منظور عالمي قصص إنسانية

المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية: تقاعس مجلس الأمن بشأن دارفور "يشجع الجناة فقط"

UN Photo/Loey Felipe
UN Photo/Loey Felipe
UN Photo/Loey Felipe

المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية: تقاعس مجلس الأمن بشأن دارفور "يشجع الجناة فقط"

قالت المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية، فاتو بنسودا، إنه يتعين على مجلس الأمن إعادة النظر في نهجه للأزمة المتدهوره في دارفور وملاحقة الأشخاص المسؤولين عن الفظائع، فيما انتقدت بشدة عدم اتخاذ أية خطوات ضد الجرائم التي ارتكبت في المنطقة التي مزقتها الحرب.

وأضافت بنسودا في كلمتها أمام المجلس صباح اليوم أنه "قد أصبح من الصعب على نحو متزايد بالنسبة لي المثول أمامكم والحديث إليكم بينما كل ما أقوم به هو تكرار نفس الأشياء، ومعظمها معروفة جيدا لهذا المجلس. وحتى الآن، لم يتم تقديم أي من هؤلاء إلى العدالة، ومنهم مازال متورطا في الفظائع التي ترتكب ضد المدنيين الأبرياء".وتأتي إحاطة السيدة بنسودا للمجلس وسط تدهور المناخ الأمني والأزمة الإنسانية في المنطقة السودانية مع ارتفاع حدة الأعمال العدائية بين القوات الحكومية والحركات المسلحة، والصراعات الطائفية، وارتفاع حاد في معدل الجريمة وأعمال السرقة والنهب.ومع ذلك، أضافت المدعية العامة، لم يتدهور الوضع في دارفور فقط، بل أصبحت الوحشية التي ترتكب بها الجرائم هناك "أكثر وضوحا". وحذرت من أن النساء والفتيات يتحملن وطأة الهجمات المتواصلة "على المدنيين الأبرياء".وقد أثارت مزاعم جديدة لاغتصاب جماعي ل 200 امرأة في تابت، في شمال دارفور، على سبيل المثال، المخاوف بشأن الوضع الأمني العام في المنطقة والسلامة العامة للنساء والفتيات في المنطقة. وقد أعلنت البعثة المختلطة للاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة في دارفور (يوناميد) مؤخرا أنها شرعت في التحقيق، لكنها قالت إن فريقها لم يجد أدلة تؤكد الادعاءات، ولم تتلق أية معلومات بشأن الأفعال المزعومة. وفي نفس الوقت أكد زعماء المجتمع بالقرية للفريق أنهم يعيشون في سلام ووئام مع السلطات العسكرية المحلية بالمنطقة. ومع ذلك، أشارت السيدة بنسودا إلى أن يوناميد منعت من الوصول الكامل إلى تابت، "وبالتالي احبطت التحقيقات الكاملة والشفافة" وأكدت أنه "من غير المقبول" إجراء مثل هذه التحقيقات في وضع يسيطر فيه الجناة سيطرة فعلية على ضحاياهم".وأشارت إلى أن قضاة المحكمة الجنائية الدولية خلصوا بالفعل إلى وجوب مثول بعض الأفراد في السودان أمام المحكمة الجنائية الدولية للرد على اتهامات ومنهم الرئيس السوداني عمر البشير، والذي صدر أمر بالقبض عليه. وأكدت أنه حتى يحدث المجلس "تحولا كبيرا" لنهجه في اعتقال المشتبه بهم في دارفور، فإنه سيكون من الصعب بالنسبة لها وللمحكمة الجنائية الدولية مواصلة القيام بعملهم.