منظور عالمي قصص إنسانية

الأمم المتحدة: دعم الشباب والمهمشين يمكن أن يغير مسار وباء الإيدز

الأمين العام بان كي مون مع بعض المشاركين في حفل خاص لبرنامج الأمم المتحدة المشترك بين منظمات الأمم المتحدة لمكافحة الإيدز بمناسبة اليوم العالمي للإيدز. المصدر: الأمم المتحدة / مارك غارتن
الأمين العام بان كي مون مع بعض المشاركين في حفل خاص لبرنامج الأمم المتحدة المشترك بين منظمات الأمم المتحدة لمكافحة الإيدز بمناسبة اليوم العالمي للإيدز. المصدر: الأمم المتحدة / مارك غارتن

الأمم المتحدة: دعم الشباب والمهمشين يمكن أن يغير مسار وباء الإيدز

اعتمدت خطة التنمية المستدامة لعام 2030 مع الوعد بعدم ترك أي أحد خلف الركب، وهذا الوعد أكثر أهمية في مجال التصدي للإيدز منه في أي مجال آخر. ومن شأن تقديم الدعم للشباب والمعرضين للخطر والمهمشين أن يغير مسار وباء الإيدز.

هذا ما جاء في رسالة الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، بمناسبة اليوم العالمي للإيدز الذي يصادف الأول من كانون الأول ديسمبر. وقد أصبح هذا اليوم واحدا من أشهر الأيام الدولية المتعلقة بالصحة، وفرصة رئيسية لرفع الوعي، وإحياء ذكرى من قضوا، والاحتفال بالانتصارات مثل زيادة فرص الحصول على خدمات العلاج والوقاية.

وقال الأمين العام إنه بعد مرور خمسة وثلاثين عاماً على ظهور متلازمة نقص المناعة المكتسب/الإيدز، يحق للمجتمع الدولي أن ينظر إلى الوراء ببعض الاعتزاز، لافتا إلى أن عليه أيضا أن يتطلع إلى المستقبل بعزم والتزام ببلوغ الهدف المتمثل في القضاء على وباء الإيدز بحلول عام 2030.

وأوضح أن عدد الأشخاص الذين يحصلون على الأدوية المنقذة للحياة تضاعف على مدى السنوات الخمس الماضية، إذ بلغ هذا العدد حاليا 18 مليون شخص.

وفي مقدور العالم، إذا توافرت الاستثمارات المناسبة، أن يسير بخطى حثيثة نحو تحقيق هدفنا المتمثل في حصول 30 مليون شخص على العلاج بحلول عام 2030.

وقد أصبح الحصول على أدوية فيروس نقص المناعة البشرية لمنع انتقال العدوى من الأم إلى الطفل متاحا الآن لأكثر من 75 في المائة من المحتاجين إليه.

إلا أنه أشار إلى أنه على الرغم من إحراز تقدم واضح، فإن المكاسب لا تزال هشة. وقال "النساء الشابات معرَّضات بصفة خاصة لخطر الإصابة في البلدان التي يرتفع فيها معدل انتشار فيروس نقص المناعة البشرية، ولا سيما في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى. ولا تزال فئات رئيسية من السكان تتضرر بصورة غير متناسبة من فيروس نقص المناعة البشرية. فحالات الإصابة الجديدة آخذة في الازدياد في صفوف متعاطي المخدرات بالحقن، وكذلك بين المثليين من الذكور وغيرهم من الذكور الذين يمارسون الجنس مع الذكور."

وأضاف أن وباء الإيدز يتزايد في أوروبا الشرقية وآسيا الوسطى، وهي زيادة تتفاقم بسبب وصمة العار والتمييز والقوانين العقابية. وعلى الصعيد العالمي، يفتقر الأشخاص المحرومون اقتصاديا إلى إمكانية الحصول على الخدمات والرعاية. ويؤدي التجريم والتمييز إلى تعزيز حدوث إصابات جديدة كل يوم. ولا تزال النساء والفتيات على وجه الخصوص متضررات بشدة.

وقال، "يجب أن نضم جهودنا جميعا ونستلهم هذه الروح نفسها من الثبات الذي لا يتزعزع. وإنني بمناسبة هذا اليوم العالمي للإيدز أحيي الجهود الدؤوبة التي يبذلها القادة والمجتمع المدني وزملائي في الأمم المتحدة والقطاع الخاص من أجل النهوض بهذه القضية".

وفي اليوم العالمي للإيدز شرعت البلدان في تنفيذ غايات برنامج الأمم المتحدة المشترك بين منظمات الأمم المتحدة لمكافحة الإيدز "المسار السريع" لعام 2020 والتي تهدف إلى تسريع وتيرة الاستجابة للفيروس وإنهاء الإيدز بحلول عام 2030.

وقال ميشيل سيدي بيه، المدير التنفيذي للبرنامج إن الهدف الطموح للقضاء على وباء الإيدز بحلول عام 2030 كجزء من أهداف التنمية المستدامة، يمثل بعد بلوغه بالكامل، فرصة لا مثيل لها لتغيير مجرى التاريخ إلى الأبد.

وأضاف، "اليوم، نحن نعيش في مجتمعات هشة قد تتسم بعدم الإنصاف نظرا لعدم وصول الخدمات الأساسية إلى المحتاجين. ولتغيير هذه الديناميكية ينبغي أن نقوم بتسريع وتيرة العمل. ونحن نعلم أن تعزيز الخدمات المحلية للوصول إلى فئات رئيسية من السكان سيؤدي إلى مجتمعات أكثر مرونة وقدرة على الصمود، تتمتع بصحة أفضل."

وأوضح أن القضاء على وباء الإيدز “يعني حصول الفتيات المراهقات والشابات على التعليم و وخدمات فيروس نقص المناعة البشرية والصحة الجنسية والإنجابية المناسبة. ويعني أن فئات رئيسية من السكان، مثل متعاطي المخدرات بالحقن والمتحولين جنسيا، لها حق الوصول الكامل إلى الخدمات الصحية المتاحة بكرامة واحترام. ويعني أن يولد كل طفل خال من فيروس نقص المناعة البشرية، وأن لا ينحسر الهدف في إبقاء الأطفال وأهاتهم على قيد الحياة فحسب، بل ازدهارهم أيضا."