منظور عالمي قصص إنسانية

للعام السادس: اللاجئون السوريون في لبنان يواجهون شتاء قارصا آخر

للعام السادس: اللاجئون السوريون في لبنان يواجهون شتاء قارصا آخر

بينما تستمر الحرب في سوريا تطول معاناة السوريين داخل البلاد وخارجها، فللعام السادس على التوالي يقضى لاجئو سوريا في لبنان شتاء آخر بعيدا عن منازلهم، في ظروف صعبة جدا.

وتحسبا لفصل الشتاء، تمكنت مفوضية الأمم المتحدة لشئون اللاجئين من الوصول إلى أكثر من مليون شخص، حيث تعمل على مدار العام من خلال توزيع مجموعات مقاومة للظروف الجوية، لمساعدة الأسر على حماية منازلها والخيام من عوامل المناخ. وتشمل المساعدات الأخرى توزيع البطانيات والمساعدات النقدية الأخرى.

محمد، أحد اللاجئين، يبقى شاغله الأول إبقاء طفله الرضيع ضيف الله، الذي لم يمر على ولادته سوى أيام معدودة، دافئا وفي وضع صحي جيد، خصوصا خلال الأشهر الأولى من عمره:

"عندما جاء زوجتي المخاض، حملتها من هنا حتى المستشفى وسط الأمطار على طول الطريق. وبالأمس أحضرتهم، محتضنا المولود الجديد مغطّى ببطانية."

ويكافح الآلاف في وادي البقاع بلبنان خلال أشهر الشتاء القاسية، خاصة كبار السن والصغار. ففي مخيم مجاور، تقف فاطمة التي جاءت من حلب، يعتريها القلق على صحة والدها البالغ من العمر 80 عاما ويتحرك بالكاد:

"لقد أنهكنا البرد. عندما أمطرت وعصفت أمس لم نستطع تدفئة أنفسنا طوال الليل. كل شخص منا مغطّى بأربع بطانيات ومع ذلك لم نكن دافئين. الرياح الباردة كانت تخترق الخيمة. والدي البالغ من العمر ثمانين عاما، مصابا بالسكري والآن بالسعال. الحمامات بعيدة عليه، وعندما تمطر، نغطّيه بالبطانيات ونذهب به إلى الحمامات."

وقد وجدت دراسة استقصائية للمفوضية، أجريت العام الماضي أن 70٪ من أسر اللاجئين السوريين تعيش تحت خط الفقر.

وبحلول نهاية مارس الماضي، تلقت ما يقرب من 27 ألف أسرة مجموعات من مستلزمات الإيواء، كما استفادت أكثر من 2400 أسرة من التحسينات التي جرت على مواقع المستوطنات غير الرسمية، بهدف الحد من الفيضانات الناجمة عن الأمطار في فصل الشتاء والثلوج.