منظور عالمي قصص إنسانية

من جامعة كامبردج، بان كي مون يدعو إلى التعلم من دروس الماضي في التعامل مع أزمة اللاجئين الحالية

الأمين العام يتسلم شهادة دكتوراة فخرية من جامعة كامبريدج البريطانية
UN Photo/Eskinder Debebe
الأمين العام يتسلم شهادة دكتوراة فخرية من جامعة كامبريدج البريطانية

من جامعة كامبردج، بان كي مون يدعو إلى التعلم من دروس الماضي في التعامل مع أزمة اللاجئين الحالية

قال أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون اليوم الأربعاء، إن الموجات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تضرب شاطئ إحدى المناطق، قد تخلق جدلا وعواصف في جميع المناطق، وذلك في إشارة منه إلى العالم المترابط الذي نعيش فيه.

بان كي مون الذي كان يتحدث في جامعة كامبردج البريطانية بعد تسلمه شهادة دكتوراة فخرية، ذكر أن هناك عددا قليلا من الملاذات الآمنة، قائلا "إما أن يغرق العالم معا أو أن يسبح معا".وفي كلمته أشار بان كي مون إلى الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي ينص بوضوح على "عدم التمييز ضد العرق أو الجنس أو لون البشرة أو الطبقة الاجتماعية أو الجنسية لاستغلال الضعفاء أو تأجيج نيران الكراهية".وأشار إلى التجويع المتعمد للسكان المحاصرين في سوريا، واستعباد النساء والفتيات من قبل داعش وبوكو حرام وغيرهم من المتطرفين العنيفين، وإلى انتقام الحكومات في كثير من الأماكن من المدافعين عن حقوق الإنسان وتقييد الحريات الإعلامية.وفي كلمته التي تأتي قبل يوم من بدء المؤتمر الدولي للمانحين حول سوريا، أثنى الأمين العام على الدول والمواطنين الذين فتحوا أبوابهم تضامنا مع أزمة اللاجئين. لكنه أشار إلى أن "العديد من السوريين وغيرهم الفارين من العنف المروع، يقعون ضحايا مرات عدة، بما في ذلك في وطنهم حيث تستحيل الحياة، وبسبب المهربين والمخاطر الأخرى التي تعترض رحلاتهم، والمعاملة القاسية لدى وصولهم في الأماكن التي يأملون أن يحصلوا فيها على اللجوء".وفي هذا الإطار دعا السيد بان الدول المانحة إلى إظهار تضامن قوي في المؤتمر الإنساني غدا في لندن، قائلا "نحن بحاجة إلى إرجاع الأطفال السوريين إلى المدرسة - فهناك مليونا طفل سوري خارج المدرسة في هذا الوقت، وبحاجة إلى إيصال قوافل المساعدات إلى الأشخاص الذين يعانون من احتياجات ماسة- فهناك 400 ألف شخص على الأقل تقطعت بهم السبل في ما لا يقل عن 15 قرية محاصرة".بان تطرق أيضا إلى الانتقاد الذي تواجهه الأمم المتحدة حيال ما تقدمه لهؤلاء الناس، مشيرا إلى الخطر الكبير الذي يتعرض إليه موظفو الإغاثة الإنسانية، ومثنيا على ما تمكنوا من تقديمه حتى الآن. وأوضح أن المنظمات الإنسانية تمكنت، في عام 2014، من إيصال المساعدات إلى 5٪ من هؤلاء الناس. أما في العام الماضي، فكانت نسبة الوصول أقل بكثير من 5٪، في المنطقة التي تتحكم بها داعش، و 2٪ فقط في المنطقة التي تتحكم بها الحكومة السورية، قائلا "يجب أن تكون الحكومة السورية مسؤولة، وبالطبع علينا أن نقاتل ضد داعش".وفيما يواجه العالم أوسع موجة نزوح عرفها التاريخ، ناشد الأمين العام الدول التحلي بالمسؤولية المشتركة والرحمة، قائلا إن الأسلاك الشائكة، ومصادرة الأصول، والتقليل من قدر الناس الذين يبحثون عن الأمان، يختصر أشباح الأزمات السابقة – التي من المفترض أن تكون دروسا لنا نتعلم منها".