منظور عالمي قصص إنسانية

في اليابان أمين عام الأمم المتحدة يحث على التضامن العالمي لتعزيز القدرة على مواجهة الكوارث وتعزيز التنمية

UN Photo/Eskinder Debebe
UN Photo/Eskinder Debebe
UN Photo/Eskinder Debebe

في اليابان أمين عام الأمم المتحدة يحث على التضامن العالمي لتعزيز القدرة على مواجهة الكوارث وتعزيز التنمية

فيما تجمع زعماء العالم في سينداي، اليابان، للاتفاق على إطار عمل جديد لإدارة مخاطر الكوارث من شأنه أن يخفض من معدل الوفيات والحد من الخسائر الاقتصادية، أعلن الأمين العام بان كي مون أن الاستجابة للاحتياجات المتزايدة في العالم تتطلب تمكين الأفراد ودعم المجتمعات وتوفير الموارد.

وقال السيد بان في كلمة افتتاح المؤتمر العالمي الثالث للحد من مخاطر الكوارث "المرونة الحقيقية تأتي من الروابط القوية بين الدول والمجتمعات. تلتزم الأمم المتحدة بتعزيز هذه الروابط بخطة عمل موحدة."وأشار إلى أن الاجتماع الذي يستقطب الآلاف من ممثلي الحكومات والمجتمع المدني، يأتي بعد أيام فقط من الذكرى الرابعة للزلزال المدمر الذي ضرب منطقة سينداي، ووسط إعصار قوي يهدد جزيرة فانواتو وجيرانها في المحيط الهادئ.ويهدف المؤتمر الذي يختتم أعماله الأربعاء 18 مارس آذار، إلى تحديث الاتفاق التاريخي قبل عقد من الزمن في هيوغو، باليابان، والذي نص على خطة العمل المطلوبة من جميع القطاعات ومختلف الجهات الفاعلة للحد من الخسائر الناجمة عن الكوارث.وأضاف الأمين العام، "ما نناقشه هنا هو حقيقة واقعة بالنسبة للملايين. ينبغي أن تتصدر احتياجاتهم المفاوضات بشأن هذا الاتفاق ". ومشيرا إلى إلاعصار الذي ضرب جزيرة فانواتو أعرب السيد بان عن تعازيه لشعب فانواتو وممثليهم، مضيفا: "نعرب عن تعاطفنا مع جميع ضحايا الكوارث. وأفضل تكريم لهم هو أن نعمل على إنجاح هذا المؤتمر"..في الواقع، قال السيد بان، إن الوفود المجتمعة جعلت من هذا المؤتمر أرفع مستوى اجتماع حول الحد من مخاطر الكوارث في التاريخ. "هذه هي المحطة الأولى في رحلتنا لمستقبل جديد ... لوضع البشرية على مسار مستدام. الحد من مخاطر الكوارث يقود التقدم في مجال التنمية المستدامة وتغير المناخ ".ومؤكدا أن النتيجة التي نطمح إليها في سينداي من شأنها أن تضع المجتمع الدولي على مسار جدول أعمال تنمية مستدامة جديدة بأهداف عالمية جديدة في جوهره، بما في ذلك وضع اتفاق عالمي بشأن المناخ والتمويل اللازم لترجمة الخطط إلى نتائج، أشار الأمين العام إلى أن سينداي تطلق بداية عام حاسم بشكل خاص للأمم المتحدة، مع اجتماع قادة العالم في أديس أبابا في يوليو تموز لمناقشة تمويل التنمية، ثم في نيويورك في سبتمبر أيلول لاعتماد جدول أعمال التنمية الجديد، وأخيرا في باريس في ديسمبر كانون الأول لتشكيل اتفاق تغير مناخ ملزم وذي مغزى."الاستدامة تبدأ في سينداي!" ومؤكدا أهمية البناء على النجاحات التي تحققت في إطار عمل هيوغو، تابع قائلا "يتعين علينا الاستجابة للاحتياجات المتزايدة في العالم من خلال تمكين الأفراد، ودعم المجتمعات المحلية وتوفير الموارد. وعلى وجه الخصوص مساعدة الأكثر فقرا وضعفا ".وأوضح أن تغير المناخ يزيد من المخاطر لمئات الملايين من البشر ولا سيما في الدول الجزرية الصغيرة والمناطق الساحلية النامية. وتضع الكوارث الأشخاص ذوي الإعاقة وكبار السن في خطر محدق. وبالإضافة إلى ذلك، تسع من عشر حالات وفاة تحدث في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل."تحتاج هذه الدول إلى اهتمام خاص. ولكن الحد من مخاطر الكوارث في مصلحة الجميع - وهو مسؤولية الجميع. وفي هذا الاقتصاد المعولم، عالمنا أصغر من أي وقت مضى. زلزال في بلد واحد يهز الأسواق المالية في بلد آخر. العواصف الاستوائية في منطقة تسبب الاضطراب الاقتصادي في منطقة آخرى". وقال "الحد من مخاطر الكوارث هو الدفاع من آثار تغير المناخ. إنه استثمار ذكي لرجال الأعمال واستثمار حكيم لإنقاذ الأرواح "، موضحا أن قيمة الضرر السنوي العالمي يتجاوز 300 مليار دولار.وشدد الأمين العام على أن المرونة ليست مجرد المباني القوية التي يمكن أن تتحمل الزلازل. "المرونة الحقيقية تأتي من روابط قوية بين الدول والمجتمعات. وتلتزم الأمم المتحدة بتعزيز هذه الروابط بخطة عمل موحدة. دعونا نعمل بروح من التضامن العالمي لجعل عالمنا أكثر أمانا وازدهارا للجميع."ومن جانبه أشار شينزو آبي، رئيس وزراء اليابان، إلى حجم الزلزال الذي ضرب منطقة توكوهو، وأودى بحياة 20 شخصا وألحق الضرربالعديد من سبل العيش، وشدد على أهمية "إعادة البناء بشكل أفضل"، ومراجعة خطط إدارة الفيضانات بانتظام، وتعزيز السدود، وبناء القنوات ونشر الوعي والمعرفة. وقال إن الجهود تؤتي ثمارها - فقبل 60 عاما، تسببت الفيضانات في كثير من الأحيان في إزهاق آلاف الأرواح، والآن من النادر أن يسبب الفيضان مقتل أكثر من مائة شخص. في لقاءاته على هامش المؤتمر، التقى الأمين العام مع رئيس الوزراء آبي، وناقشا من بين أمور أخرى، مواجهة التطرف العنيف والتصدي للتهديد الذي يشكله تنظيم داعش، وأعرب الأمين العام عن تعازيه لحكومة وشعب اليابان عن عملية القتل المروع للمواطنين كينجي جوتو وهارونا يوكاوا على يد داعش. كما ناقش الأمين العام ورئيس االوزراء الأزمة السورية، بما في ذلك المؤتمر القادم للمانحين في الكويت، فضلا عن السلام في الشرق الأوسط وإصلاح الأمم المتحدة.