منظور عالمي قصص إنسانية

بان كي مون: أمام الإسرائيليين والفلسطينيين فرصة لإعادة الأمل إلى المنطقة التي يمزقها التعصب والقسوة

من الأرشيف: الأمين العام في مجلس الأمن الدولي. المصدر: الأمم المتحدة / ريك باجورناس
من الأرشيف: الأمين العام في مجلس الأمن الدولي. المصدر: الأمم المتحدة / ريك باجورناس

بان كي مون: أمام الإسرائيليين والفلسطينيين فرصة لإعادة الأمل إلى المنطقة التي يمزقها التعصب والقسوة

أعرب الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون عن انزعاجه الشديد إزاء التقارير التي تفيد بأن الحكومة الإسرائيلية وافقت اليوم على خطط بناء لأكثر من مئة وخمسين وحدة سكنية جديدة في المستوطنات غير الشرعية في الضفة الغربية المحتلة، فيما تتواصل عمليات هدم منازل الفلسطينيين في المنطقة (ج) في الضفة الغربية المحتلة. وكذلك الحال بالنسبة لعقود طويلة من الصعوبات للفلسطينيين في الحصول على تراخيص بناء.

جاء ذلك في كلمته التي ألقاها اليوم في جلسة مجلس الأمن التي عقدت حول الشرق الأوسط، أكد فيها على أن الإحباط الفلسطيني ينمو تحت وطأة نصف قرن من الاحتلال وشلل عملية السلام.

وأشار بان كي مون إلى اجتماعات ممثلي اللجنة الرباعية مع المسؤولين الفلسطينيين والإسرائيليين الشهر الماضي، وتأكيدهم على الحاجة الملحة لاتخاذ خطوات ذات مغزى لتعزيز المؤسسات والأمن والآفاق الاقتصادية الفلسطينية، مع معالجة المخاوف الأمنية الإسرائيلية.

"تغيير السياسات الإسرائيلية أمر أساسي في النهوض بهذا الهدف، ولا سيما في المنطقة (ج) التي تسيطر عليها إسرائيل، التي تضم واحدا وستين في المئة من أراضي الضفة الغربية وتعد موطنا لحوالي ثلاثمائة ألف فلسطيني. إن الموافقات على الخطط الرئيسية للقطاعات الفلسطينية من المنطقة (ج) ستسمح بالنمو الذي تشتد الحاجة إليه في هذه المناطق وتمنع الهدم. إن التقدم نحو السلام يتطلب تجميد المشروع الاستيطاني الإسرائيلي. إن مواصلة الاستيطان هي إهانة للشعب الفلسطيني والمجتمع الدولي. إنها تثير بحق أسئلة جوهرية حول التزام إسرائيل بحل الدولتين."

وفيما يتعلق بالوضع الإنساني في غزة، ذكر السيد بان أن الوضع محفوف بالمخاطر، مشيرا إلى أن الأوضاع في غزة تشكل تهديدا خطيرا للسلام والأمن على المدى الطويل في المنطقة.

وحث الأمين العام الفصائل الفلسطينية على تعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية الحقيقية على أساس الديمقراطية ومبادئ منظمة التحرير الفلسطينية، وقال:

"المصالحة أمر بالغ الأهمية من أجل إعادة توحيد الضفة الغربية وقطاع غزة تحت سلطة فلسطينية شرعية واحدة. معالجة الانقسامات الفلسطينية حاسمة أيضا حيث يمكن للفلسطينيين تركيز طاقاتهم على إقامة دولة مستقرة في إطار حل الدولتين عن طريق التفاوض. إن الوحدة الحقيقية ستعمل على تحسين قدرة الحكومة الفلسطينية على مواجهة المشاكل الاقتصادية الملحة التي تضيف إلى الإحباط والغضب اللذين يقودان إلى العنف الفلسطيني. وعلى المجتمع الدولي أيضا مسؤولية، وليس أقلها الاستجابة بسخاء لنداء الطوارئ الأخير للأونروا بأكثر من أربعمائة مليون دولار لدعم الفلسطينيين المستضعفين."

ودعا الأمين العام الطرفين إلى منع انزلاق حل الدولتين بعيدا إلى الأبد، وقال:

"دعم وتنفيذ هذه الرؤية، دولتان تعيشان جنبا إلى جنب في سلام وأمن، توفر الوسيلة الوحيدة التي يمكن أن تحتفظ بها إسرائيل على أغلبيتها اليهودية ووضعها الديمقراطي. وبينما لا يزال إرهاب التطرف يعصف بمنطقة الشرق الأوسط على نطاق واسع، فإن لدى الإسرائيليين والفلسطينيين فرصة لإعادة الأمل إلى المنطقة التي يمزقها التعصب والقسوة. وأحثهم على قبول هذا التحدي التاريخي من أجل المصلحة المتبادلة لتحقيق السلام. "

وأكد السيد بان على أن المجتمع الدولي بأسره يجب أن يكون أكثر التزاما من أي وقت مضى بمساعدة الفلسطينيين والإسرائيليين لإعادة بناء الثقة وتحقيق سلام دائم قبل فوات الأوان.