منظور عالمي قصص إنسانية

"لا أحد يهتم إن مت أو عشت": أهوال اللاجئين والمهاجرين على الطرق البرية إلى ساحل البحر المتوسط في أفريقيا

موظفو المنظمة الدولية للهجرة يساعدون مهاجرين ولاجئين كانوا على متن قارب متجه من ساحل ليبيا إلى أوروبا قبل أن يغرق مؤديا إلى مصرع العشرات.
IOM/Hussein Ben Mosa
موظفو المنظمة الدولية للهجرة يساعدون مهاجرين ولاجئين كانوا على متن قارب متجه من ساحل ليبيا إلى أوروبا قبل أن يغرق مؤديا إلى مصرع العشرات.

"لا أحد يهتم إن مت أو عشت": أهوال اللاجئين والمهاجرين على الطرق البرية إلى ساحل البحر المتوسط في أفريقيا

المهاجرون واللاجئون

حذر تقرير دولي من الأشكال الشديدة جدا من العنف وانتهاكات حقوق الإنسان والاستغلال التي يواجهها اللاجئون والمهاجرون، ليس في البحر فحسب، بل أيضا على الطرق البرية المترامية عبر القارة الأفريقية باتجاه سواحل البحر الأبيض المتوسط.

أصدر التقرير مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين، والمنظمة الدولية للهجرة، ومركز الهجرة المختلطة تحت عنوان: "في هذه الرحلة، لا أحد يهتم إن عشت أو مت" (الجزء 2).

يسلط التقرير الضوء على المخاطر التي تحظى بقدر أقل من التوثيق والاهتمام، والتي تواجه اللاجئين والمهاجرين على هذه الطرق البرية. وقال بيان صحفي عن محتوى التقرير إن من بين المخاطر والانتهاكات التي أبلغ عنها اللاجئون والمهاجرون التعذيب، والعنف الجسدي، والاحتجاز التعسفي، والموت، والاختطاف للحصول على فدية، والانتهاك والاستغلال الجنسيين، والاستعباد، والاتجار بالبشر، والعمل القسري، واستئصال أعضاء الجسم، والسرقة، والاحتجاز التعسفي، والطرد الجماعي والإعادة القسرية.

وتفيد المعلومات بأن العصابات الإجرامية والمجموعات المسلحة هي المتورط الرئيسي في ارتكاب هذه الانتهاكات، بالإضافة إلى قوات الأمن، والشرطة، والجيش، ومسؤولي الهجرة وحرس الحدود.

وعلى الرغم من التعهدات التي قطعها المجتمع الدولي على نفسه لإنقاذ الأرواح ومعالجة جوانب الضعف وفقا للقانون الدولي، فقد حذرت الوكالات الثلاث من أن العمل الدولي الحالي غير كاف. وذكر التقرير أن هناك فجوات هائلة في مجال الحماية والمساعدة عبر طرق وسط البحر الأبيض المتوسط، مما يدفع اللاجئين والمهاجرين إلى الشروع مجددا في رحلات محفوفة بالمخاطر.

ونادرا ما يتوفر الدعم المخصص، وكذلك إمكانية الوصول إلى سبل العدالة، للناجين من مختلف أشكال الانتهاكات في أي مكان على هذه الطرق. كما أن عدم كفاية التمويل والقيود المفروضة على وصول المساعدات الإنسانية، بما في ذلك في المواقع الرئيسية مثل مراكز الاعتقال ومرافق الاحتجاز غير الرسمية، تعيق أيضا سبل توفير الدعم.

وأفاد البيان الصحفي بأن مفوضية شؤون اللاجئين والمنظمة الدولية للهجرة والشركاء والعديد من الحكومات، قد ضاعفوا جهودهم بما في ذلك فيما يتعلق بمستوى خدمات الحماية والمساعدة المنقذة للحياة، لكنه ذكر أن العمل الإنساني وحده ليس كافيا.

ودعت هذه الوكالات إلى توفير وتعزيز الاستجابة المتعلقة بالحماية لإنقاذ الأرواح والتخفيف من المعاناة، فضلا عن السعي الحثيث لمعالجة الأسباب الجذرية للنزوح والدوافع وراء التحركات غير النظامية.

وتأمل الوكالات الثلاث في أن تفضي نتائج التقرير إلى تعزيز الجهود الرامية إلى معالجة الثغرات الحالية في الاستجابة للأشخاص المهجرين من ديارهم.