منظور عالمي قصص إنسانية

فيليبو غراندي: أزمة اللجوء ليست أزمة البلدان الغنية بل أزمة البلدان النامية

فيليبو غراندي: أزمة اللجوء ليست أزمة البلدان الغنية بل أزمة البلدان النامية

تنزيل

أصدرت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، اليوم الاثنين، تقريرا جديدا لخصت فيه اتجاهات العام الحالي بالنسبة لأرقام وتحركات اللاجئين في عالم اليوم الذي يتخبط في الصراعات.

وفي مؤتمر صحفي دعا فيليبو غراندي، المفوض السامي لشؤون اللاجئين، إلى التضامن من أجل مواجهة الحروب حول العالم التي تنذر بنزوح المزيد من الأشخاص قسراً من ديارهم أكثر من أي وقت مضى.

التفاصيل في تقرير مي يعقوب:

=-=---

يظهر تقرير "الاتجاهات العالمية" الجديد الذي أصدرته المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، وهو المسح السنوي الرئيسي الذي تجريه عن أوضاع النزوح، أن عدد اللاجئين والنازحين قسرا في العالم حتى أواخر عام 2016 قد بلغ 65.6 مليون شخص– أي أكثر بـ300,000 شخص مقارنة بالعام السابق. ويشكل هذا المجموع عددا هائلا من الأشخاص الذين يحتاجون إلى الحماية حول العالم.

أما عدد الأشخاص النازحين داخل بلدانهم فبلغ 40.3 مليون مع نهاية عام 2016 مقارنة بـ40.8 مليون في العام السابق.

المفوض السامي لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، وخلال إطلاقه التقرير الجديد في مؤتمر صحفي بجنيف، أكد أن هذا التغير البسيط في الأرقام يخفي واقعا صعبا:

"هناك رسالة مهمة أود أن أنقلها وهي أنه بالرغم من أن هذه الأرقام تمثل نقلة بسيطة عن العام الماضي، ينبغي ألا تعطي الانطباع الخاطئ بأن الحالة ثابتة. فالأرقام المستقرة نسيبا تخفي حالة غير مستقرة للغاية."

عنصر آخر أشار إليه التقرير الجديد وهو عدد طالبي اللجوء، وهم أشخاص فروا من بلدانهم ويسعون إلى الحماية الدولية كلاجئين. فمع نهاية عام 2016، بلغ عدد طالبي اللجوء في العالم 2.8 مليون شخص.

ويُضاف كل ذلك إلى التكلفة البشرية الهائلة للحرب والاضطهاد على الصعيد العالمي، إذ إن هذا العدد (65.6 مليون) يعني أن ما معدله شخص واحد من بين 113 شخصا حول العالم هو اليوم إما نازح أو لاجئ – وهو عدد يفوق عدد سكان المملكة المتحدة التي تحتل المرتبة الـ 21 في العالم من حيث عدد السكان.

image
المفوض السامي تحدث عن اتجاهات أخرى، فقال:

"هناك اتجاهات أخرى هامة أود أن ألقي الضوء عليها: خمسون بالمئة من اللاجئين هم من الأطفال وهي فئة تتأثر أكثر من غيرها؛ اتجاه آخر وهو أن 84 % من اللاجئين هم أشخاص ألقى بهم القدر في البلدان النامية وليس في العالم الغني. إذا، هذه الأزمة ليست أزمة العالم الغني بل أزمة البلدان النامية."

ومن بين عدد اللاجئين البالغ 22.5 مليون شخص، هنالك 17.2 مليون شخص ممن يقعون تحت ولاية المفوضية. أما الباقون فهم لاجئون فلسطينيون مسجلون لدى منظمة الأونروا. ولا يزال السوريون يشكلون أكبر نسبة من العدد الإجمالي للاجئين والنازحين، بحسب المفوض السامي فيليبو غراندي:

"مازالت سوريا أكبر منتج للاجئين في العالم (5.5 مليون شخص)، تسعون بالمئة منهم في الدول المجاورة. ومازالت تركيا للسنة الثالثة على التوالي، تمثل أكبر دولة مضيفة للاجئين. أما لبنان، فهو البلد الذي يستضيف أكبر عدد من اللاجئين بالنسبة لعدد سكانه."

image
ولفت التقرير الجديد إلى الأزمة في جنوب السودان التي شكلت العامل الأكبر الجديد في عام 2016 بعد أن تسبب الانهيار الكارثي للجهود المبذولة لتحقيق السلام في تموز/يوليو من ذلك العام بمغادرة 739,900 شخص بحلول نهايته (1.87 مليون حتى اليوم).

وتقدر المفوضية عدد الأشخاص الذين لا يحملون جنسية أو المعرضين لخطر انعدام الجنسية بحلول نهاية عام 2016، بـ 10 ملايين شخص على الأقل. ولكن البيانات المسجلة من قبل الحكومات والمرسلة إلى المفوضية حدت عدد الأشخاص عديمي الجنسية في 75 بلدا بـ 3.2 مليون شخص.

وفي هذا السياق قال المفوض السامي لشؤون اللاجئين إن جميع تلك الأرقام تؤكد الحاجة إلى التضامن وإلى هدف مشترك متمثل في الحد من الأزمات وحلها وإلى العمل معاً لضمان حصول اللاجئين والنازحين داخلياً وطالبي اللجوء في العالم على الحماية المناسبة والرعاية بينما يتم البحث عن الحلول.

ودعا غراندي إلى بذل المزيد من الجهد لمساعدة هؤلاء الأشخاص، وإلى التحلي بالتصميم والشجاعة والابتعاد عن الخوف من أجل مواجهة عالم اليوم الذي يتخبط بالصراعات.

مصدر الصورة