منظور عالمي قصص إنسانية

شباب إفريقيا السبيل لإنعاش اقتصاد القارة الزراعي

media:entermedia_image:677eb266-c575-4ad0-9cd0-1ff9882596d8

شباب إفريقيا السبيل لإنعاش اقتصاد القارة الزراعي

أكد جوزيه غرازيانو دا سيلفا، المدير العام لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة "الفاو"، أن تحقيق مشاركة مزيد من الشباب الأفارقة في قطاع الزراعة وزيادة الدعم لمزارعي الأسرة الضعفاء في إفريقيا هما عاملان جوهريان سيكتسبان أهمية مطردة في النهوض بالأمن الغذائي والرفاه الاقتصادي للقارة خلال السنوات المقبلة.

وتطرق المدير العام لمنظمة "فاو" في كلمته أمام المؤتمر الإقليمي 28 لإفريقيا، المنعقد هذا الأسبوع في تونس العاصمة، إلى ندرة المياه والصراعات باعتبارهما من أخطر التحديات التي تواجه الأمن الغذائي على صعيد الإقليم، لكنه أعرب عن ثقته في أن إفريقيا "قادرة على بلوغ السلام والاستقرار والأمن الغذائي في المستقبل".

وذكر المدير العام للمنظـمة أن "11 مليون شخص يدخلون سوق العمل في إفريقيا كل سنة، لكن رواتب القطاع الريفي تظل متدنية، ويسود القطاع طابع غير رسمي، ولا تعتبر الزراعة جذابة بالنسبة للعديد من الشباب في الإقليم، دع عنك أن الحماية الاجتماعية ليست متاحة دوماً للأسر الريفية في الحالات الحرجة".

ويشير تقرير طرح على المؤتمر الإقليمي إلى أن معدلات النمو البالغة لدى بعض البلدان الإفريقية على مدى العقد الماضي لم تحوّل إلى فرص عمل أو دخل للشباب على النطاق الواسع. وتوجه منظمة "فاو" من خلال المؤتمر نداءات لزيادة الاستثمار العام والخاص في الأعمال الزراعية، والتصنيع الزراعي، والخدمات المرتبطة بالسوق لجذب الأيدي العاملة من الشباب والاحتفاظ بهم في القطاع، وحفز فرص العمل الجديدة، ودفع عجلة التنمية في القطاع الزراعي.

وإذ لاحظ المدير العام أن السنة الإفريقية للزراعة والأمن الغذائي يجري الاحتفال بها في تزامن مع السنة الدولية للزراعة الأسرية، دعا البلدان الإفريقية إلى "اغتنام هذه الفرصة لإدراج صغار المزارعين، وصيادي الأسماك، والرعاة، وجامعي ثمار الغابات، والمجتمعات التقليدية، والشعوب الأصلية على رأس جدول الأعمال المطروح أمامنا".

وأوضح غرازيانو دا سيلفا أن الإقليم خطا خطوة هامة باتجاه تعزيز القطاع الزراعي الإفريقي مع إنشاء صندوق أمانة التضامن مع إفريقيا. ويمول هذا الصندوق بالكامل من قبل البلدان الإفريقية، وبينما يتخذ من منظمة "فاو" مقراً، فإن الاتحاد الإفريقي يشارك في قيادته، وقد صيغ تماشياً مع الأولويات التي وضعتها خطة التنمية الزراعية الشاملة لإفريقيا.

وفي وقت لاحق من الأسبوع الجاري، من المتوقع أن يشارك المدير العام لمنظمة "فاو" في توقيع اتفاقيات لإطلاق صفقات التمويل الأولي لست دول إفريقية (جمهورية إفريقيا الوسطى، إثيوبيا، ملاوي، مالي، النيجر، جنوب السودان) من أجل تنفيذ برامج وخطط عمل مدعومة في إطار صندوق أمانة التضامن مع إفريقيا. كما أعربت المنظمة عن دعمها للبلدان الإفريقية في طرح مقترحات لمصادر تمويل أخرى، بما في ذلك البرنامج العالمي للزراعة والأمن الغذائي والذي أفاد بالفعل 15 بلداً إفريقياً بتمويلات تفوق في مجموعها 560 مليون دولار أمريكي.

وشدد الرئيس التنفيذي للمنظمة على أهمية الشراكات التي تجمع بين جهود الحكومات، وشركات القطاع الخاص، والمجتمع المدني في تهيئة الخدمات المالية وغيرها من أشكال الدعم للمزارعين.

وفي كلمته، عرض المدير العام لمحة عامة عن عمليات التغير التحولي الجارية داخل منظمة "فاو"، متحدثاً عن كيفية الاستفادة من النتائج في حالة إفريقيا، بما في ذلك زيادة الكوادر التقنية في مكاتب المنظمة بجميع أنحاء الإقليم.