منظور عالمي قصص إنسانية

الأمين العام يقول إن الأمم المتحدة تبقى الأداة الأمثل لتحقيق الأهداف الأساسية للعلاقات الدولية

الأمين العام يقول إن الأمم المتحدة تبقى الأداة الأمثل لتحقيق الأهداف الأساسية للعلاقات الدولية

قال الأمين العام للأمم المتحدة في خطاب ألقاه اليوم في متحف ومكتبة الرئيس الأمريكي، هاري ترومان، بولاية ميسوري، إن الطريق الوحيد لتحقيق الأهداف الأساسية للعلاقات الدولية، مثل المسؤولية الجماعية والمساءلة المتبادلة وتعددية الأطراف وسيادة القانون وحقوق الإنسان، لا يتأتى إلا عبر الاستخدام الأمثل للأمم المتحدة.

وأشار الأمين العام في الكلمة التي ألقاها قبل تنحيه عن منصبه نهاية الشهر الحالي، إلى الدروس التي تعلمها في العشر سنوات الأخيرة التي قضاها على رأس المنظمة.

وطالب الأمين العام القادة الأمريكيين الحاليين والقادمين المضي على نهج الرئيس الأمريكي، هاري ترومان، الذي يعتبر الفاعل الرئيسي في بناء المنظمة ونصيرها في سنواتها الأولى وعلى الاقتداء بما قاله "بأن مسؤولية الدول الكبرى تتمثل في خدمة شعوب العالم وليس السيطرة عليها".

وقال الأمين العام "إن الأمريكيين، شأنهم شأن بقية البشر، يحتاجون أكثر من أي وقت مضى إلى نظام فعال تلجأ إليه شعوب العالم كي تواجه معا التحديات العالمية، ولكي يعمل هذا النظام فإنه بحاجة ماسة إلى قيادة أمريكية بعيدة النظرة وفقا لمبدأ ترومان".

وأضاف الأمين العام قائلا إن العبرة الأولى التي استخلصها هو إنه في عالمنا اليوم يرتبط أمن كل واحد فينا بأمن الآخرين جميعا، مشيرا إلى أن ذلك يصدق على عالمنا المفتوح، عالم يمكن أن تنتقل فيه التهديدات مثل الإرهاب وإنفلونزا الطيور عبر المحيطات في ساعات معدودة.

أما العبرة الثانية فهي أننا لسنا مسؤولين فقط عن أمن بعضنا البعض بل أيضا مسؤولون عن رفاهية بعضنا البعض، مشيرا إلى أهمية تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية.

وقال الأمين العام "ليس من الواقعي أن يمضي البعض في جني فوائد جمة من العولمة بينما يتركون الملايين من البشر أمثالهم يعيشون في فقر مدقع، بل ويدفعون إليه دفعا".

أما العبرة الثالثة التي أشار إليها الأمين العام هي أن الأمن والتنمية كليهما يتوقفان على احترام حقوق الإنسان وسيادة القانون.

وقال عنان "إن الولايات المتحدة كانت على مدار التاريخ في طليعة حقوق الإنسان، غير إنه لا سبيل إلى الحفاظ على هذه الريادة إلا إذا ظلت أمريكا وفية لمبادئها، بما في ذلك أثناء مكافحة الإرهاب، وعندما يبدو أنها تتخلى عن مثلها وأهدافها، فمن الطبيعي أن ينتاب أصدقاءها في الخارج الشعور بالقلق والارتباك".

أما العبرة الرابعة فهي ضرورة مساءلة الحكومات عن أعمالها على الساحة الدولية وكذلك على الساحة المحلية.

وقال عنان "لقد حصل انحراف كبير في مجال المساءلة، فالبلدان الفقيرة والضعيفة تحاسب بسهولة لأنها في حاجة إلى المساعدة، أما البلدان الكبيرة والقوية التي تحدث أعمالها أكبر الأثر على البلدان الأخرى فلا يمكن الضغط عليها إلا من جانب شعوبها التي تعمل من خلال المؤسسات المحلية".

واختتم الأمين العام بالعبرة الخامسة حيث قال "إن هذه العبرة استخلصتها بالتأكيد من العبر الأربع الأخرى، وهي أنه يستحيل علينا تحقيق كل هذه الأمور ما لم نعمل سوية عبر نظام متعدد الأطراف وعبر الاستعانة بأقصى قدر ممكن بالهيئة الفريدة من نوعها التي أورثنا إياها هاري ترومان ومن عاصروه ألا وهي الأمم المتحدة".