منظور عالمي قصص إنسانية

الأمم المتحدة: إسرائيل وحماس ارتكبتا ما يرقى إلى جرائم حرب

ماري ماكغوان ديفيس ، رئيسة اللجنة المستقلة لتقصي الحقائق حول صراع غزة عام 2014، في مؤتمر صحفي في جنيف. صور الأمم المتحدة / جان مارك فيري
ماري ماكغوان ديفيس ، رئيسة اللجنة المستقلة لتقصي الحقائق حول صراع غزة عام 2014، في مؤتمر صحفي في جنيف. صور الأمم المتحدة / جان مارك فيري

الأمم المتحدة: إسرائيل وحماس ارتكبتا ما يرقى إلى جرائم حرب

خلص تحقيق للأمم المتحدة نشر اليوم الاثنين في جنيف إلى أن إسرائيل والمجموعات المسلحة الفلسطينية ارتكبتا على الأرجح جرائم حرب خلال الصراع الذي دار في غزة صيف 2014.

وأفاد التقرير بأن لجنة التحقيق المستقلة التابعة للأمم المتحدة حول صراع 2014 في غزة "جمعت معلومات مهمة تؤكد احتمال أن تكون إسرائيل والمجموعات الفلسطينية المسلحة ارتكبت جرائم حرب".وقد أسفرت العملية العسكرية الإسرائيلية التي نفذت بين شهري يوليو /تموز وأغسطس /آب 2014، واستمرت 51 يوما، عن مقتل 1.462 مدنيا فلسطينيا، ثلثهم من الأطفال. وخلال الفترة نفسها قتل ستة مدنيين إسرائيليين. وأشار التقرير الى أنه في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية قُتِل 27 فلسطينياً وجُرِح 3020 في الفترة ما بين يونيو/ حزيران و أغسطس/ آب من العام ذاته. وقالت رئيسة اللجنة القاضية الأميركية من نيويورك، ماري ماكغوان ديفيس، في مؤتمر صحفي "إن مدى الدمار والمعاناة الإنسانية في قطاع غزة غير مسبوقين، وسيؤثران على الأجيال القادمة".وأشارت رئيسة اللجنة إلى "القوة التدميرية" التي استخدمت في غزة، حيث شنت إسرائيل أكثر من ستة آلاف غارة جوية، وأطلقت حوالي 50 ألف قذيفة مدفعية خلال العملية التي استمرت 51 يوما. بينما أطلقت الفصائل والمجموعات المسلحة الفلسطينية 4881 صاروخا و1753 قذيفة هاون باتجاه إسرائيل، مما أدى إلى مقتل 6 مدنيين في الجانب الإسرائيلي، وإصابة 1600 على الأقل.وأشار التقرير إلى مقتل مئات من المدنيين الفلسطينيين في منازلهم، خاصة من النساء والأطفال، مرفقا بشهادة لأحد أفراد عائلة النجار بعد غارة أدت إلى مقتل 19 من أفراد عائلته في خان يونس في 26 من يوليو الماضي. وقال الرجل "كلنا متنا في ذلك اليوم حتى من بقوا على قيد الحياة".وذكر التقرير أن 142 عائلة على الأقل فقدت ثلاثة أفراد أو أكثر في هجوم على المباني السكنية خلال الحرب الصيف الماضي، ما أدى إلى مقتل 742 شخصا.وأضاف التقرير، "حقيقة أن إسرائيل لم تعدل عن شنها للضربات الجوية - حتى بعدما اتضحت آثارها الوخيمة على المدنيين - تثير التساؤل عما إذا كان هذا جزءا من سياسة أوسع وافق عليها - ضمنيا على الأقل - أكبر المسؤولين في الحكومة". وأعربت اللجنة عن قلقها إزاء الاستخدام الواسع النطاق من جانب إسرائيل للأسلحة التي تسبب إصابات على امتداد مساحة واسعة، مشيرة إلى أنه على الرغم من أن هذه الأسلحة مشروعة، إلا أنه من المرجح أن يؤدي استخدامها في المناطق ذات الكثافة السكانية العالية إلى مقتل كل من المقاتلين والمدنيين دون تمييز.وتشير استنتاجات اللجنة أيضا إلى وجود اتجاه للجيش الإسرائيلي لتحذير سكان الحي في البداية لمغادرة المنطقة واعتبار ما تبقى من السكان كمقاتلين تلقائيا. وقالت اللجنة إن هذه الممارسة، "تجعل من الهجمات ضد المدنيين أمراً محتملاً جداً".ويشير التقرير أيضا إلى ما ذكره شهود عيان عن وقوع انفجار كل عشر ثوان في غزة في بداية أغسطس/ آب 2014، حين شن الجيش الإسرائيلي عملية كبرى بعد تلقي معلومات تفيد بالقبض على أحد جنوده. وأشارت السيدة ديفيس قائلة، "حين يتعلق الأمر بأمن جندي إسرائيلي، يبدو أنه يمكن تجاهل جميع القواعد".وتسببت أعمال القتال أيضا ب "محنة هائلة" وتعطلت حياة المدنيين في إسرائيل، وفقا للجنة.وقال التقرير إنه يبدو أن إطلاق النار العشوائي للآلاف من الصواريخ وقذائف الهاون ضد إسرائيل كان يهدف إلى نشر الرعب بين المدنيين.بالإضافة إلى ذلك، اكتشف الجيش الإسرائيلي 14 نفقا يربط قطاع غزة بإسرائيل، استخدمت لمهاجمة الجنود الإسرائيليين خلال هذه الفترة. ووفقا للتقرير، فإن معرفة وجود هذه الأنفاق سبب القلق للمدنيين الإسرائيليين الذين كانوا يخشون هجوم المسلحين في أي وقت.وأعربت اللجنة عن قلقها إزاء "ما يبدو زيادة استخدام الذخيرة الحية للسيطرة على الحشود من قبل قوات الأمن الإسرائيلية." واستنكر أعضاء اللجنة أيضا الإفلات من العقاب السائد في إسرائيل بشأن انتهاكات يزعم أنها ارتكبت من قبل القوات الإسرائيلية في كل من غزة والضفة الغربية، لا سيما قرار إسرائيل بوقف التحقيق الجنائي في مقتل أربعة أطفال على الشاطئ في غزة، في 16 يوليو/ تموز الماضي.