منظور عالمي قصص إنسانية

خبير حقوقي يستنكر "الفشل الذريع للدبلوماسية" وسط تصاعد حدة الصراع

رئيس اللجنة الدولية المستقلة للتحقيق في الانتهاكات في سوريا باولو سيرجيو بينيرو، في مؤتمر صحفي في جنيف. من صور الأمم المتحدة / جان مارك فيري
رئيس اللجنة الدولية المستقلة للتحقيق في الانتهاكات في سوريا باولو سيرجيو بينيرو، في مؤتمر صحفي في جنيف. من صور الأمم المتحدة / جان مارك فيري

خبير حقوقي يستنكر "الفشل الذريع للدبلوماسية" وسط تصاعد حدة الصراع

قال سيرجيو بينيرو رئيس اللجنة الدولية المستقلة للتحقيق في الانتهاكات في سوريا إن السوريين ما زالوا يفقدون حياتهم وديارهم وسبل كسب رزقهم في صراع تبذل فيه محاولات ضئيلة، إن وجدت، للامتثال للقانون الدولي.

وأضاف أن فشل الأطراف المتحاربة في حماية المدنيين، بالإضافة إلى ما يبدو أنه قرار متعمد من تلك الأطراف بتعريض المدنيين للخطر، أديا إلى معاناة لا يمكن وصفها.

وقال أمام مجلس حقوق الإنسان في جنيف في وقت سابق من صباح اليوم، "إن استمرار الحرب يمثل فشلا ذريعا للدبلوماسية، وإن غياب العمل الحاسم من المجتمع الدولي يغذي ثقافة الإفلات من العقاب التي أصبحت متجذرة. مع المحافظة على ضرورة التوصل إلى حل سياسي، عمقت بعض التدخل العسكري، وإبرزت تدويل النزاع ".

وتأتي تصريحات السيد بينيرو في ظل إطلاق لجنة الأمم المتحدة الدولية المستقلة لتقصي الحقائق في سوريا، التي يترأسها، آخر تقرير لها بشأن الحالة على أرض الواقع، مشيرة إلى أنه وسط قصف الحكومة وعنف الجماعات المسلحة، يعيش المدنيون السوريون حياة محفوفة بالمخاطر على نحو متزايد.

"مع كل يوم يمر تتقلص الأماكن الآمنة في سوريا، كما يتضح من النزوح الجماعي للمدنيين داخل وخارج البلاد. الهجمات العشوائية على المناطق المدنية المأهولة في جميع أنحاء البلاد ترتكب من قبل معظم، إن لم يكن كل الأطراف المتحاربة."

ومسلطا الضوء على الأحداث على الأرض، أشار السيد بينيرو أيضا لحصار الحكومة السورية لمخيم اليرموك في دمشق حيث لا زال الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين، بمن فيهم الأطفال محاصرين، "المدنيون يتضورون جوعا حتى الموت، أو يلقون حتفهم من مرض مزمن أو بسبب إصابات في القصف الجوي ويفتقرون إلى الرعاية الطبية".

"الشعب السوري يستحق التزاما واضحا بمساعدته في إحلال السلام في بلاده. وخلق ظروف قابلة للمفاوضات هو مسؤولية مشتركة".

"لا يمكن تحقيق ذلك من دون أن يتم وضع المصالح الضيقة للبعض جانبا، وتلاحم جهود مجتمع يحمل في حد ذاته ليس فقط المثل العليا لحقوق الإنسان، ولكن أيضا الإدراك أنه بدون السلام والعدالة في سوريا، سيعاني العالم أجمعه من العواقب ".