منظور عالمي قصص إنسانية

مالي: المديرة العامة لليونسكو تشيد بجهود سكان تمبكتو لإعادة بناء الأضرحة في المدينة

تعهدت منظمة اليونسكو والاتحاد الأوروبي لإعادة بناء التراث الثقافي لمدينة تمبكتو. الصورة: اليونسكو / إف. باندارين
تعهدت منظمة اليونسكو والاتحاد الأوروبي لإعادة بناء التراث الثقافي لمدينة تمبكتو. الصورة: اليونسكو / إف. باندارين

مالي: المديرة العامة لليونسكو تشيد بجهود سكان تمبكتو لإعادة بناء الأضرحة في المدينة

زارت المديرة العامة لليونسكو، إيرينا بوكوفا في عطلة نهاية الأسبوع أضرحة مدينة تمبكتو في مالي، التي إعيد بناؤها بعد ثلاث سنوات من تدميرها على يد الجماعات المسلحة.

وأشادت إيرينا بوكوفا بالعمل الذي قام به عمال البناء في تمبكتو الذين كان تضافر جهودهم واتقانهم للمهارات التقليدية من العوامل الحاسمة في إعادة بناء الأبنية التي نالها التدمير. وقالت المديرة العامة في هذا الصدد، "إن شجاعتكم إنما تمثل درساً للتسامح والحوار والسلام، فضلاً عن كونها تحدياً لجميع المتطرفين، وهو تحد يتجاوز إلى أبعد من حدود مالي. أما ما اضطلعتم به من عمل من أجل صون العناصر الأساسية لتاريخ بلادكم فهو بمثابة الدليل على أن مالي أخذت في النهوض والوحدة واكتساب الثقة."

وجدير بالذكر أن أضرحة تمبكتو، التي تمثل مقصداً للحج يرتادها سكان مالي والبلدان المجاورة الواقعة غرب أفريقيا، كانت من العناصر الأساسية للتعاليم الدينية، إذ أنه، وفقاً للمعتقدات الشعبية، تمثل هذه الأضرحة الحصن المنيع الذي يحمي المدينة من كافة المخاطر. وقد أُدرج ستة عشر منها في قائمة التراث العالمي؛ وتم تدمير أربعة عشر ضريحاً، وهو ما يمثل مأساة كبرى للمجتمعات المحلية. وكان للأهمية القصوى لهذه الآثار أن طلبت حكومة مالي، في أيار/ مايو 2013، مساعدة الشركاء في الخارج، ومن بينهم اليونسكو، وذلك من أجل إعادة بنائها

وتجدر الإشارة إلى أن اليونسكو نفذت أعمال إعادة البناء بدعم من العديد من الشركاء المعنيين بالأمور المالية والتقنية، ومن بينهم الاتحاد الأوروبي وسويسرا والنرويج وفرنسا، فضلاً عن أفرقة بعثة الأمم المتحدة المتعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في مالي. وقالت المديرة العامة لليونسكو "هذا هو ردنا على التطرف. وهو مثال للسعي الناجح لإدماج الثقافة في جهود تشييد السلام، ولمساهمتنا في اتفاقات السلام المبرمة حديثاً؛ وسنواصل المضي في هذا السبيل".

وقالت اليونسكو إن إعادة بناء أضرحة تمبكتو، التي يعود تاريخ أقدمها إلى القرن الثالث عشر، إنما يمثل تحدياً معمارياً وتقنياً. فقد كانت المرحلة الأولى من الأعمال، التي بدأت في آذار/ مارس 2014، بمثابة ساحة تعمير رائدة. أما المرحلة الثانية، التي استهلت في شباط/ فبراير 2015، فقد أوشكت على الانتهاء.