناخ، بالتحديد، مخاطر كبيرة جدا".وأكد دا سيلفا على ضرورة وضع المزارعين والأسر الريفية في قلب الاستراتيجيات المتعلقة بمواجهة ندرة المياه، قائلا إن "تشجيعهم فقط على تبني تقنيات زراعية أكثر فعالية غير كاف، بل يجب ضمان حصولهم على مياه الشرب".وتستهلك الزراعة ما يزيد عن 80% من جميع عمليات سحب المياه العذبة في المنطقة والتي تصل ذروتها إلى أكثر من 90 %في عدد من الدول ومن بينها اليمن وسوريا، مما يجعل تبني ممارسات مستدامة وفعالة لإدارة المياه في الزراعة مهم جدا لتحقيق هدف القضاء على الجوع.من جانبه أكد أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية أن "مستقبل المنطقة العربية يرتبط بشكل وثيق بمشكلة ندرة المياه"، مشيرا إلى وجود "فجوة كبيرة بين الإمدادات والطلب بالنسبة للمياه وكذلك الغذاء في المنطقة العربية".يشار إلى أن معدل نصيب الفرد من المياه المتجددة في منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا يبلغ حوالي 600 متر مكعب للفرد في السنة، أي 10% فقط من المعدل العالمي، وانخفضت النسبة في بعض الدول لتصل إلى 100 متر مكعب فقط.وقد أدى الاستهلاك غير المقيد للمياه في الزراعة في المنطقة إلى الإفراط في سحب المياه الجوفية وتدهور التربة بما في ذلك زيادة ملوحتها. ويتوقع أن يفاقم التغير المناخي هذه الأوضاع، وسيكون قطاع الزراعة الأكثر تضررا. كما سيؤدي تكرار موجات الحر الشديد وانخفاض هطول الأمطار إلى انخفاض مواسم الزراعة.جدير بالذكر أن الفاو قد أطلقت في عام 2013، بالتعاون مع جامعة الدول العربية، مبادرة إقليمية بشأن ندرة المياه في المنطقة وذلك لدعم تنسيق الاستراتيجية التعاونية الإقليمية.