منظور عالمي قصص إنسانية

محمود عباس: من المستحيل العودة إلى مفاوضات تعجز عن التعامل مع جوهر القضية

محمود عباس، رئيس دولة فلسطين. المصدر: الأمم المتحدة / إيفان شنايدر
محمود عباس، رئيس دولة فلسطين. المصدر: الأمم المتحدة / إيفان شنايدر

محمود عباس: من المستحيل العودة إلى مفاوضات تعجز عن التعامل مع جوهر القضية

أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس استحالة العودة إلى دوامة مفاوضات تعجز عن التعامل مع جوهر القضية، مشددا على عدم جدوى أو مصداقية مفاوضات تفرض إسرائيل نتائجها المسبقة بالاستيطان وبطش الاحتلال.

"لا معنى ولا فائدة ترتجى من مفاوضات لا يكون هدفها المتفق عليه إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وقيام دولة فلسطين وعاصمتها القدس على كامل الأراضي الفلسطينية التي تم احتلالها في حرب عام 1967. ولا قيمة لمفاوضات لا ترتبط بجدول زمني صارم لتنفيذ هذا الهدف. آن لهذا الاحتلال الاستيطاني أن ينتهي الآن."

وفي كلمته أمام الجمعية العامة قال محمود عباس إن فلسطين والمجموعة العربية قامتا خلال الأسبوعين الماضيين باتصالات مكثفة مع المجموعات الإقليمية بالأمم المتحدة للإعداد لتقديم مشروع قرار في مجلس الأمن حول النزاع الفلسطيني الإسرائيلي ودفع جهود السلام.

وقال إن هذا المسعى يؤكد الالتزام بالسلام العادل عبر حل تفاوضي واعتماد الجهد الدبلوماسي والسياسي من خلال هيئات الأمم المتحدة.

"إن هذا المسعى يطمح لتصويب ما اعترى الجهود السابقة لتحقيق السلام من ثغرات بتأكيد على هدف إنهاء الاحتلال وتحقيق حل الدولتين، وحل مشكلة اللاجئين حلا عادلا ومتفقا عليه على أساس القرار 194 كما ورد في المبادرة العربية للسلام مع وضع سقف زمني محدد لتنفيذ هذه الأهداف. وسيرتبط ذلك باستئناف فوري للمفاوضات بين إسرائيل وفلسطين لترسيم الحدود بينهما والتوصل إلى اتفاق تفصيلي شامل وصياغة معاهدة سلام بينهما."

وقال محمود عباس إن فلسطين ترفض أن يكون حق شعبها في الحرية رهينة لاشتراطات عن أمن دولة إسرائيل، فيما يتعرض يوميا لإرهاب دولة الاحتلال العنصري ومستوطنيها.

وأضاف أن شعب فلسطين هو من يحتاج في الحقيقة إلى الحماية الدولية الفورية وهو ما سيتم السعي إليه من خلال المنظمات الدولية.

وأضاف أن العام الذي اختارته الجمعية ليكون مخصصا للتضامن مع الشعب الفلسطيني، اختارته إسرائيل ليشهد حرب إبادة جديدة.

"ها نحن أنفسنا وبكل أسف ومرارة نجد أنفسنا نطرح نفس الخلاصات والأسئلة القديمة حول حرب جديدة هي الثالثة التي تشنها دولة الاحتلال العنصري خلال خمس سنوات على غزة هذه البقعة الصغيرة والمكتظة والغالية من بلادنا.

الفرق اليوم هو أن حجم جريمة الإبادة أكبر وأن قائمة الشهداء وخاصة الأطفال منهم أطول. وأن عشرات العائلات تمت إبادتها بالكامل. والفارق اليوم أن هناك حوالي نصف مليون شخص شردوا من بيوتهم. الفارق اليوم أن الدمار الذي تسبب فيه العدوان الأخير لا مثيل له في العصر الحديث كما أكد شاهد عيان هو المفوض العام للأونروا."

وأضاف أن الحرب الأخيرة على غزة كانت سلسلة من جرائم الحرب مكتملة الأركان نفذت وببث مباشر على مرأى ومسمع العالم بأسره لحظة بلحظة.

"إن تجاهل البعض للحقائق على الأرض لا ينفي وجود هذه الحقائق. ونفترض أيضا ألا أحد سيتساءل بعد الآن لماذا ينمو التطرف ولماذا تتراجع ثقافة السلام وتنهار الجهود لتحقيقه. ونعتقد أو نتمنى ألا يحاول أحد مساعدة الاحتلال هذه المرة أيضا على الإفلات بجريمته دون مساءلة."

وتحدث عن جهود التغلب على الانقسام الوطني واستعادة وحدة الأرض والوطن والمؤسسات وتشكيل حكومة الوفاق الوطني، وقال إن إسرائيل هي الدولة الوحيدة التي رفضت هذه الحكومة فيما رحبت بها جميع دول العالم.