منظور عالمي قصص إنسانية

الفاو: تزايد حِدة انعدام الأمن الغذائي في أفغانستان

القمح. المصدر:ارين/ ديفيد جوخ
القمح. المصدر:ارين/ ديفيد جوخ

الفاو: تزايد حِدة انعدام الأمن الغذائي في أفغانستان

أرتفع عدد من يبيعون أراضيهم في أفغانستان أو يلجأون إلى الأصدقاء أو الأسرة للمساعدة، تحت وطأة تفاقم انعدام الأمن الغذائي في هذا البلد الآسيوي خلال العام الماضي، وفقاً لتقرير مشترك صدر اليوم عن الأمم المتحدة والوكالات الشريكة.

وأورد تقرير "تقييم عام 2015 للأمن الغذائي الموسمي في أفغانستان"، الصادر عن شعبة تكتل الأمن الغذائي والزراعة في أفغانستان، أن ذروة المواسم العجاف شهدت ارتفاع عدد الأفغان الذين يواجهون انعدام الأمن الغذائي الحاد من 4.7 في المائة من مجموع السكان إلى 5.9 في المائة، حسب الحالة السائدة خلال الاثني عشر شهراً الماضية. ويعني ذلك أن أكثر من 1.5 مليون شخص الآن يُصنفون كضحايا لانعدام الأمن الغذائي الشديد، أي بزيادة 317000 شخص. ويُصنف 7.3 مليون شخص آخرين- أي أكثر من واحد من كل أربعة أفغان- باعتبارهم يعانون نسبياً "انعدام معتدل في الأمن الغذائي". وقال الخبير كلود جيبيدار، الممثل والمدير القطري لبرنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة في أفغانستان، "حين يلجأ السكان إلى هذه التدابير، لا تصبح لديهم القدرة على التجاوب مع الصدمات في المستقبل"، مضيفاً أن "هذه الأرقام مقلقة للغاية، وبخاصة في بلد أكثر من ثلث سكانه يعانون بالفعل من انعدام الأمن الغذائي. بل ويمكن أن نعتبر التقرير نذيراً بأن الأشهر الاثني عشر المقبلة ستشهد فورة في أعداد من هم في أشد الحاجة إلى الغذاء والمساعدات الإنسانية الأخرى".ومن جانبه قال الخبير توميو شيكيري، ممثل منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة، فاو، في أفغانستان، "بالرغم من أن أفغانستان ستنتج أكثر قليلاً من القمح هذا العام، فلن يكون في مقدور عدد كبير من الفقراء والجياع شراء المواد الغذائية من السوق"، مضيفاً ، "القضية هي الوصول إلى الغذاء عوضاً عن إنتاجه. ولا بد من ايلاء اهتمام خاص للأسر التي ترأسها نساء... وللنازحين من أجل تحسين فرص حصولهم على لقمة العيش، والنهوض بسبل المعيشة القائمة على الزراعة".ويبيّن التقرير أن الأسر التي ترأسها النساء يُرجح أن تواجه انعدام الأمن الغذائي الشديد بنسبة تبلغ ما يقرب من 50 في المائة مقارنة بالأسر الأخرى في أفغانستان، نظراً إلى أن نظامها الغذائي أفقر بكثير من أقرانها، وتحقق دخلاً أقل بكثير. ومن المحتمل أن تلجأ النساء من أرباب الأسر إلى إجراءات طوارئ، من قبيل التسول. كما يعاني النازحون عن ديارهم بسبب النزاعات أو الكوارث، ولا سيما أولئك الذين يعيشون في الخيام، من فقر الوجبات الغذائية، وتحتاج محافظتا خوست وبكتيكا، حيث لجأ أكثر من 35000 أسرة، إلى دعم فوري للحيلولة دون تفاقم انعدام الأمن الغذائي في حالتهم.ويفيد كل من برنامج الأغذية العالمي، ومنظمة "فاو"،و تكتل الأمن الغذائي والزراعة في أفغانستان، والسلطات الحكومية بأن نقص التمويل قد يفاقم من هذه الأوضاع إلى أبعد من ذلك.