منظور عالمي قصص إنسانية

الأزمة المالية ستحافظ على ارتفاع أسعار الغذاء على الرغم من موسم الحصاد القياسي في العام الحالي

الأزمة المالية ستحافظ على ارتفاع أسعار الغذاء على الرغم من موسم الحصاد القياسي في العام الحالي

media:entermedia_image:03d1ba07-630f-42ee-8525-3bf7645995cf
على الرغم من أن الإنتاج العالمي من الحبوب ربما يسجل رقما قياسيا العام الحالي 2008، إلا أن منظمة الأغذية والزراعة (فاو) حذرت من أن الأزمة المالية الراهنة ستؤثر سلبا على القطاعات الزراعية مما يعني مزيدا من الارتفاع في أسعار المواد الغذائية العام القادم.

وفي التقرير النصف السنوي الذي أصدرته الفاو بعنوان "توقعات الأغذية"، أشارت المنظمة إلى أن الارتفاع الكبير في حجم الإنتاج العالمي من الحبوب كان في الدول المتقدمة حيث يحظى المزارع بوضعية أفضل لمواجهة إرتفاع الأسعار، في حين أن البلدان النامية، على العكس من ذلك، إذ يتم تحديد قدراتها الى حد كبير في مواجهة إرتفاع الأسعار، جراء القيود الجانبية للإمدادات على قطاعاتها الزراعية.

وقالت خبيرة المنظمة وأحد المشاركين في تحرير التقرير، كونسبسيون كالبيه، "إن موسم الحصاد القياسي للحبوب في العام الحالي والهبوط الأخير في أسعار المواد الغذائية يجب أن لا يخلق حالة زائفة من الأمن".

وأشارت خبيرة المنظمة أيضا الى أن الأزمة المالية في الأشهر الأخيرة قد وسعت من موجات تراجع الأسعار وأسهمت في تضييق أسواق الاعتماد وأدخلت حالة أكبر من عدم الثقة بآفاق العام المقبل، الأمر الذي دفع العديد من المعنيين إلى اتخاذ قرارات زراعية متحفظة جدا.

كما أسفر الارتفاع الحاد في الفترة 2007/2008 في أسعار المواد الغذائية عن زيادة عدد الأشخاص الذين يعانون سوء التغذية في العالم، حيث يقدر عددهم بنحو 923 مليون شخص.

وقالت كالبيه "إن الأسعار الدولية المنخفضة للسلع لم تترجم الى أسعار محلية منخفضة في معظم البلدان ذات الدخل المنخفض، لذلك هناك مخاطر فعلية من أن تؤدي المشاكل الإقتصادية العالمية الراهنة الى الحد من حجم غذاء الإنسان، وقد يرتفع عدد الجياع أيضا".

ولغرض تأمين الغذاء لشعوب العالم الذين ستزداد أعدادهم إلى أكثر من تسعة مليارات نسمة بحلول العام 2050 مقارنة بنحو 6 مليارات نسمة في الوقت الحاضر، اقترح التقرير مضاعفة الإنتاج العالمي من الغذاء بحلول العام 2050، وذلك بزيادة الاستثمارات في الزراعة بما في ذلك الأرض والمياه والآليات والبحوث الزراعية فضلاً عن المزيد من المزارعين الماهرين الأكثر تدريبا.