منظور عالمي قصص إنسانية

الجزائر ومنظمة الأغذية والزراعة تجدان حلا مناسبا وفعالا لمكافحة الجراد

الجزائر ومنظمة الأغذية والزراعة تجدان حلا مناسبا وفعالا لمكافحة الجراد

media:entermedia_image:34c24262-f1f5-44f1-8377-94a2fc01723d
،أفادت اليوم منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو) أن سلاحاً مناسباً من الناحية البيئية ومضادا للجراد الصحراوي قد تم إختباره بنجاح ولأول مرة في أجواء ميدانية واسعة النطاق في الجزائر.

فقد تم رش أكثر من 1400 هيكتار من الأراضي الموبوءة بيرقات الجراد الصحراوي في سياق تجربة المبيدات الميدانية البيولوجية المشتركة "العضلة الخضراء" بين الجهات المعنية بوقاية المزروعات الجزائرية ومنظمة الأغذية والزراعة، وذلك قرب منطقة الواد شرق الجزائر، حيث تم إضعاف الجراد بشكل واضح، وقد بدأ فعلاً يتحرك ببطء بعد أربعة أيام من التجربة المذكورة وبالتالي قامت الطيور والسحالي والنمل بالتهامه.

وتعتمد الطريقة الجديدة على إستخدام نبات الفطر الطبيعي المعروف بأسم "ميتارهيزيوم آنيسوبلايا" الذي يصيب الجراد النطاط بحيث يعيق تغذيته وبالتالي يقضي عليه في غضون أسبوع إلى ثلاثة أسابيع .

وقد وصف رئيس الدائرة المعنية بوقاية المزروعات لدى المنظمة السيد نيك فان ديركراف هذا الإختبارالناجح واسع النطاق بأنه يشكل "تقدماً كبيراً في سياق معركة مكافحة الجراد".

بديل عن المبيدات السامة:

وقال السيد فان ديركراف "إن المبيد البيولوجي (العضلة الخضراء) قد أثبت فاعليته في مكافحة الجراد الصحراوي ولأول مرة في ظل ظروف ميدانية حقيقية فوق منطقة حيوية. ففي الوقت الذي تم فيه إجراء الإختبارات السابقة على فاعلية (العضلة الخضراء) لمكافحة الجراد الصحراوي في المختبرات فقط وفوق مساحات صغيرة، فإن هذه التجربة قد أثبتت الآن أن نبات الفطر يمكن تطبيقه بنجاح بواسطة فرق مهنية معنية بوقاية المزروعات فوق رقعة واسعة من الأراضي، الأمر الذي يكشف عن أن (العضلة الخضراء) تمثل بديلاً فعلياً عن المبيدات التقليدية".

وقد تم تنفيذ التجربة في ظروف حرارية ممتازة تساعد على نمو نبات الفطر، غير أن الأمر يستدعي إجراء المزيد من التجارب الميدانية في ظل ظروف مواتية لإستكشاف إمكانيات هذا المنتوج وحدوده.

ومبيد (العضلة الخضراء) هو عبارة عن مادة مركبة من بذور الفطر (ميتارهيزيوم آنيسوبلايا) ومزيج من الزيوت المعدنية والنباتية. فهو غير سام لبني البشر وإنما يقضي فقط على الجراد والحشرات النطاطة منه وعدد محدود جداً من الحشرات الأخرى، ولاتوجد له تأثيرات جانبية بيئية أخرى.

وبينما تقضي معظم المبيدات التقليدية على الجراد على الفور، فان الفطر في (العضلة الخضراء) ربما يحتاج إلى فترة نمو أمدها ثلاثة أسابيع داخل جسم الحشرة حتى يقضي عليها بشكل نهائي.

ويتوقف طول فترة الحضانة على حرارة البيئة، حيث إن الفطر ينمو بصورة جيدة في حرارة تتراوح بين 15 و 35 درجة مئوية. ففي البلدان الساحلية وفي شمال أفريقيا التي تتعرض في معظم الحالات إلى موجات تفشي الجراد الصحراوي ، يسود هذا المدى الحراري في فترات من فصل الشتاء وفي موسم الأمطار حين يتكاثر الجراد.

ويجري في الوقت الحاضر إنتاج (العضلة الخضراء) تجارياً من قبل شركة واحدة في جمهورية جنوب أفريقيا بقدرة إنتاجية محدودة، علماً بانه تُبذل حالياً الجهود لتطوير الإنتاج في السنغال بغرب أفريقيا، كما يجري الآن إنتاج مبيد بيولوجي مشابه للعضلة الخضراء ويستخدم لمكافحة وباء الجراد الأسترالي.

وما يزال إنتاج (العضلة الخضراء) مكلف للغاية مقارنة بالمبيدات الكيمياوية. وعلى أي حال، فان وجود سوق أكبر قد يُسهم في التقليل من تكاليف الإنتاج إلى حد كبير. وعلى النقيض من المبيدات التقليدية ، فان اعتماد (العضلة الخضراء) يتطلب أدنى إجراءات السلامة ومعدات أقل للوقاية الشخصية.

ومما يُذكر أن موجة الجراد التي أصابت في الفترة 2004/2005 نحو 16 بلداً لاسيما في شمال غرب القارة الأفريقية ودول الساحل قد تم خلالها معالجة نحو 128 مليون هكتار من الأراضي الموبوءة بالجراد بواسطة المبيدات.