منظور عالمي قصص إنسانية

منظمة الصحة العالمية تعزز الاختبار الذاني لتشخيص الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية

آلة حديثة بدعم من الصندوق العالمي لمكافحة الإيدز والسل والملاريا ، تسمح للطاقم الطبي في سجن  في جنوب أفريقيا، بفحص سجناء من المرجح أنهم تعرضوا للإصابة بمرض السل. المصدر: الصندوق العالمي / جون راي
آلة حديثة بدعم من الصندوق العالمي لمكافحة الإيدز والسل والملاريا ، تسمح للطاقم الطبي في سجن في جنوب أفريقيا، بفحص سجناء من المرجح أنهم تعرضوا للإصابة بمرض السل. المصدر: الصندوق العالمي / جون راي

منظمة الصحة العالمية تعزز الاختبار الذاني لتشخيص الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية

أصدرت منظمة الصحة العالمية قبيل اليوم العالمي للإيدز، مبادئ توجيهية جديدة بشأن الاختبار الذاتي لفيروس نقص المناعة البشرية لتحسين الوصول إلى والإقبال على تشخيص المرض. ووفقا لتقرير منظمة الصحة العالمية المرحلي يشكل ضعف مستوى تشخيص الفيروس عقبة رئيسية أمام تنفيذ توصية المنظمة بحصول جميع المصابين على العلاج المضاد للفيروسات القهقرية (ART).

ويكشف التقرير أن أكثر من 18 مليون شخص مصاب بفيروس نقص المناعة البشرية يتلقون العلاج، وعدد مماثل لا يزال غير قادر على الحصول على العلاج، ومعظمهم على جهل باصابتهم. وفي الوقت الراهن، ما زال 40٪ من المصابين (أكثر من 14 مليون نسمة) يجهلون وضعهم. وكثيرون من هؤلاء هم من الأشد تعرضا لخطر الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية وغالبا ما يجدون صعوبة في الوصول إلى خدمات الاختبار الحالية.وقالت الدكتورة مارغريت تشان، المديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية، "الملايين من المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية لا يتلقون العلاج المنقذ للحياة، والذي من شأنه أيضا أن يحد من انتقال الفيروس إلى أشخاص آخرين". من شأن الاختبار الذاتي إتاحة معرفة عدد كبير من الناس بإصابتهم بالفيروس وكيفية الحصول على خدمات العلاج والوقاية."ووفقا للتقرير، يسمح الاختبار الذاتي لفيروس نقص المناعة البشرية، للشخص بأن يعرف من خلال قطرة دم مأخوذة من الإصبع أو عينة من سوائل الجسم إذا كان مصاباً بالإيدز في غضون 20 دقيقة أو أقل. ولابد من أن تؤكد النتيجة الإيجابية للفحص من قبل أخصائي في مجال الصحة. وتوصي منظمة الصحة العالمية بالحصول على المشورة وكذلك الإحالة السريعة لخدمات الوقاية والعلاج والرعاية.ويشير التقرير إلى أن نسبة معرفة الأشخاص الذين يعانون من فيروس نقص المناعة البشرية بوضعهم بين عامي 2005 و 2015 ارتفعت من 12٪ إلى 60٪ على الصعيد العالمي. وقد أدت هذه الزيادة في إجراء اختبار فيروس نقص المناعة البشرية في جميع أنحاء العالم إلى تلقي أكثر من 80٪ من جميع المصابين العلاج المضاد للفيروسات القهقرية.ومازالت نسبة إجراء اختبار فيروس نقص المناعة متدنية بين مختلف المجموعات السكانية. فعلى سبيل المثال، يبقى مستوى معدلات التغطية العالمية للاختبار، والوقاية، والعلاج بين الرجال أدنى منه بين النساء. ويشكل الرجال 30٪ فقط من الأشخاص الذين يخضعون للاختبار. ونتيجة لذلك، لا يحصلون على التشخيص والعلاج المضاد للفيروسات. وهم أكثر عرضة للموت لأسباب تتعلق بفيروس نقص المناعة البشرية.إلا أن معدلات الإصابة بين الفتيات المراهقات والشابات في شرق وجنوب أفريقيا قد تصل إلى ثمانية أضعاف مقارنة بأقرانهم الذكور. ويؤكد التقرير أن نسبة معرفة الفتيات من الفئة العمرية (15-19 سنة) بإصابتهن بالفيروس تقل عن فتاة بين كل خمسة فتيات. كما تتدنى نسبة إجراء الاختبار بين "فئات سكانية رئيسية" وشركاء حياتهم - بما في ذلك الرجال الذين يمارسون الجنس مع الرجال والعاملون في مجال الجنس، ومغايرو الهوية الجنسية، والذين يتعاطون المخدرات باستخدام الحقن، والمساجين - الذين يشكلون حوالي 44٪ من 1.9 مليون إصابة جديدة بفيروس نقص المناعة البشرية بين البالغين سنويا.وما يصل إلى 70٪ من شركاء حياة المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية هم أيضا من المصابين ومعظمهم لم يخضع لإجراء الاختبار. وتوصي المبادئ التوجيهية لمنظمة الصحة العالمية الجديدة بإبلاغ المصابين بالفيروس شركائهم بحقيقة وضعهم، وأيضا تشجيعهم على إجراء الاختبار.وقد ساهمت إتاحة الاختبار الذاتي من مضاعفة عدد الرجال الذين يمارسون الجنس مع الرجال في إجراء الاختبار. ووجدت الدراسات التي أجريت مؤخرا في كينيا أن هناك إقبالا مضاعفا على اختبار فيروس نقص المناعة الذاتي بين شركاء النساء الحوامل مقارنة بالفحص النظامي .وتدعم السياسات الوطنية في ثلاثة وعشرين بلدا حاليا الاختبار الذاتي. فيما تعمل العديد من البلدان الأخرى على وضع السياسات. إلا أن التنفيذ على نطاق واسع يبقى محدودا. وبدورها تدعم منظمة الصحة العالمية التوزيع المجاني لمجموعات الاختبار الذاتي والمناهج الأخرى التي تتيح شراء الاختبار الذاتي بأسعار معقولة. وتعمل منظمة الصحة العالمية أيضا على خفض التكاليف بشكل أكبر لتعزيز الوصول إلى هذا النوع من الاختبار. ويهدف التوجيه الجديد إلى مساعدة البلدان على توسيع نطاق التنفيذ.وتدعم منظمة الصحة العالمية ثلاثة بلدان في جنوب أفريقيا بدأت في تنفيذ الاختبار الذاتي على نطاق واسع من خلال مشروع ستار الممول من المرفق الدولي لشراء الأدوية، فيما تنظر العديد من الدول في اتباع هذا النهج المبتكر للوصول إلى المتخلفين عن الركب.