حلب: الأمم المتحدة تحذر من انخفاض توفر الخدمات الصحية، ومخاوف من انتشار الأمراض المنقولة عبر المياه
وقال طارق جاسرفيتش، المتحدث باسم المنظمة في جنيف، إن مقتل أو فرار طبيب واحد، يحرم أكثر من أربعين سوريا من الاستشارات الطبية يوميا.
وأضاف: "في تموز يوليو وحده، كانت هناك على الأقل عشر هجمات مؤكدة على المرافق الصحية في مدينة حلب، وبعضها قد تعرض للضرب مرتين في غضون اثنتي عشرة ساعة. ووفقا للسلطات الصحية المحلية في شرق مدينة حلب، تعمل ثمانية من أصل عشرة مستشفيات وثلاثة عشر من أصل ثمانية وعشرين مركزا للرعاية الصحية الأولية، بشكل جزئي أو خارج الخدمة نتيجة لهذه الهجمات. وهناك ما لا يقل عن ستة من العاملين في مجال الرعاية الصحية قد قتلوا في مدينة حلب نتيجة للهجمات على الرعاية الصحية في عام 2016."
ووفقا للسلطات الصحية المحلية في شرق مدينة حلب، هناك فقط خمسة وثلاثون طبيبا في المدينة، وقدرتهم على الاستجابة لا تواكب الطلب الزائد. وفي الثاني من آب أغسطس تعرض جراح قلب يعمل تحت ضغط شديد إلى أزمة قلبية.
وهناك أكثر من خمسة عشر طبيبا من الذين كانوا خارج المدينة قبل الحصار أصبحوا الآن غير قادرين على العودة، وهم عازمون على الانضمام لزملائهم داخل المدينة رغم المخاطر والتحديات.
إلى ذلك ذكرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة، يونيسف، أن المياه انقطعت عن شبكة المياه العامة التي تزود مليوني شخص بالماء في حلب، إثر احتدام القتال الذي أدى إلى تدمير شبكات الكهرباء المسؤولة عن ضخ المياه في المدينة.
ووفقا للمنظمة، تم قصف محطة الكهرباء المسؤولة عن ضخ المياه للأجزاء الشرقية والجنوبية في المدينة في 31 تموز يوليو. وتمكنت الجهات الحكومية المسؤولة في الرابع من آب أغسطس من إعادة تشغيل خط كهربائي بديل لإعادة ضخ المياه إلى المدينة، ولكن في غضون أقل من 24 ساعة دمّر القتال العنيف هذه الخطوط بالكامل معرقلاً بذلك كل جهود الإصلاح مما أدى إلى انقطاع المياه عن المدينة بأكملها لأربعة أيام على التوالي.
وفي هذا الشأن، حذر كريستوف بوليارك المتحدث باسم المنظمة في جنيف، من أن حياة الأطفال في خطر محدق، وقال "هذه الانقطاعات تأتي في خضم موجة حرارة، مما يعرض الأطفال لخطر شديد من الأمراض المنقولة عبر المياه ".
ودعت اليونيسف وشركاؤها إلى رفع مستوى الاستجابة الطارئة لتوفير المياه الصالحة للشرب للمدنيين في المدينة. وتُعد الإصلاحات العاجلة في البنية التحتية للكهرباء أمراً في غاية الأهمية، خاصةً وأنّ ضخ المياه هو السبيل الوحيد لتلبية احتياجات مليوني مواطن في مدينة حلب.
وشددت اليونيسف على أهمية السماح للفنيّين من إجراء التصليحات اللازمة في أنظمة توزيع المياه والكهرباء في أقرب وقتٍ ممكن وضمن ظروفٍ آمنة، وهي الطريقة الوحيدة لتزويد كافة سكان المدينة بالمياه الآمنة الصالحة للشرب، كما يجب الامتناع عن قصف البنية التحتية المدنية وخاصةً محطات تزويد المياه والكهرباء.