منظور عالمي قصص إنسانية

دروس مستفادة من كارثة رنا بلازا لضمان السلامة في أماكن العمل

دروس مستفادة من كارثة رنا بلازا لضمان السلامة في أماكن العمل

تنزيل

بعد عام من أسوأ حادثة في مجال صناعة الملابس تعمل منظمة العمل الدولية وحكومة بنغلاديش واتحادات العمل والمجتمع الدولي على التعامل مع الأسباب الجذرية للكارثة لضمان بيئة عمل آمنة.

التفاصيل في التقرير التالي:

في أبريل نيسان عام 2013 توجهت أنظار العالم إلى حي بالقرب العاصمة البنغالية دكا وأصيب الكثيرون بالصدمة لمقتل أكثر من ألف ومائة شخص إثر انهيار مصنع ملابس عرف باسم (رنا بلازا).

خالدة بيغوم واحدة من ملايين العمال في مجال صناعة الملابس في بنغلاديش. نجت خالدة بعد بقائها لمدة ست عشرة ساعة تحت الركام في المصنع المنهار.

"بدأ المبنى في الانهيار وسمعنا ضوضاء عالية، وشرعت في الجري، بعد خمس أو ست خطوات لم أستطع رؤية أي شيء وبدأت أهوي كما لو كنت في مصعد كهربائي. بكيت، كان السقف قريبا جدا لدرجة أنه لامس أنفي وكلما تنفست شعرت به. اعتقدنا أننا سنموت وودعنا بعضنا البعض."

تكتسب صناعة الملابس أهمية كبرى لاقتصاد بنغلاديش.

وقد حفزت تلك الحادثة المأساوية العمل على المستويات المحلية والإقليمية والدولية لضمان سلامة العمال في أماكن عملهم.

وتعمل الحكومة وصناعة الملابس واتحادات العمال مع المجتمع الدولي لضمان توفر معايير أعلى من السلامة في أماكن العمل ولجعل العمال أكثر إدراكا بحقوقهم.

وبدعم من منظمة العمل الدولية تقوم فرق المهندسين وخبراء السلامة من الحرائق بفحص ظروف العمل في مصانع الملابس الجاهزة في بنغلاديش.

وعن ذلك يقول المفتش مهدي أحمد أنصاري.

"لو اكتشفنا مشكلة في المصنع، نقوم على الفور بإخلاء المبنى ووقف كل الأنشطة به وإحالته إلى لجنة المراجعة."

تنظم عمليات التفتيش ثلاث مبادرات وطنية ودولية وضعت بعد كارثة رنا بلازا. وتراجع اللجنة الثلاثية المشكلة وفق تلك المبادرات توصيات المفتشين وتقرر خلال ثمان وأربعين ساعة ما إذا كان في الإمكان إعادة فتح المبنى محل المشكلة مرة أخرى أم لا.

ويؤكد محمد منير الزمان مدير الحسابات بأحد المصانع أهمية تلك الأنشطة لضمان سلامة العمال بالإضافة إلى عائدها الاقتصادي

"يمكن أن يساعد ذلك في زيادة أرباحنا، لأننا سنتمكن من التأكيد للمشترين على أن مبانينا آمنة وبأننا لن نواجه مشاكل تتعلق بقضايا السلامة."

وتقدم حكومة بنغلاديش، بدعم من منظمة العمل الدولية، دعما منسقا للناجين وأسر ضحايا الحادثة.

من بين الوسائل المتبعة في ذلك التمثيل المسرحي لإعادة بناء ثقة الناجين مثل محمد ليتون.

"أنا سعيد لأنني هنا ولاستعادتي الثقة التي كانت لدي قبل انهيار المبنى."

يشير غيلبيرت هونغبو نائب المدير العام لمنظمة العمل الدولية للعمليات الميدانية إلى تحقيق تقدم ملموس خلال العام الماضي، إلا أنه يؤكد ضرورة مواصلة العمل على هذا المسار.

"إن أحد التحديات في الواقع هي التحرك قدما، كيف نضمن الحقوق الأساسية للعمال، وفي نفس الوقت أن نضمن استمرار نمو هذا القطاع الحيوي من الاقتصاد الذي وفر أربعة ملايين وظيفة."

تلقت خالدة بيغوم تدريبا من أحد مشاريع منظمة العمل الدولية لحياكة الأثواب، وقد أكسبتها مهاراتها الجديدة ثقة أكبر وأملا في المستقبل حتى إنها تفكر في افتتاح متجرها الخاص.

"لدي الشجاعة والخبرة لإدارة متجري الخاص الآن، عندي إرادة قوية لذلك وهذا ما سأقوم به."

تهدف الاستجابة المنسقة في بنغلاديش وتغيير السياسات وتحسين السلامة في المصانع وعمليات التفتيش ووعي العمال بحقوقهم إلى ضمان عدم تكرار كارثة رنا بلازا في بنغلاديش أو أي مكان آخر بالعالم.