منظور عالمي قصص إنسانية

مجلس الأمن يعقد جلسة مداولات حول العنف الجنسي أثناء الصراع

سيدة في مقديشو بمركز لإيواء السيدات والفتيات اللاتي تعرضن للعنف القائم على نوع الجنس والعنف الجنسي.
UNICEF/Kate Holt
سيدة في مقديشو بمركز لإيواء السيدات والفتيات اللاتي تعرضن للعنف القائم على نوع الجنس والعنف الجنسي.

مجلس الأمن يعقد جلسة مداولات حول العنف الجنسي أثناء الصراع

عقد مجلس الأمن الدولي جلسة مداولات حول العنف الجنسي أثناء الصراع، بهدف رفع الوعي بشأن استخدام العنف الجنسي كأداة للحرب والإرهاب.

أمينة محمد نائبة الأمين العام للأمم المتحدة قالت إن الجلسة تأتي في منعطف دقيق.

"من ناحية ينكسر أخيرا الصمت العميق الذي كان يحيط بجرائم العنف الجنسي، إذ توجد قيادة سياسية أكبر وزخم أكثر. ويتزايد الفهم الدولي لهذه الآفة، فلم تعد النظرة إلى العنف الجنسي أثناء الصراع مقصورة على أنها قضية تخص المرأة، ولكن ينظر إليها الآن بأنها تهديد حقيقي للأمن والسلام الدائمين بما يتطلب استجابة عملية تتعلق بالأمن والعدالة، بالإضافة إلى ضمان توفر الخدمات متعددة الأبعاد لضحايا مثل هذه الجرائم."

وأشارت أمينة محمد إلى أن الأمين العام يمنح الأولوية لمنع وقوع العنف الجنسي. وشددت على ضرورة التركيز على الأسباب الجذرية للعنف الجنسي المرتبط بالصراع، والتي تكمن في انعدام المساواة والتمييز ضد النساء في مختلف المجالات.

"الكثيرات من النساء يعشن مع العنف في حياتهن اليومية في بيوتهن وداخل أسرهن. الصراع المسلح يفاقم هذه الظروف السائدة. هذه الظروف خلقت بيئات سمحت بالعنف الجنسي الواسع والمنهجي أثناء الصراعات حول العالم، بما في ذلك جنوب السودان حيث يعد العنف الجنسي سلاحا وأسلوبا للحرب لترويع السكان."

وفي تقريره حول العنف الجنسي المرتبط بالصراع، استنكر الأمين العام التهديد المتعمد بالعنف الجنسي واستخدامه من قبل الجماعات المسلحة والإرهابية والمتطرفة في دول مثل العراق واليمن وسوريا، لتحقيق مكاسب سياسية وعسكرية وأيدلوجية.

وقالت أمينة محمد نائبة الأمين العام إن تلك الجماعات تستخدم العنف الجنسي لتحقيق أهداف استراتيجية، وأشارت إلى وعود تلك الجماعات للمجندين الشباب الجدد بمنحهم زوجات ورقيقا للجنس. كما تجني هذه الجماعات مكاسب مالية عبر بيع النساء والفتيات والاتجار بهن.

وتطرقت أمينة محمد إلى عدد من التحديات الكبرى منها محاولة فرض امتثال الجماعات المسلحة للقانون الدولي، وأزمة النزوح الهائلة التي تفاقم عوامل خطر التعرض للعنف الجنسي.

وأكدت نائبة الأمين العام على ضرورة الإقرار بأن ادعاءات ارتكاب عناصر من قوات حفظ السلام أعمال استغلال وانتهاك جنسية تقوض استجابة الأمم المتحدة في هذا المجال.

وأكدت عزم الأمين العام وكبار مسؤولي الأمم المتحدة على التصدي لهذا التحدي بشكل حاسم.

واختتمت أمينة محمد كلمتها بالقول:

"قام هذا المجلس بدور محوري في وضعنا على مسار المساءلة ومنع وقوع العنف الجنسي، ولكن يتعين فعل المزيد إذا أردنا القضاء على هذه الجريمة للأبد. لقد وضع الأمين العام توصيات شاملة في تقريره بما في ذلك تقديم دعم منكم للتواصل مع أطراف الصراع لتأمين التزامات صارمة بالحماية، والإسراع بنشر عناصر متخصصة على الأرض."

وقد أقر مجلس الأمن الدولي منذ عام 2008 ، في سلسلة قرارات، بأن العنف الجنسي يستخدم كأسلوب للحرب ويعد عائقا أمام استعادة السلم والأمن الدوليين والحفاظ عليهما.