منظور عالمي قصص إنسانية

جنوب السودان: الأمم المتحدة تدعو لوقف العنف وسط تقدم في محادثات السلام

media:entermedia_image:cc9424a7-3ead-4482-809c-cab82cc811d3

جنوب السودان: الأمم المتحدة تدعو لوقف العنف وسط تقدم في محادثات السلام

وسط التطلع إلى بدء محادثات السلام بين حكومة جنوب السودان والمتمردين، حثت رئيسة بعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام في البلاد الجانبين على بذل جهود حاسمة لانهاء العنف.

ودعت الممثلة الخاصة للأمين العام، هيلدا جونسون في مؤتمر صحفي فى العاصمة السودانية الجنوبية جوبا كلا الطرفين لاتخاذ خطوة حاسمة في اليوم الأول من العام الجديد من أجل السلام.

وقالت السيدة جونسون إنها تحدثت هاتفيا مع وزير الخارجية الاثيوبي تيدروس أدهانوم غيبريسو، الذي أكد أنه من المتوقع أن تصل الوفود بعد ظهر الأربعاء.

وسوف يتضمن جدول الأعمال الرئيسي للمحادثات، وقف الأعمال العدائية، وفتح ممرات إنسانية، وقضية السجناء السياسيين، وحماية المدنيين.

ووصفت السيدة جونسون التي ترأس أيضا بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان، أونميس، المحادثات قائلة "إنها خطوة في الاتجاه الصحيح"، وأضافت أن المفاوضات في أديس أبابا تحتاج إلى أن تكون مصحوبة بعملية أكثر عمقا تركز على المصالحة الوطنية، والمصالحة بين الطوائف التي لم تلتئم منذ أن نال جنوب السودان الاستقلال عن السودان في عام 2011 بعد عقود من الحرب الاهلية.

وأضافت "إن البلاد في مفترق طرق إلا أنه لا يزال هناك فرصة لإنقاذها من مزيد من تصعيد العنف. والأمر متروك لقادة هذه البلاد والطرفين".

وكانت أونميس قد أشارت إلى اكتشاف أعداد كبيرة من الجثث في جوبا جنوب السودان، وملكال وبور عاصمتي ولايتي جونقلي وأعالي النيل. وقد تفجر الصراع في 15 كانون الاول/ديسمبر في جنوب السودان، أحدث دولة في العالم والتي نالت استقلالها عام 2011 بعد الانفصال عن السودان، في أعقاب ما وصفته الحكومة بمحاولة انقلاب قام بها جنود موالون لنائب الرئيس السابق ريك مشار، الذي أقيل من منصبه في تموز/يوليو.

وينتمي السيد كير إلى قبيلة الدينكا، فيما ينتمي السيد مشار إلى قبيلة اللونوير. وحذرت أونميس من أن هناك أدلة حول استهداف مواطني جنوب السودان على أسس عرقية، مضيفة "يمكن أن يؤدي هذا إلى دورة دائمة من العنف من شأنها أن تدمر نسيج الأمة الحديثة".

وقالت السيدة جونسون "نحن بحاجة للقيام بكل ما في وسعنا لمنع مثل هذه الدوامة من العنف بين المجتمعات في جنوب السودان"، مؤكدة على ضروروة أن يخضع المسؤولون عنها للمساءلة. وأضافت "إنني أدين بأشد العبارات الممكنة الفظائع التي ارتكبت ضد المدنيين الأبرياء من مختلف الطوائف على يد عناصر من الجانبين".

وتجمع أونميس المعلومات على أساس يومي منذ بداية الأزمة وتعهدت بمواصلة التحقيق في جميع التقارير المتعلقة بالانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان وجمع الأدلة وشهادات شهود العيان لتوثيق مثل هذه المزاعم.

وذكرت جميع الأطراف بالتزاماتها لحماية المدنيين والعمل وفقا لقانون حقوق الإنسان والقانون الإنساني، ودعت القادة الرئيسيين إلى إرسال رسائل عامة قوية إلى دوائرهم الانتخابية تبين إصرارهم على ضرورة توقف العنف، ومعاقبة أي شخص يعصى هذه الأوامر عقابا شديدا.

ورحبت السيدة جونسون بقرار مجلس السلم والأمن للاتحاد الأفريقي يوم أمس بانشاء لجنة للتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان وغيرها من الانتهاكات وطرح التوصيات حول طرق ووسائل ضمان المساءلة والمصالحة وتضميد الجراح بين جميع الطوائف.

وعلى الصعيد الإنساني، تمكنت وكالات الإغاثة من تقديم المساعدات لما يقدر بنحو 106،000 نازح سواء داخل قواعد حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة أوخارجها.

ولا تزال المنظمات الإنسانية تشعر بالقلق إزاء حماية المدنيين، فضلا عن حصول المواطنين على الغذاء الكافي والرعاية الصحية والمياه والصرف الصحي.

وتشير هذه المنظمات إلى حاجتها الماسة إلى 166 مليون دولار لتلبية الاحتياجات الأكثر إلحاحا للمتضررين من الأزمة في جنوب السودان.