منظور عالمي قصص إنسانية

اليونيسف: سيُخذل ملايين الأطفال إن لم تركز الأهداف الإنمائية الجديدة على الأقل حظا منهم

طفلان يلعبان في مدرسة ابتدائية، في زيمبابوي. من صور اليونيسف / جياكومو بيروزي
طفلان يلعبان في مدرسة ابتدائية، في زيمبابوي. من صور اليونيسف / جياكومو بيروزي

اليونيسف: سيُخذل ملايين الأطفال إن لم تركز الأهداف الإنمائية الجديدة على الأقل حظا منهم

حذرت اليونيسف اليوم من أن المجتمع الدولي سيخذل ملايين الأطفال إن لم تركز خارطة الطريق الإنمائية التي يعدها للخمسة عشر سنة القادمة على الأقل حظا منهم.

ويفيد التقرير الأخير لليونيسف المعنون "التقدم من أجل الأطفال، تجاوز المتوسطات"، حول الأهداف الإنمائية للألفية المتعلقة بالأطفال، بأنه بالرغم من الإنجازات الكبيرة التي تحققت، إلا أن ملايين الأطفال مازالوا يعانون من الفقر، ويموتون قبل بلوغهم عامهم الخامس، ويُحرمون من التعليم، ويُعانون من سوء التغذية المزمن بسبب عدم تساوي الفرص. وتموت 289 ألف امرأة سنويا خلال الوضع، ولا يزال هناك 58 مليون طفل ويافع غير ملتحقين بالمدارس الابتدائية.وفي هذا الصدد يقول آنتوني ليك، المدير التنفيذي لليونيسف، "ساعدت الأهداف الإنمائية للألفية العالم في تحقيق تقدم مذهل لصالح الأطفال -ولكنها بيّنت لنا أيضا عدد الأطفال الذين أغفلتهم هذه المسيرة". وأضاف، "فحياة ومستقبل الأطفال الأقل حظا ذات أهمية أيضا - ليس بالنسبة لهم فقط، ولكن أيضا بالنسبة لأسرهم، ومجتمعاتهم المحلية ومجتمعاتهم الأوسع".فبسبب الفروقات داخل الأقطار، يتعرض الأطفال المنتمون للأسر الأفقر لاحتمال الموت قبل بلوغهم سن الخامسة، وعدم الإلمام بالحد الأدنى لمعايير القراءة أكثر بمرتين من الأطفال المنتمين للأسر الأغنى.ويمكن أن يؤدي الاستمرار بالإخفاق في الوصول لهؤلاء الأطفال إلى نتائج خطيرة، فبحسب معدلات التقدم الحالية، وتوقعات النمو السكاني، يقدر أنه بحلول سنة 2030 سيموت 68 مليون طفل دون سن الخامسة، في الغالب، لأسباب يمكن الحيلولة دونها؛ وستستمر معاناة 119 مليون طفل تقريبا من سوء التغذية المزمن؛ وسيستمر نصف بليون شخص بالتبرز في العراء مما سيؤدي إلى مخاطر حقيقية على صحة الأطفال. كما ستحتاج جميع الفتيات في الأسر الأكثر فقرا في الدول الإفريقية الواقعة جنوب الصحراء الكبرى إلى مائة سنة لتتمكنّ من إنهاء التعليم الإعدادي. وسلط التقرير أيضا الضوء على نجاحات ملحوظة تحققت منذ عام 1990 على سبيل المثال، انخفاض معدلات وفيات الأطفال دون سن الخامسة إلى أكثر من النصف، من 90 حالة وفاة لكل ألف حالة ولادة حية إلى 43 حالة وفاة لكل ألف حالة ولادة حية؛ وانخفاض معدلات نقص الوزن وسوء التغذية المزمن بين الأطفال دون سن الخامسة بنسبة 42 في المائة و41 في المائة على التوالي، كما انخفضت معدلات وفيات الأمهات بنسبة 45 في المائة. وتشدد اليونيسف على أهمية أن يضع قادة العالم الأطفال الأقل حظا في صميم الأهداف الإنمائية المستدامة. وتشير المنظمة إلى أن جمع البيانات وتفصيلها بشكل أفضل - لتمحيص الأرقام المتوسطة- كالبيانات المستخدمة لقياس الأهداف الإنمائية للألفية يمكن أن يساعد في تحديد الأطفال الأكثر هشاشة، والأطفال الذين يعانون من الإقصاء وأماكن سكنهم. كما يمكن لوجود أنظمة محلية أقوى للصحة والتعليم والحماية الاجتماعية أن يساعد الأطفال على البقاء والنمو. وبدوره يمكن أن يؤدي الاستثمار الذكي المفصّل بحسب احتياجات الأطفال الأكثر هشاشة إلى تحقيق الكثير من المكاسب على المدى القصير والطويل.ويقول ليك "تمثل الأهداف الإنمائية المستدامة فرصة لتطبيق الدروس التي تعلمناها، والوصول للأطفال الذين يعانون من الحاجة الشديدة -وعار علينا إن لم نطبق هذه الدروس". ويضيف، "فالمزيد من الإنصاف لأطفال اليوم يعني قدرا أقل من اللامساواة والمزيد من التقدم العالمي غدا".