من العصر الذهبي للإسلام إلى عصر الضوئيات : الاحتفال بمساهمات الضوء في المجتمع
ويشار إلى أن ابن الهيثم، فتح قبل ألف سنة، في البصرة، آفاقا جديدة في المنهجية العلمية وآفاقا جديدة من خلال دراسة سلوك وخصائص الضوء. وقد أدى هذا المجال من البحوث منذ ذلك الوقت إلى بلورة التكنولوجيات التي أخذت اليوم بإعادة تفصيل مجتمعاتنا المعاصرة. من أجل استكشاف المساهمات حاسمة لابن الهيثم والثقافة الإسلامية في ظهور العلوم وسبر آفاق جديدة للإبداع البشري.
وقالت المديرة العامة لليونسكو، إيرينا بوكوفا في الكلمة الافتتاحية للمؤتمر، "اليوم، في زمن التغيرات الكبرى التي يشهدها عالمنا، حيث ينتشر الجهل والتطرف العنيف، من الضروري أن نقوم بكل ما يلزم من أجل تدريس التاريخ المشترك للإنسانية، والتعريف بتاريخ النساء والرجال والأعمال التي أنجزوها في الماضي وتأثيرها على عالمنا اليوم. إن ابن الهيثم يقف شامخا في نادي الخالدين كواحد من كبار العلماء والإنسانيين."
وأضافت بوكوفا: "إن القرن العشرين هو قرن الالكترونيات. وسيكون القرن الحادي والعشرون قرن الضوئيات". وسلطت الانتباه على الدور الأساسي للدراسات الضوئية في تطور وسائل الاتصال والتكنولوجيا والصحة والطاقة، مضيفة: "من الألواح الشمسية للإضاءة، والتقدم في التطبيقات المستندة على البصريات تساعد على تحقيق أهداف التنمية الكبرى في المجتمعات في جميع أنحاء العالم، لتغيير حياة الملايين من النساء والرجال، من خلال توفير الطاقة والحرارة، خصوصا للأكثر تهميشا".
ويشارك في المؤتمر باحثون وأكاديميون ومؤرخون وعلماء وصانعو قرار من مختلف أنحاء العالم، حيث سيجري البحث حول إرث ابن الهيثم، وتاريخ علم البصريات وإمكانات التجديد والابتكار في تكنولوجيات الضوء. والهدف هو تركيز الأنظار على ما قام به العلماء العرب في المرحلة الوسيطة في مجالات تطوير العلوم الحديثة، والإضاءة على التحديات المعاصرة في الأبحاث في مجال العلوم والتقنيات التي تستخدم الضوء.
ويسعى المؤتمر إلى تقديم إمكانات الحلول المبتكرة المستندة إلى الضوء لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، ولاسيما في مجال الطاقة، والتعرف على التحديات الحالية التي تواجه البحث العلمي في العلوم والتكنولوجيات القائمة على الضوء.
وتمثل السنة الدولية للضوء وتقنيات الضوء، (2015) فرصة فريدة للتوعية على الصعيد العالمي بإمكانات التكنولوجيات التي تستند إلى الضوء في ما يتعلق بتوفير حلول تتيح التصدي للتحديات العالمية في مجموعة من المجالات منها الطاقة والتعليم والزراعة والصحة.